من مال إلى الدنيا وصبـا قد أمعن في الفاني طلبـا
خذ ما يبقى كيلا تشـقـى واتبع
حقاً ودع اللـعـبـا
وذر الدنيا فلكم قـتـلـتْ مكراً بسهام هوى وصبـا
برت ورعت فإذا اجتمعت خدعت
حتى قطعت إربا
يا عاشقها كم قد نصـبـت لهلاكك
فاحذرها سبـبـا
يا آمنها كم قد سـلـبـت ولـداً
بـراً أمـاً وأبــا
أفأين الجار أما قـد جـار فجارته حـتـى ذهـبـا
أم أين التراب أما تربـت خداه أما سكن الـتـربـا
كم خدت خداً في الأخـدود وقدت قداً منـتـصـبـا
كم ثغر ملتثـم ثـلـمـت قد كان لراشفه ضـربـا
فسقته المر لـدى جـدث وكذاك
الدهر إذا ضربـا
وأتت قصراً يحوي نصراً فغدا
وقصـاراه خـربـا
ومليكاً في صولة دولـتـه أضحى في الحفرة مغتربا
عرج بأمدار على الآثـار وسل
طللاً أمسى شجبـا
ينبيك بـأنـهـم رحـلـوا وثوى
من بعدهم الغربـا
بينا الإنسـان يرى رأسـاً فهوى رأساً فغدا ذنـبـا
فتأمـل عـاقـبة الـدنـيا فلعلك تصبح مجتـنـبـا
وتدبر ما صنعت فـلـقـد أبدت
بصنايعها عـجـبـا
ينساك الأهل إذا رجعـوا عن
قبرك لا تسمع كذبـا
تركوك أسيراً إذ ذهـبـوا بتراب ضريحك محتجبـا
وغدوا فرحين بما أخـذوا وغدوت
باتمك محتقـبـا
وترى أعمالك قد حضرت فتنكس
رأسك مكـتـئبـا
فكر في الذنب وما احتقبت كفاك عليك وما اكتسـبـا
كم بت على ذنب فـرحـاً وغدوت
على ذنب طربـا
وعلمت بـأن الـلـه يرى فأسأت
ولم تحسـن أدبـا
فأعد الزاد فمـا سـفـر كالموت
ترى فيه نصبـا
وأفق والعمر بـه رمـق فكأن
قد فات وقد ذهـبـا
من كتاب المدهش لابن الجوزي رحمه الله
No comments:
Post a Comment