عندما كان يخطب الدكتور أتى بأشياء بسببها قد يتوهّم متوهم أن الأمة الإسلامية جمعاء بشتى طوائفها متفقة على أن الأرض كروية و هذا غير صحيح، ما ذكرته كان بعض أهل السنة، ألم يعرف الدكتور عدنان إبراهيم أن العالم الشيعي الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان العكبري المتوفى سنة ٤١٣ هجري، صاحب كتاب الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد أنه كان يقول أن الأرض مبسوطة و ينكر على القائلين بأنها كروية و أنها تخالف القرآن و السنة و التراث الشيعي! أليس
هو من ذكر أن ابن عربي كان مع القائلين بأن الأرض مبسوطة مسطحة و الحمدلله أن الدكتور عدنان إبراهيم أثبت ذلك في خطبته و كذلك ابن عجيبة صاحب التفسير الذي كان يميل للأرض المسطحة. و حتى عند الإباضية هناك خلاف فمنهم من قال أن السماء محيطة بالأرض أو أنها مسطحة و أطراف السماء على أطراف الأرض (أي
شكل القبة).
ألم يقل الدكتور عدنان إبراهيم ساخرا عندما نقل كلام ابن حزم في المسألة و أن القائلين بالأرض المسطحة هم العوام أما الأئمة المعروفين بالعلم فإنهم يقولون بأنها كروية، أقول أولا قبل أن أتعرض لكلام ابن حزم بالتفصيل، أليس العامة من المسلمين؟ و من أين أخذ العامة أن الأرض المسطحة؟ ألم يأخذوها من القرآن أو من مشايخ و وعاظ و علماء آخرين فإنهم مقلدون في أكثر الأحوال عندكم، أليس كذلك؟ فقولوا لي بالله لماذا ارتضى العوام لأنفسهم أن الأرض مسطحة و خالفوا الأئمة المعروفين بالعلم؟ هذا غريب! و
هذه تكفي للرد على أن هناك إجماع في المسألة للمتأمل!
و الشيء الجميل أن الدكتور عدنان إبراهيم نفسه أفهمنا أن ظاهر آيات القرآن مسطحة و لكن يمكن التوفيق، نعم سؤالي للدكتور لماذا توفق بين ظاهر القرآن و شيء آخر؟ لا داعي للتوفيق إلا إذا ظهر التعارض، أليس هذا ما نحفظه جيدا من الأصول و القواعد يا عزيزي الدكتور؟ ألا يعني أن الإنسان إن لم تكن لديه خلفية مسبقة و معلومة أن الأرض كروية كان سيفهم من القرآن أن الأرض مسطحة! أليس
هذا يكفي للرد على القائلين أن ظاهر القرآن لا يدل على سطحيتها! بلى
إنها تثبت ذلك و إلا ما كان هناك داعٍ للتوفيق، و كما أن كثير من أهل الحديث حاولوا التوفيق بين أحاديث ضعيفة و القرآن، حاول بعض العلماء التوفيق بين ما توصل إليه المجتمع العلمي و القرآن و لم يتساءلوا يوما، ماذا لو أن الحديث ضعيف؟ ماذا لو أن النظرية خاطئة! التوفيق
سهل جدا أيها الإخوة إنما اثبات الطرف الآخر بأنه صحيح فذلك هو الصعب! و
قد كتبت مقالا سابقا في مدونتي أنكر على شهوة التوفيق بين كل شيء و القرآن حتى لو كان هذا الشيء الذي يراد توفيقه باطل كما يفعل النصارى عندما يحاولون التوفيق بأن التثليث موجود في القرآن.
على كل دعونا نأتي على نقل الدكتور عدنان إبراهيم الذي وجدته غير دقيق بأنه زعم أن ابن تيمية نقل الإجماع على كروية الأرض على حسب فهم المجتمع الحديث عن شكل الأرض و مكانتها. ما يُخيّل إلي حقيقة أن الدكتور المفكر عدنان إبراهيم في بحثه عن المسألة لم يقم بالبحث الشخصي إنما قرأ بضع مقالات على الشبكة لبعض الشباب المتحمسين يريدون إثبات أن المسلمين هم قالوا بأن الأرض كروية (على
حسب مفهومنا اليوم) قبل غيرهم من البشر. و من يلاحظ ترتيب عدنان إبراهيم في خطبته و المقالات المتناثرة و المكررة في الشبكة يعرف من أين أتى عدنان و من أين أُتي عليه! و
لكن هذا مجرد ما يُخيّل إلي و إني بهذا أدعو الباحثين أن لا يقتصروا على المقالات فإن كثيرا منها مجتزئ أو مقتطع من سياقه و هذا يفعله كثير من الناس لإشباع رغبات في أنفسهم.
ما أثبته ابن تيمية بالإجماع فهو كروية السماء و هذا نص كلامه: ”السموات
مستديرة عند علماء المسلمين ، وقد حكى إجماع المسلمين على ذلك غير واحد من العلماء أئمة الإسلام : مثل أبي الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي أحد الأعيان الكبار من الطبقة الثانية من أصحاب الإمام أحمد وله نحو أربعمائة مصنف ، وحكى الإجماع على ذلك الإمام أبو محمد بن حزم وأبو الفرج بن الجوزي ، وروى العلماء ذلك بالأسانيد المعروفة عن الصحابة والتابعين ، وذكروا ذلك من كتاب الله وسنة رسوله ، وبسطوا القول في ذلك بالدلائل السمعية ، وإن كان قد أقيم على ذلك أيضا دلائل حسابية ، ولا أعلم في علماء المسلمين المعروفين من أنكر ذلك ، إلا فرقة يسيرة من أهل الجدل لما ناظروا المنجمين قالوا على سبيل التجويز : يجوز أن تكون مربعة أو مسدسة أو غير ذلك ، ولم ينفوا أن تكون مستديرة ، لكن جوزوا ضد ذلك ، وما علمت من قال إنها غير مستديرة - وجزم بذلك - إلا من لا يؤبه له من الجهال ..." انتهى من "مجموع الفتاوى"
و في موضع آخر: ”وكذلك
أجمعوا على أن الأرض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة . قال : ويدل عليه أن الشمس والقمر والكواكب لا يوجد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الأرض في وقت واحد ، بل على المشرق قبل المغرب " انتهى من "مجموع الفتاوى“
ما أثبته ابن تيمية أولا الاجماع على كروية السماء، و لكن لنقل أنه قال الإجماع على كروية السماء و الأرض و هذا لا يخالف ما ذهبت إليه في مقالتي السابقة، فإن السماوات و الأرض مجموعة بعضها قد تكون كالكرة أو البيضة أو الفقاعة Bubble و هذا لا يخالف لا القرآن و لا العهد القديم و لا ما كان متعارفا في السابق. فإنك إن أخذت السماوات كالقبة على سطح الأرض و جعلت سطح الأرض مبسوطة و جعلت ما تحت الأرض بشكل دائري فهذا لا يثبت كروية الأرض وحدها بل يثبت كروية السماوات و الأرض و هذا ما ذهب إليه ابن تيمية ليس كما قال عدنان إبراهيم أن الإجماع على أن الأرض كروية من دون السماء.
ثم لنقل أنه بالفعل قصد كروية الأرض من دون السماء أو كليهما فقد يفهم ذلك و إلا لم يفهم الدكتور عدنان ذلك! سؤالي
هو: من قال أن المقصود كالكرة التي نعرفها اليوم و ليست كروية مسطحة، اي سطحها مبسوط و لكن على شكل دائري و هذا جائز أيضا و لا يخالف كون الأرض مسطحة و لا يوافق كروية الأرض بالشكل الذي نعرفه اليوم فأين هذا الإجماع المزعوم؟
أليس ابن تيمية هو من استدل في نفس الفتوى بالآثار التي تقول أن السماء على الأرض قبة! و
نقل قول إياس بن معاوية: ”السماء
على الأرض مثل القبة“ و هذا مفهوم فإن كانت الأرض دائرة مسطحة و السماء كروية دائرة فإنها تكون كالقبة! و
من ثم نقل قول بن المنادي رحمه الله الذي استدل به عدنان على كروية الأرض و توقف فقط كون الأرض نقطة في محيط السماء! لكن
الراجح من مفهوم كلامه أن السماوات محيطة بالأرض إلا أن قعرها في السفل المطلق و أنقل إليكم كلامه: ((و من علم أن الأفلاك مستديرة و أن المحيط الذي هو السقف هو أعلى عليين و أن المركز الذي هو باطن ذلك و جوفه و هو قعر الأرض هو سجين و أسفل سافلين علم من مقابلة الله بين أعلى عليين و بين سجين مع أن المقابلة إنما تكون في الظاهر بين العلو و السفل أو بين السعة و الضيق و ذلك لأن العلو مستلزم للسعة و الضيق مستلزم للسفول و علم أن السماء فوق الأرض مطلقا لا يتصور أن يكون تحتها قط و إن كانت مستديرة محيطة“ انتهى كلامه، فالمفهوم من كلام ابن المنادي غير ما ذهب إليه الدكتور عدنان إبراهيم و و قد أكون مخطئا و الله أعلم. على كل من درس و لاحظ الخرائط التي رسمها علماء المسلمين و قيل عنهم بانهم قالوا بكروية الأرض سيجد انهم يرسمون الأرض بشكل دائري يدعم بعض توجهات معتنقي نظرية الأرض المسطحة و يحددون في الشمال مكان يأجوج و مأجوج و القرص المحيط بالأرض و هذا ستجده في اكثر من خريطة و ابحث في محركات البحث و ستجد و سترى ما أقصده بعينيك.
أما ابن حزم فإنه استدل بالآية ((يكور
الليل على النهار)) و قبل أن أعلّق على تفسير الآية أقول أولا من قال بأن ابن حزم قصد الكرة التي نعرفها اليوم و كيف ستثبتون أنه لم يقصد كرية و دائرة الشكل؟ ألم يقل بعدها بقليل أنه لا شيء تحت الأرض؟ و ألم يستدل بكلامه بكور العمامة و قال: ”هو
إدارتها“ و في الحقيقة لبس العمامة يكون بتدويرها و لفها حول المركز و هكذا عندما يرتدي العماني أو الإماراتي غترته فيكورها حول رأسه، ما الذي يفعل، يدورها حول المركز و لعل ذلك ما فهمه المتأخرين من كلام ابن حزم فإن المتأخرين الذين تأثروا بالكروية كمفهومنا اليوم للكرة لم يذكروا أن ابن حزم قال بأنها كذلك. و من قرأ جميع تلك الصفحات عند ابن حزم لاحظ أنه يدعم فكرة حركة الشمس و القمر على حسب المفهوم الجديد لنظرية الأرض المسطحة في حركة الشمس و القمر.
و الإحتمال الثالث المقصود من كلام ابن حزم أن الأرض مكورة الأعلى مسطحة السفل و تحتها ما تحتها من ماء أو هواء أو ما شابه ذلك. مثل البيضة، صفار البيضة أسفلها مسطح و أعلاها مدور، و كثيرا ما يقولون أن السماوات أو أحيانا يقولون أن العرش محيط بالسماوات و الأرض و يضربون مثال البيضة، و من أجل ذلك توهّم المتأخرون أنهم يقصدون الكروية المعروفة لدينا اليوم. فكثيرون من أهل الهيئة قالوا أن السماوات و العرش محيطة بالأرض و أن الأرض كرة داخل البيضة. فيقولون مثلا كما قال ابن خرداذبة: ”إن
الأرض مدورة كدوران الكرة“ ثم قال: ”كالمحة
في جوف البيضة“ و المحة هي صفار البيض. و أسألكم كيف تكون الماء و الصفار داخل البيضة؟ مسطحة السفل مكورة الأعلى أو دائرية (هذا
ان كان هناك فراغ أما ان كانت الماء محيطة بكل شيء فنعم صحيح كلامهم) و أما القشرة المحيطة فهي عندهم العرش أو السماوات و هذا لا بأس به و لا يخالف فكرة الأرض المسطحة و لا يدعم فكرة الأرض المكورة بقدر ما هي تدعم فكرة الأرض المسطحة فتأمل و اختبر ذلك بنفسك مع البيضة و ستجد بإذن الله أن كلامي صحيح.
و عودة إلى اجماع ابن حزم الذي بسببه زعم عدنان إبراهيم الإجماع على كروية الأرض و هو يقصد الشكل الحالي و هذا بداية كلامه: ”أن
أحداً من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم لم ينكروا تكوير الأرض ، ولا يحفظ لأحد منهم في دفعه كلمة ، بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها ... " وساق جملة من الأدلة على ذلك "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (2/78) . و ما يدل على أن ابن حزم لم يقصد كروية الأرض بل إن كلامه يثبت الأرض المسطحة و القبة السماوية أكثر من غيره! سبحان
الله إن كان الحق في طرف فإن حجج الخصم تتحول إلى أدلة! فمن
راجع كلام ابن حزم في هذا الباب يجده أنه رد على اعتراض القاضي منذر بن سعيد الذي جعل الأفلاك غير السماوات و كان اعتراض القاضي أنه كان يرى السماوات فوق الأرض و لو أنها كانت محيطة بالأرض لكن بعض السماوات تحت الأرض! فهذا
يدلنا على الأقل أن القاضي لم يكن يرى أن الأرض كروية على حسب مفهومنا اليوم
و أما ابن حزم الذي رد عليه فقال في جملة رده: ”و
هذا ليس بشيء لأن التحت و الفوق من باب الإضافة لا يقال في شيء تحت إلا و هو فوق لشيء آخر حاشى مركز الأرض فإنه تحت مطلق لا تحت له البتة“ ثم قال بعد أن شرح أنه لا شيء فوق الصفحة العليا من الفلك: ”فالأرض
على هذا البرهان الشاهد هي مكان التحت في السماوات ضرورة فمن حيث كانت السماء فهي فوق الأرض و من حيث قابلتها الأرض فهي تحت السماء و لا بد و حيث ما كان ابن آدم فرأسه إلى السماء و رجلاه إلى الأرض“ و هذا الكلام لا يستقيم مع الأرض الكروية التي تسبح في الفضاء على حسب المفهوم الحالي إنما تتوافق تماما مع فكرة القبة السماوية و مركزها الأرض. إلا أن يقال أن ما قصده ابن حزم أن منتهى السفل كرة الأرض الصغيرة التي في السماء و لكن لا يراها تتحرك و لا يرى الشمس أسفل منها لأنها لا تغيب عن الأرض في كلامه إذن عادت المسألة إلى قرص دائري!
و يوضح ابن حزم قائلا أيضا: ((لا يجوز أن يفارق الشمس و القمر السماوات ولا أن يخرجا عنها لأنهما كيف دارا فهما في السماوات فصح ضرورة أن السماوات مطابقة طباقا على الأرض)) ثم راح يروي الأحاديث التي تثبت كلامه مثل ”السماء
مقببة هكذا على الأرض“ و حديث: ((إن عرشه على سماواته و أرضه هكذا)) ثم راح يورد الأحاديث التي تدل على أن الجنة فوق السماوات و تحت العرش و أن النار تحت الأرض و هكذا و بهذا عرفنا أيها الإخوة أن ابن حزم عندما قصد أن رأيه هو ما يوافق الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية هو المنظور التوراتي المعروف و هو أن السماء في الأعلى كطبقات و الأرض في الأسفل بل إن كلامه يدعم إلى حد بعيد نظرية الأرض المسطحة الحديثة التي يتمسك بها كثيرون في الغرب
السلام عليكم
ReplyDeleteأخي الكريم عبد العزيز ،
ابن تيمية يقول بأن الأرض مسطحة . و أرفع إليك هذا المقطع من كتابه الفتاوى الكبرى الجزئ الخامس ((ومن الناس من قد يعني بالجهة ما ليس مغايرا لذي الجهة فيكون كونه في جهة بحيث يتوجه إليه أو يشار إليه ولا يعني بالجهة موجودا منفصلا عنه ولا يعني عدميا وهؤلاء قد يقولون الجهة من الأمور الإضافية فكون الشيء في الجهة معناه أنه مباين لغيره وكل موجود قائم بنفسه فإنه مباين لغيره وقد يقولون كونه في الجهة معناه أنه متميز بذاته محقق الوجود وإن لم يقدر موجود سواه وهؤلاء يقولون: هو الجهة في قبل وجود العالم والأولون يقولون: لا تعقل الجهة إلا بعد وجود العالم وأصل ذلك أن هؤلاء يقولون: إن مسمى الجهة نوعان إضافي منتقل وثابت لازم
فأما الأول فهي الجهات الست للحيوان أمامه وهو ما يؤمه وخلفه وهو ما يخلفه ويمينه ويساره وفوقه وتحته وهو ما يحاذي ذلك وهذه الجهات ليست جهات لمعنى يقوم بها ولا ذلك صفة لازمة لها بل تصير اليمين يسارًا واليسار يمينا والعلو سفلا والسفل علوا يتحرك الحيوان من غير تغير في الجهات
وأما الثاني: فهو جهتا العالم وهي العلو والسفل فليس للعالم إلا جهتان إحداهما العلو وهو جهة السموات وما فوقها وجهة السفل وهو جهة الأرض وما تحتها وفي جوفها وعلى هذا المعنى فكل ما كان خارج العالم مباينا للعالم فهو فوقه وهو في الجهة العليا فالباري تعالى إما أن يكون مباينا للعالم منفصلا عنه أو لا يكون مباينا له منفصلا عنه فإن كان الأول كان خارجا عنه عاليا
ص -36- عليه بالجهة العليا وإن كان الثاني كان حالا في العالم قائما به محمولا فيه قال هؤلاء: وهذا كله معلوم بالفطرة العقلية فالباري قبل أن يخلق العالم كان هو وحده سبحانه لا شريك له ولما خلق الخلق فإنه لم يخلقه في ذاته فيكون هو محلا للمخلوقات ولاجعل ذاته فيه فيكون مفتقرا محمولا قائما بالمصنوعات بل خلقه بائنا عنه فيكون فوقه وهو جهة العلو وقد بسطنا كلام هؤلاء وخصومهم في الحكومة العادلة فيما ذكره الرازي في " تأسيسه " من المجادلة وإذا كان كذلك فالداعي للناس إلى اعتقاد نفي الجهة إما أن يدخل معهم في هذه الدقائق ويكشف هذه الحقائق
))