Thursday, May 26, 2022

صلاحية الإسلام

يحدث أحيانا أن تدخل في مساحة فتجد متحدثا يتكلم عن الإسلام و أنه لم يصلح إلا بضعة سنوات بعد موت الرسول صلى الله عليه و سلم، والبقية يصغون له وهم في خضوع و قد تقرأ شبيه هذا الكلام السخيف في بعض الكتب. وهي اسطوانة يكررها ملاحدة العرب بأسلوبهم الخطابي الآسر للقطيع. لكن هناك مشكلة عندما يحكم بعض المتعالمين على أن الإسلام غير صالح للمجتمعات الإنسانية المعاصرة، فإنّهم يقولون ذلك بسبب ما وقع في التاريخ أو حال المسلمين اليوم في ظل النظام العالمي الجديد. قبل الرد عليهم نقول لهم ماذا تقصدون بأنه غير صالح؟ إن كنتم تقصدون أن يكون المجتمع خاليا من المجرمين، أو مجتمع أفراده لا يعصون الله أبدا، فنعم لا الإسلام و لا غيره من الأديان يصلح لتحويل الإنسان إلى ملاك أو مجتمع إنساني إلى مجتمع ملائكي. هذا لا يكون. الإسلام لم يأتي لتحويل الإنسان من إنسان إلى ملاك و أن يجعله منزّها من الأخطاء. يا رجل، الإسلام وقت نزول القرآن، و الناس يعيشون و بينهم رسول الله صلى الله عليه كان من الناس من يقع في المعاصي و الذنوب، و يرتكب الصغائر و الكبائر. وجود الرسول صلى الله عليه و سلم و معه القرآن و يؤيده جبريل عليه السلام لم يُحوّل الإنسان إلى ملاك، معصوم من الخطأ، لا الإسلام لم يأتي من أجل هذا و لا الرسل أرسلوا من أجعل تغيير حقيقة الإنسان من أنّها خطّاء. بل كل أديان العالم و حتى هذه الأفكار الإنسانية التي يتداولها أهل التاريخ و الاجتماع يعلمون أنه لا وجود لشيء في التاريخ من البشرية و حتى اليوم جعل المجتمع البشري معصوما من الخطأ. فإن كنت أحد الذين حكموا على الإسلام أنه غير صالح لأنه لم يجعل المجتمع مجتمع ملائكي، فإنّك حقيقة لم تعرف الإسلام ولا تعرف شيئا عن المجتمعات الإنسانية و أفضل لك مليون مرة أن تصمت ولا تقف ما ليس لك به علم. عندما تقرأ عن الإسلام كما في كتاب الله، تجده منسجم مع مصالح الناس و دفع الشرور عنهم كمجتمعات إنسانية و كأفراد. الذي ينبغي لك أن تبحث عنه و تؤكد عليه، و هيهات هيهات، أن تثبت أن مجتمع ما كان يتبّع تعاليم الإسلام كما في القرآن لم يكن منسجما مع مصالح المجتمعات الإنسانية. فإن وجدت مثالا لذلك فعندها تكلّم في المساحات و قل الإسلام غير صالح، أما و أنت لا تفرّق بين الحابل و النابل، فأرجوك لا تتكلّم في شيء لا تعرفه و الناس الذين نصبوك الناطق الرسمي باسمهم، أقول لهم: امسك عليك عقلك و قلبك، لا تجعلهما ضحية الانبهار بالأسلوب الخطابي أو المظهر الخارجي أو الكلمات المؤثرة.

No comments:

Post a Comment