كثيرا ما نجد أناساً يظنون أن كل من قال "لا إله إلا الله محمد رسول الله" فهو مؤمن كامل الإيمان لا ينبغي أن يقال عنه فاسق أو غير ذلك, بل تجد من ينكر عليك أشد الإنكار إن قلت عن فلان فاسق أو قلت "إن استمر على عمله و مات عليه فإنه يخشى عليه أن يلقى في جهنم, أو أنه فاسق أو ظالم لنفسه و لغيره" لكن هذا غير صحيح. الإيمان ليس فقط تصديق بالقلب أو قول باللسان فقط, بل للإيمان قاعدة مهمة غفل عنها كثير من الناس اليوم, و أنا في هذه المشاركة سأحاول أن أوضح لكم هذه القاعدة المهمة. القاعدة يا أعزائي هي: "الإيمان: تصديق بالجنان و قول باللسان و عمل بالأركان, يزيد بطاعة الرحمن و ينقص بطاعة الشيطان"
فأولا تصديق بالجنان: أي يكون عارفا و مصدقا بالقلب أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله و ذلك يتضمن أركان الإيمان الستة: الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره. فإن القلب إن صدّق و آمن فإنه يعرف أن كل ما صدر من الله فهو حق, فوعده و وعيده حق, و الجنة حق و النار حق و النبيون حق و محمد صلى الله عليه و سلم حق. و أما قول باللسان فهو أن يشهد بلسانه أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و لا يناقض هذه الشهادة بلسانه. أما عمل بالأركان فهو العمل بالجوارح و يدخل في هذا أعمال القلوب, و يكون المسلم مؤمنا بأركانه بإتيان أوامر الله و اجتناب نواهيه, كالصلاة و الزكاة و الصيام و غير ذلك, و الكف عن عبادة الأصنام و الطواف بالقبور و السجود للمعظمين و القتل و الزنى و السرقة...الخ يزيد بطاعة الرحمن: يتفاوت هذا الإيمان بين شخص و آخر, فلا يكون إيمان أبوبكر رضي الله عنه كإيمان الفسّاق من أمة محمد صلى الله عليه و سلم. إن الله قد يعطي المؤمن زيادة في إيمانه إن أطاعه و يوفقه لأعمال الإيمان واحدة تلو الأخرى فيزيد بذلك إيمانه. و ينقص بطاعة الشيطان: أي يقل باتباع سُبل الشيطان بإيتاء الفواحش و المنكرات و كل ما نهى الله عنه. فلا يصح إيمان شخص إلا إن كان مصدقا بقلبه و لسانه و يعمل بمقتضى هذا الإيمان و بما أن الإيمان هو الاقرار بالقلب و قول باللسان وعمل بالجوارح و الأركان فإنه سوف يزيد وينقص و أدلة ذلك في القرآن كثيرة, قال الله سبحانه و تعالى: ((وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)) و عن النقصان قال الله سبحانه و تعالى: ((وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ))
سأوضح لكم لم لا يصح الإيمان إلا بهذه الشروط التي ذكرت, فأولا الإنسان إن كان مصدقا و مؤمنا بقلبه أن "لا إله إلا الله" لكنه مع ذلك فهو يسب الله و رسوله ليل نهار, و يسجد للأصنام و يشرك بالله قاصدا ذلك فهذا لا يكون مؤمنا و إن كان في قلبه مؤمنا بأن لا إله إلا الله. كفرقٍ من النصارى يؤمنون بأن لا إله إلا الله لكن مع ذلك فهم كُفّار لأنهم أشركوا مع الله في العبادة عيسى عليه السلام بأقوالهم الشنيعة و أفعالهم المنكرة. و كذلك اليهود يؤمنون بأن لا إله إلا الله و لكنهم قتلوا الأنبياء بغير حق و قالوا يد الله مغلولة و قالوا إن الله فقير و نحن أغنياء و غيرها من الأقوال الشنيعة, فهؤلاء كفار بنص القرآن و السنة النبوية الصحيحة بل لا يصح إيمان شخص إن لم يعتقد كفر هؤلاء. فمن كان مؤمنا بالله في قلبه و لكنه استهزئ بشيء من القرآن و السنة النبوية يقصد ذلك فهذا كافر خارج عن الملة. إن لم تقتنع بذلك فإني أسألك أيها القارئ الكريم, هل سترضى عن شخص يقول أنا مؤمن بك و مصدق بأنك موجود و من ثم هذا الشخص نفسه ينال منك بلسانه من شتم و استهزاء بل يضربك و يؤذيك بكل وسيلة ممكنة, فهل مثل هذا يكفيه أنه مصدق أنك موجود؟ و هل يغنيه تصديقه بذلك بأن ينال عندك أية منزلة؟ فكذلك هؤلاء, لا يغنيهم إيمانهم أن الله موجود إن لم يؤمنوا في أقوالهم و أفعالهم, بل هؤلاء ربما يكونون كابليس لعنه الله, فهو (أي ابليس) كان موقناً بأن لا إله إلا الله و لكنه عصى الله بلسانه و بعمله فطرد و أصبح شيطانا رجيما خالدا مخلدا في النار. أما إن كان الشخص مؤمنا بلسانه و جوارحه من دون قلبه فهو كالمنافق و المنافق بنص القرآن في الدرك الأسفل من النار ((إنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا)) و قد أمر الله سبحانه و تعالى نبيه الكريم بمجاهدتهم فقال: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ))
و أما من كان مؤمنا بلسانه فقط بحيث يقول: "أشهد أن لا إله إلا الله" فلا ينفعه هذا القول إن لم يكن في قلبه إيمان بوجود الله رب العالمين, و أن محمدا رسول الله كان مبعوثا إلى الخلق و أن الله أنزل عليه القرآن الكريم. فلا ينفعه شهادته بلسانه فقط فإنك تجد اليوم كثيرا من الكفار يقولون هذه الكلمة إرضاء للمسلمين بين حين و آخر و لكن لا يؤمنون بذلك و لكن مجرد قول خال من الإيمان. مثل هؤلاء لا يعتبرون من المؤمنين و لا يكونون مسلمين و لا يعاملون معاملة المسلمين. فأنا مثلا يمكنني أن أقول لك: "أنا أحبك" و لكن في داخلي أكرهك و أحقد عليك, و أعمل جاهدا في إيذائك في نفسك و أهلك و مالك ألا يحق لك أن تعاقبني!؟ تخيل إن جاء أحد يمنعني من إيذائك فقالوا له: "لا ينبغي أن تفعل ذلك فإنه يقول إنه يحب هذا الشخص فدعه يفعل ما يشاء!" تخيلوا معي قبح هذا التصرف! نعم يا إخواني هذا مثال من يدعي الشهادة و من ثم يضمر الكره و الحقد للإسلام و يسعى بجوارحه و أركانه في أن يضر الإسلام, فهذا لا يسكت عنه فقط لقوله: "لا إله إلا الله" بل إن سكتنا عنه لضاع الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و بذلك تفسد الأرض.
و الإيمان بالجوارح و الأركان لا ينفع إن لم يكن مؤمنا بقلبه و لسانه, فلا تسمى مؤمنا و إن صليت أو زكيت أو صُمت و أنت تحارب الله و رسوله بلسانك و لا تؤمن به أصلا بل تكفر به و تجحد به و تشرك معه. أعطيكم لذلك مثالا أوضح فيه ما أعني. هل ينفعني إن صليت و أنا أقول أمام الناس أن الله غير موجود و أنه خرافة و الملائكة من أساطير الأولين ليس لهم حقيقة و أن القرآن كلام محمد و أن محمد كذاب!؟ هل أكون مؤمنا أستحق الجنة إن صليت أو زكيت!؟ لا والله لا يكون ذلك! و من ظن ذلك فهو أضل من الأنعام. حتى لو كان الشخص مؤمنا بقلبه و لسانه و لكنه يكفر بعمله فهذا أيضا لا يكون مؤمنا, فالمشركون في الجاهلية كانوا يؤمنون بالله, قال الله سبحانه و تعالى: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّه)) فهم يؤمنون بأن الله خالق السماوات و الأرض و يعترفون بألسنتهم أن الله خالق كل شيء و لكن لأنهم لم يؤمنوا بأعمالهم فأشركوا مع الله آلهة أخرى صاروا كفارا, بل من أشد الكفار عداوة للمسلمين بنص القرآن الكريم ((لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا))
إذا, إن فقد شخص إيمانه في شيء من هذه الثلاثة (القلب أو اللسان و الجوارح) فلا يصح إيمانه و لا يكتمل اسلامه حتى تجتمع فيه الشروط الثلاثة, و هي "تصديق بالجنان و قول باللسان و عمل بالأركان" و هذا يتفاوت بطاعة الرحمن و ينقص بطاعة الشيطان. أما زيادة الإيمان فهذا لا يخفى على المجرّب, فإنك ترى أنك إن أطعت الله و واظبت على ذلك وجدت انشراحا في صدرك و أن الله يوفقك لمزيد من الطاعة و الأعمال الصالحة. قال الله سبحانه و تعالى: ((لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ)) أما إذا أطعت الشيطان و لم تجتنب نواهي الله سبحانه و تعالى فإنك تجد في صدرك ضيقا و حرجا إن كان لك قلب حي, فإن كان قلبك ميتا فستجد نفسك غارقا في بحور من الذنوب و المعاصي و لا تبالي بذلك. الإنسان إن كان مطيعا في كل أموره و مستمرا على ذلك إن رأى معصية حوله لكره ذلك أشد الكره بخلاف الفاسق الذي ولج في بحر المعاصي و الذنوب فإنه لا يتأثر برؤية المعاصي حوله و هذا والله من علامات الخذلان و الذنوب و المعاصي تجر بعضها بعضا و كذلك أعمال البر. هذا والله أعلم
It is an interesting and controversial post. I like read this...
ReplyDeleteinteresting because for me the religion in general is like a prism but yeah... God is God and is one... Sure!!!
In God's name's hidden evil. Catholics,Jews,Muslims, Christians and other minorities... I belive in God, good people and the power of belief, love and the respect for the neighbor whatever their ethnicity, culture or religion.
I think and believe too in the evil in many souls. One person can born with evil? for me NEVER!...
The evil and the devil takes over only ignorants minds... in all religions of course! and i feel afraid when i listen in representation of democracy many countries make wars... and i listend many presidents said " i will save people, other countries with war" and the ignorant people smiles and celebrate when others die in the name of good... Good, God, power...?!... is contradictory... the true is the evil!!!... and the evil live often in politics!!!...
... adultery!?... yeah is bad... but i don't think fault of the devil... is guilt because the humans are carnal... and nothing what speak about this because is tabu.
... i will white infinity about this post... but my english is poor. Iam catholic because i was born in catholics family but iam not hypocrite and i do not practice the religion and always acept all beliefs because many words are interesting for my life... but maybe recognize i dont like polytheistic religions and i dont like too " the new age" and fashion tendencies about yoga, reiki all about hindu. Many hollow minds think: Oh, iam in peace because yoga is great and i love hindu because Brad Pitt or other celebrities practice!! (?!) Ghandi was Ghandi but i hate the people think best person for practice pray to an elephant. Respect the Hindu people... not Hindu marketing in the word!...
well... sorry i wrote to much! hahaha... and always bad. Sorry for this and i love your blog because stimulates my brain.
I have time to write these days but in March is complicated to follow because i will start back to stady because i need, i want and i wish graduate... is hard when i have a family but i think can.
Good bless you!
ps. I like read when you reply my comments!