السلام عليكم و رحمة الله و بركاته… أكتب هذه المشاركة لكي أذكّر الشباب و طلاب العلم الذين يتأثرون بدعاة الحداثة و يغلون فيهم أن لا يتعجلوا و لا يغلوا فيهم. كما أن بعض طلاب العلم يغلون في مشايخ أهل السنة أو علماء السلف، فكذلك اليوم نجد بعض طلاب العلم و الشباب يغلون في المفكرين و الفلاسفة و أصحاب الخطاب التنويري، و كل منهما مخطئ في غلوه. وفي هذه المشاركة أنقل لكم مثالا على أهمية عدم الغلو و التعجل و تقليد الآخرين. الدكتو عدنان إبراهيم، مفكر أحبه حقا لوجه الله و أحب كثيرا من أطروحاته الفكرية الجميلة، لكني في الحقيقة أخذت بنصيحة الوالد أن أحذر من تحقيقاته في علم الحديث. و السبب في ذلك أن الدكتور قد تأخذه الحماسة فيتعجل فيصدر منه ربما بغير عمد أخطاء، و هذه الأخطاء قد تكون شنيعة. وللأسف هناك عدد ليس بقليل من المسلمين يغلون في الدكتور عدنان إبراهيم و كأن كل ما يقوله صحيح أو كل توجهاته الفكرية صحيحة، صحيح أنهم لا يدّعون ذلك و لكن أفعال البعض منهم تثبت هذا الإعتقاد الخفي والله أعلم بالسرائر. إليكم المقطع الذي يبين فيه الأستاذ الباحث أبو عمر خطأ شنيع جدا للدكتور عدنان إبراهيم:
لو أن الدكتور الفاضل عدنان إبراهيم ذكر عن أحد من علماء الحديث أخطأ مثل هذا الخطأ لعل الشباب و طلاب العلم الذين تأثروا بالدكتور عدنان إبراهيم مقتوا المحدث و استحقروه و سبّوه و وصفوه بأشنع الصفات ولم تقبل له شهادة. ولكن بما أن الدكتور عدنان إبراهيم أخطأ هذا الخطأ الفادح فإنهم سينكرون عليك بإظهار هذا الخطأ وذلك بأن هذا الخطأ لا يساوي شيئا عن بحر حسنات الدكتور (وهي بالفعل كثيرة). و لقالوا كل إنسان يخطئ، لكنهم للأسف لا يلتمسون هذه الأعذار للمحدث! هذا ما أسميه عدم الإنصاف و العدل أو كما يسمى باللغة الإنجليزية Double Standards
أتمنى حقيقة أن يرد الدكتور عدنان إبراهيم على ملاحظات الأستاذ أبو عمر الباحث، فإنه رد عليه ردا علميا. لن أتهم الدكتور عدنان إبراهيم في نيته وجل من لا يسهو. كم من المحدثين اسقطت شهاداتهم بسبب غلطة أو كذبة ونحن لا ندري هل تعمدوا الكذب أم لا، فلو طبقنا على الدكتور عدنان إبراهيم نفس المعايير التي نطبقها على المحدثين فيتطلب ذلك عدم قبول الأخبار منه وعدم الثقة بالعلم الذي ينقله، أليس كذلك؟ في الحقيقة استمعت إلى الكثير من خطب و محاضرات الدكتور عدنان إبراهيم فأجده أحيانا يتعجل و “يتحمّس” فربما يتفوه بكلمات لم يلق لها بالا.
لم أكن لأكتب هذه المشاركة لكني أرى هذا من الظلم، فأنا أحيانا أستشهد بكلام الدكتور عدنان إبراهيم عندما يكتشف خطأً عند غيره، فليس من العدل أن أخفي خطأ الدكتور عدنان إبراهيم و يتوهم الناس بخطأ البخاري الذي لم يخطئ فيه (والبخاري كغيره يخطئ) فأنا لن أفعل كما يفعله البعض يدافعون عن عدنان إبراهيم و ينصرونه و لو كان مخطئا وحتى لو كان على حساب مسلم آخر. فكما أن الدكتور أخي فكذلك البخاري و الإمام أبو حنيفة إخوة، فكما أني أحرص أن أنفي الكذب الذي ينشره البعض ضد عدنان إبراهيم لأنه أخي فكذلك ينبغي أن أفعل مع هؤلاء خاصة أن هذه المواضيع من اهتماماتي. هذا والله أعلم و أسأل الله أن يوفقني و إياكم و يوفق أخي الأستاذ الباحث أبو عمر و جزاه الله خيرا على بيان الحقيقة و أسأل الله أن يوفق أخي الدكتور عدنان إبراهيم و يجزيه خيرا على ما يقدمه من علم للمسلمين.
No comments:
Post a Comment