كتاب “اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان” للمؤلف محمد فؤاد عبدالباقي من أكثر الكتب المنتشرة بين الناس, والحقيقة يحق له أن ينتشر, فقد جمع فيه مؤلفه رحمه الله الأحاديث المتفق عليها في صحيحي البخاري ومسلم. والكتاب نافع في بابه وينفع عوام الناس, فهو يبين عقب سرد كل حديث موضعه من صحيح البخاري بذكر اسم الكتاب وعنوان الباب مع أرقامها وهو اتبع طريقة الإمام مسلم في ترتيب الأحاديث وهذا يسهّل على القارئ في الحصول على حديث متفق عليه في الكتاب أو الباب الذي يريده. كما قلت، الكتاب ينفع عوام المسلمين, وأنصح به كل من يتكاسل عن قراءة صحيح البخاري أو صحيح مسلم, فالكتاب يعتبر مختصرا والأحاديث الموجودة في الكتاب يعتبر عند أهل الحديث من أقوى الأحاديث المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم من ناحية الصحة ولكن لا كتاب كامل غير كتاب الله سبحانه وتعالى.
أستغرب حقيقة من أناس يكادون يقرؤون في كل موضوع ولكن يستثقلون قراءة ما يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم, فيامن تكاسلت عن تتبع سيرة النبي وأخباره وما يُنسب إليه فلا تتكاسل في قراءة هذا الكتاب. للأسف طبعتي من الكتاب سيئة والخط كبير وغير مرتب أحيانا, والأوراق ليست بالجودة المطلوبة لطبعات اليوم. تقييمي للكتاب 10 من 10 ليس فقط لأنه جمع أصح الأحاديث, ولكن أيضا مفيد للباحث في علوم الحديث لاستقراء مرويات الأكثر صحة للصحابة. للعلم الكتاب متوفر على الشبكة العنكبوتية في موقع المكتبة الوقفية، و يمكنكم الحصول عليه بالضغط هنا و كذلك متوفر في برنامج المكتبة الشاملة في مختلف الأجهزة الذكية.
وبما أننا تكلمنا عن الكتاب, أحب أن أنقل ما قالته ابنة أخيه (أي المؤلف) عن الشيخ. "حياة الرجل الخاصة تدخل في باب الغرائب، فنحن نسميه صائم الدهر، فكان يصوم الدهر كله لا يفطر فيه إلا يومين اثنين هما أول أيام عيد الفطر، وأول أيام عيد الأضحى، وطعامه نباتي، وكان يصوم بغير سحور.. أي أنه يتناول وجبه واحدة كل 24 ساعة، وكان محافظًا في كل شيء، فزيه يتكون من البدلة الكاملة صيفًا وشتاءً.. وكان زاهدًا في الاجتماعات والتعارف، يفسر هذا وكأنه يعتذر: إن التعرف إلى الناس، تقوم تبعًا له حقوق لهم والتزامات واجبة الرعاية والوفاء، وليس عندي وقت لهذا، ولا أنا أطيق التقصير فيه لو لزمتني" فرحمة الله عليه.
No comments:
Post a Comment