كلمات أحب أن أكتبها و جمع كبير من البشر يواجهون كارثة الاعصار أسأل الله أن يرحم الضحايا و ينجيهم مما هم فيه و أن يخفف عنهم ما سيلقونه. و أنا عن نفسي لا أحب أن أشمت بالضحايا بغض النظر عن أعراقهم و دياناتهم، فلا أحد يدري ما سيكون نهاية مصير الجميع إلا الله سبحانه و تعالى، فقد يكون بينهم أناس أفضل مني أو أسوأ مني أو مثلي الله وحده أعلم و تذكروا أن الرسول صلى الله عليه و سلم بُعث رحمة للعالمين و ليس لعنة، فلهذا كان الله بعون الجميع.
هناك مواقف من بعض الكتّاب عندنا يتكرر كلما حلّت الكوارث بالغرب. صعب جدا فهم أولئك الكتاب والمثقفين الذين ملؤوا صفحاتهم بكتابات عن الإنسانية والحب و الرحمة ثم إنهم هم أنفسهم يُفقرون بين البشر تفريقا. تجد أحدهم ينزعج جدا إذا حلّت كارثة عند الغرب و هذه الكارثة بحاجة إلى تعاطف انساني و هذا حق، الإنسان السوي ينزعج بالكوارث التي تحل بني جنسه. و لكن الغريب إن هو رأى مشهد آخر بحاجة إلى تعاطف انساني فإنه يتجاهله تماما فقط لأن الكارثة حلّت على ضحايا مسلمين أو بعض الفقارى و المساكين و الضعاف مثل الذي يحصل في روهينغا.
والله ما رأيت من البعض منهم كلمة انكار ضد المجرمين هناك الذين يقتلون البشر أو تعاطف مع المساكين الذين قاسوا معاناة لا يعلم شدّتها إلا الله سبحانه و تعالى. و لكن في المقابل تراه يتعاطف تماما مع غير المسلمين وينتقص و يسخر من كل إنسان أراد أن يجعل من هذه الكوارث عبرة و تفكّر في أمر الله… هذا والله ليس من الإنسانية قي شيء، إنما هؤلاء الكتاب يشبعون أهواءهم و يلهثون خلف حظوظ النفس و في قلوبهم مرض لا يشفيهم منها إلا الله سبحانه و تعالى إن وجد بادرة تغيير من عند أنفسهم فالله الله في أنفسكم يا من تعرفون أنفسكم.
مثلهم كمثل الإنسان لا يعود قريبا له مريض و لكن يكرر الزيارات لإنسان غريب عليه لكن هذا الغريب له شهرة و مكانة بين الناس. أتعرفون لم يفعل ذلك؟ لأنه لا يرجو من زيارته لقريبه المسكين لا شكرا منه أو زيادة جاه بين الناس أو سمعة فلهذا يزهد في زيارتهم، لكن إن كان شخص مشهور أو من خلفية ثانية تجده يزوره و يقول "هذا واجب" و لكن لا هو عرف الواجب ولا شيء!!! إنما يبتغي أن يرضي الطرف الآخر و يحصل على المديح و المكانة بين الناس.
لا أخفيكم أن أمثال هؤلاء من أبغض أنواع البشر بالنسبة لي و إن ادعوا بأنهم كتاب أو علماء أو فلاسفة أو مما يكبر في صدوركم من الألقاب. كلا! ليس هكذا يريد الله الإنسان و الإنسانية ولم يكن يوما هذا من نهج نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد! و لم يكن يوما نهجا للعظماء و الصالحين... إنما هذا هو نهج ضعاف النفوس الذين يفتقرون لغنى النفس و الإعتزاز بالله وحده، رجال ابتغوا العزة و المكانة من عند بشر أمثالهم. راجعوا أنفسكم أيها الذين تدعون الإنسانية و الحب لكافة البشر فإن المطلوب منكم “الصدق مع الله و مع الخلق”
و أخيرا أسأل الله أن يرحم ضحايا الإعصار و أن يحفظهم من الشر و لا يعرف مقدار الحزن الذي يملأ قلب الإنسان إلا عندما يفقد من يحبه، و أنا عن نفسي جربت فراق الأحبة و لا أتمنى لأي مخلوق أن يجرب تجربة تشبه تجربتي… و اللهم أعوذ بك صدقا من الخزي و الذل و من الشرك ما نعلمه و ما لا نعلمه و أن تملأ قلوبنا رحمة و إنسانية فلا نُفرق بين من يحتاج إلى رحمة منا و حنانا بغض النظر عن خلفياتهم. اجعل قلوبنا طاهرة نقية زكية تحبها و تزكيها تزكية مباركة من عندك.
No comments:
Post a Comment