يقولون إن الشمس عبارة عن نجمة، و لكن إن أنت بحثت في القرآن من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس، و إن قلّبت جميع كتب الحديث، و بحثت في الأحاديث الصحيحة و الضعيفة، و حتى تلك المرويات الموضوعة، فإنك لن تجد رواية واحدة فيها أن الشمس عبارة عن نجم. و لم أقع على رواية واحدة عن أحد من الصحابة أو التابعين فيها أن الشمس تُصنّف من النجوم. و لن تجد هذا حتما في التوراة، ولا في الأناجيل الموجودة اليوم بين أيدي الناس. أكثر الناس اليوم يُؤمنون بأن الشمس إحدى النجوم فقط لأنهم تناقلوا هذا عمن يُقال عنهم اليوم ”العلماء“.
الغريب في الأمر يقولون إنّ الشمس تبعد حوالي مئة وخمسين مليون كيلومتر من الأرض، وإنّ الأرض تستمدّ حرارتها من الشمس، وإنّ الشمس عظيمة الحجم بإمكانها أن تحتوي على مليون و ثلاثمئة ألف أرض فيها، ثمّ تجد الحرارة التي في إفريقيا تختلف جذريا عن الحرارة في أنتارتيكا! وأنواع النباتات والمخلوقات تختلف في الجنوب والشمال والشرق والغرب! أليس هذا مضحكا مع أنّ المسافة بين القارتين أقصد القارة الشمالية والجنوبية ليست بذاك البعد حسب نموذجهم؟
إننا نجد أشعة الشمس لها خطوط في جميع الاتجاهات عندما يغطيها السحاب، إن كانت الشمس بحقّ بعيدة البعد المذكور في الأوساط العلمية فلماذا نرى أشعتها تنتشر وتكون مثلثة بالشكل المعروف عندما تكون خلف أو فوق السحُب؟ وإن كانت بهذا الحجم الضخم الذي قيل لنا يجب أن تكون أعمدة من أشعتها كفيلة أن تغطي الأرض كلها، فلماذا نجد أعمدة أشعة الشمس في كلّ الاتجاهات وكأنها جرم أصغر حجما بكثير من الأرض؟
حاول أن تقوم بتجربة، هات جسما و اثقبه ثلاثة أو أربعة ثقوب، واستخدم الكشاف في هاتفك المحمول، ولاحظ ما الذي يحدث عندما تقوم بتقريب كشّاف هاتفك من الفتحات؟ ستجد أنّ الأشعة تتكسر وتتباعد مشكلة مثل المثلث، في حين إن أبعدت كشّاف هاتفك فإنّ خطوط الأشعة تتقارب، وهذا يسير يمكن لأيّ إنسان أن يجربه. وكم رأينا منذ كنا صغارا حتى اليوم أنّ أشعة الشمس تتباعد، ولا تتقارب من بعضها مما يدلّ أنّ الشمس أقرب إلينا وأصغر حجما مما يقولون.
هل سألت نفسك وأنت في بيتك بالقرب من النافذة: لماذا وبشكل دائم عندما تكون النافذة ناحية شروق الشمس وطلعت الشمس تجد أشعتها على الأرضية دون السقف؟ لماذا يحدث ذلك حتى في البيوت المبنية على المرتفعات؟ لو أنّ الأرض تدور حول الشمس ألا ينبغي أن تختلف زاوية أشعة الشمس لو كانت الأرض كروية وتدور حول نفسها وتدور حول الشمس؟ خلال حياتي لم أعش يوما رأيت فيه أشعة الشمس تضرب سقف بيتي مما يدلّ أنّ الشمس دائما فوقنا والأرض ثابتة.
عندي سؤال آخر: إن كانت حركة الأرض حول محورها بنفس السرعة في كلّ يوم، وكذلك حركتها حول الشمس، إذن لماذا أحيانا نجد الأيام تطول، وفي أحيان أخرى نجدها تقصر، وكذلك الليالي؟ لماذا توقيت شروق الشمس يختلف مع مرور الأيام، كذلك غروبها؟ فإن قالوا لاختلاف دوران الأرض حول محورها يحقّ لي أن أسأل: لماذا هذا الاختلاف المنتظم مرة كذا، ومرة كذا عبر التاريخ؟
ربما تتساءل لماذا في الصيف في بعض المناطق، عندما تشرق الشمس فإن أشعتها تشرق قمم الجبال، ألا تدل هذه الظاهرة على كروية الأرض؟ في الحقيقة هي ليست دليل للأرض الكروية لأن هذه الظاهرة ممكنة حتى على نموذج الأرض المسطحة. و ذلك لأن في العادة الذين يسألون هذا السؤال لا يُفكّرون في الأمور المُؤثرة على ذلك. الإجابة سهلة و هي لأن في الجو هناك عدة عوامل تؤثر على وصول أشعة الشمس لمدى أبعد، و إن اعتبرت عامل الانعكاس و الانكسار و حيود الضوء و كثافة الجو لعرفت الإجابة بنفسك. عندما تُشرق أشعة الشمس قمم الجبال، كلّ ما في الأمر أنّ أشعتها تصل لمدى أبعد و إن كانت بعيدة بسبب الكثافة في الجو لم يُعق من وصول أشعتها. و هذا أيضا يُفسّر السبب الذي من أجله تكون رؤيتنا محدودة و نحن جلوس غير أننا نطاق الرؤية تتوسع و تكبر إن وقفنا. جرّب، ما أقصى نقطة يمكنك أن تراه و أنت واقف الآن إن لم يكن هناك حاجز يمنعك من الرؤيا؟ قارن أقصى نقطة ثم اصعد فوق سطح بيتك، ستلاحظ أن أقصى نقطة أبعد مما كنت تراه قبل صعودك سطح بيتك. و إن أنت صعدت قمة جبل ما ستلاحظ أنّك تستطيع أن ترى أبعد مقارنة بأقصى نقطة كنت تسطيع تراها و أنت فوق سطح بيتك و هكذا و السبب العوامل المؤثرة في الجو. وأيضًا لأنه كلما صعدت كلما زادت مساحة الأرض التي يمكنك رؤيتها من أجل ارتفاع خط الأفق إلى مستوى العين أو النظر و هذا في الحقيقة من أدلة الأرض المسطحة فضلا أن تكون دليلا للنموذج الكروي للأرض لكن نحن بحاجة إلى تفكير منطقي و فهم لطريقة عمل العوامل المؤثرة.
يقولون إن الشمس مكونة من الهيدروجين و الهيليوم و عناصر متضمنة مثل الأكسجين والكربون والنيون والحديد وعناصر أخرى لا أفهم كيف وصلت هذه العناصر إلى الشمس ولا أدري كيف هي تعمل في الفضاء؟ و لا أدري كيف يتحرّك الضوء في الفضاء؟ و لا أفهم على مر مليارات السنين لم يتغير حجم الشمس؟ و هل الشمس عند بداية نشأة الأرض كانت بنفس القوة و الحجم اليوم أم ماذا؟ إن قالوا نعم هم يخالفون منظومتهم الشمسية، و إن قالوا لا سيقعون في ورطة مع علماء الجيولوجيا الذين تكلموا في نشأة الأرض و أن الحرارة عند بداية النشأة إلى اليوم نفس الشيء.
ولا أكاد أستوعب أن الشمس المسؤولة عن نهار الأرض لا تضيء ما حول الأرض في صورهم هم؟ و ما سر إضاءة الشمس؟ هل مصدرها الانفجارات التي لا نرى منها شيئا حتى باستخدام العدسات المكبرة المزوّدة بفلاتر الشمس!؟ أم أ سبب الإضاءة أمر آخر؟ نعم أعرف أن عندهم إجابات لكل أسئلتي، و قد قرأتها بنفسي إلا أني أكون ظالما لنفسي إن اقتنعت بها إذ أن في كلامهم الكثير من التعارض الذي أعجز عن حصره في هذا المقال المتواضع و هناك أمور منطقية في كلامهم و أمور كثيرة غير منطقية يعرفه كل من يقرأ اجاباتهم قراءة واعية له خلفية عن الكونيات.
عبدالعزيز النظري
No comments:
Post a Comment