فكيف - باسم العروبة - نمقُت لغتها و نهجر بلاغتها و أبدها، و لحساب من؟ ولاحظت أنه باسم العروبة كانت تلقى الخطب الرسمية الضافية باللغة العامية الدنيا وهو تصرف لم يؤثر عن قادة الأمم في شرق و غرب! ولاحظت أنه باسم العروبة أصبحت العامية لغة البرامج الإذاعية حاشا نشرات الأخبار و الدروس الدينية، و تقررت اللهجات العامية لغةً للتخاطب و التسجيل. كما أنه باسم العروبة فرض حظر رهيب على اللغة العربية أن تدخل كليات الطب و الهندسة و الصيدلة و العلوم…الخ و تحجرت هذه اللغة فلم تواكب سير الحضارة إلا بخطى السلحفاة أحيانا و في جو من التندر و السخرية! وباسم العروبة يراد من جماهير العرب أن تنسى فضل أكبر إنسان يشرّف الأمة العربية في تاريخها كله من أزله إلى أبده، و هو محمد بن عبدالله الذي جعل للعرب وجودا ومنحهم ذكرا مخلدا، و ناط بأعناقهم رسالة الرشد و الخير للعالم… إن هؤلاء الناس ليسوا عربا… ولكنهم الجيل الضائع التائه من أجيال الأمة التي أخذ الاستعمار بخناقها و سلّط عليها من أبنائها من يوردها الحتوف، و يزين لها الانتحار… (قذائف الحق - محمد الغزالي).
No comments:
Post a Comment