Tuesday, March 8, 2022

السماوات السبع

 قال الله عزّ وجلّ: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) {البقرة ٢٩}


ما هي السماوات السبع؟ كيف يُفسّر العلم الحديث اليوم السماوات السبع المذكورة في القرآن والكثير من الكتب والنصوص المقدسة عند اليهود و النصارئ؟ ليس في أيدي علماء الطبيعة اليوم تفسير مقنع يتوافق مع القرآن الكريم! بل في واقع الأمر يجب أن نسألهم أين السماء اليوم؟ كلّ ما يُقال لا يخرج عن نطاق الفضاء والفراغ! للأسف تأثّر بعض علماء المسلمين المعاصرين اليوم بهذه النظرية، فقالوا: إنّ الفضاء هو السماء! غير مختلف عليه أنّ البعض يرى أنّ كلّ ما علاك يُعتبر سماء، لكن أحبّ أن أنوّه أنّ الله بيّن لنا السماء بيانا واضحا، وكما ذكرت في فصل السماء البناء، قال الله عن السماء في كتابه: (و السماء بناءً) فهي بناء. 


عن نفسي، لم أجد في اللغة العربية أنّ الفضاء يأتي بمعنى البناء! وإن كانت فضاء فكيف قضاهن سبع سماوات؟ لا يستقيم ذلك مع معطيات العلم الحديث اليوم. كذلك قال سبحانه و تعالى عنها: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) وقال: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) وقال: (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) وقال: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا ۖ وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) وغيرها من الآيات التي تدلّ أنّ السماء بناء وشديدة ومتينة متماسكة. ((قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ))؟ 


عندنا شهادة من القرآن على أن السماء بناء فلا ينبغي لنا أن نكتمها ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)). ثمّ يذهب بعض الوعاظ المعاصرين للتوفيق بين مخرجات الدوريات والندوات العلمية وآيات القرآن، فيأتون بأفكار تكاد تضمحلّ في كلّ ما يقوله الغرب، فمثلًا يقولون: إنّ هذا الكون الذي نحن فيه هو (بين السماء والأرض) وأنّ السماء فوق هذا الكون كلّه بمجرّاته ونجومه وما إلى ذلك. لا بأس، أخبروني إذن ما بال النجوم التي نراها؟ ألم يُخبرنا ربنا في كتابه عن النجوم و أنه جعلها في السماء و زيّنها وما إلى ذلك؟ و قد بيّن لنا الرحمن ما الذي يوجد في النطاق (ما بين السماء والأرض) فقال عزّ وجلّ: (و السحاب المسخّر بين السماء والأرض). 


في صدد الآية التي استفتحت بها هذا الفصل، تكلّم المفسرون و إني أحب أعرض لك بعض ما قالوا عند وقوفهم عندها. 


قال المفسر الفيروز آبادي في تفسيره: "سبع سماوات مستويات على الأرض. وقال ابن عطية في تفسيره المحرر الوجيز: "(سواهن) قيل المعنى جعلهن سواء، وقيل سوى سطوحها بالإملاس.


قال الفخر الرازي: "اعلم أنّ القرآن ههنا قد دلّ على وجود سبع سموات، وقال أصحاب الهيئة أقربها إلينا كرة القمر، وفوقها كرة عطارد، ثمّ كرة الزهرة، ثمّ كرة الشمس ثمّ كرة المريخ، ثمّ كرة المشتري، ثمّ كرة زحل". ثمّ أضاف بعد ذلك: "واعلم أنّ أصحاب الأرصاد وأرباب الهيئة زعموا أنّ الأفلاك تسعة، فالسبعة هي هذه التي ذكرناها، والفلك الثامن هو الذي حصلت هذه الكواكب الثابتة فيه، وأما الفلك التاسع فهو الفلك الأعظم وهو يتحرك في كلّ يوم وليلة دورة واحدة بالتقريب". 


أما البيضاوي فقال: " فإن قيل: أليس إنّ أصحاب الأرصاد أثبتوا تسعة أفلاك؟ قلت: فيما ذكروه شكوك، وإن صح فليس في الآية نفي الزائد مع أنّه إن ضمّ إليها العرش والكرسي لم يبق خلاف". تأمل كيف يحاول البيضاوي رحمه الله الردّ على من أورد إشكال أنّ أصحاب الأرصاد أثبتوا تسعة أفلاك، وكأنه يشير إلى ظهور شبهة أو تناقض بين القرآن وما توصّل إليه أهل الأرصاد يومها، بمعنى كأنه كان مُسَلَّما عند أهل التفسير أو من يشتغل بهذا العلم أنّ السماوات هي الأفلاك ثمّ تأمل كيف أراد التوفيق بين العلوم الإسلامية وما توصل إليه أهل الأرصاد فضمّ الكرسي والعرشي من ضمن الأفلاك!


فسّر القمي النيسابوري في تفسيره: "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" السماوات بالأفلاك التي فوقنا: "بالجملة فلم يتبين لأحد من الأوائل والأواخر كمية أعداد السموات على ما هي عليه لا عقلاً ولا سمعاً (وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر)" لا أحسب أنّ النيسابوري وهو خطّ تلك الكلمات التي نقلتها أنه فهم منها شيئا خارج الكون كما فهمه بعض علماء العصر اليوم. 


أحبّ أن أنوّه أن هناك من المفسرين من رأى أنّ السماوات السبع محدودة، أي ذكرها سبع سماوات بمعنى ليس هناك أكثر من سبع، وفي الحقيقة لا يُستبعد كلامهم بل يسهل نصرته.


قال محمد جمال الدين القاسمي في تفسيره محاسن التأويل: "وبذلك تتجلّى الآن معجزة واضحة جليّة، لأنه في عصر التقدم والمدنية العربية، حينما كان العلم ساطعاً على الأرض بعلماء الإسلام، كان علماء الفلك لا يعرفون من السيارات إلا خمساً - بأسمائها العربية إلى اليوم - وهي: عطارد، الزهرة، المريخ، المشتري، زحل. وكانوا يفسرونها بأنها هي السماوات المذكورة في القرآن. ولما لم يمكنهم التوفيق بين السبع والخمس، أضافوا الشمس والقمر لتمام العدد. مع أنَّ القرآن يصرح بأنّ السماوات السبع غير الشمس والقمر. وذلك في قوله تعالى: (ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَاواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ ٱسْتَوَى عَلَى ٱلْعَرْشِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّـى) [الرعد: ٢] فلفظ (وَسَخَّرَ) دليل يفصل تعداد الشمس والقمر عن السبع السماوات. ولذلك كان المفسرون - الذين لا يعرفون الهيئة - لا يرون أن تعدّ الشمس سماءً، ولا القمر، لعلمهم أنّ السماوات السبع مسكونة، وأما الشمس فنارٌ محرقة. فذهبوا - في تفسير السماوات - على تلك الظنون. ولما اكتشف بعد (بالتلسكوب) سيّارٌ لم يكن معلوماً، دعوه " أورانوس " ثم سيّارٌ آخر سموه " نبتون " - صارت مجاميع السيارات سبعاً، فهذا الاكتشاف - الذي ظهر بعد النبيّ صلى الله عليه وسلم بألف ومائتي سنة - دلّ على معجزة القرآن، ونبوة المنزَّل عليه صلى الله عليه وسلم." 


كلام القاسمي عليه عدة مؤاخذات من ناحية التحقيق العميق و قد ردّ كلامه الشيخ الإباضي المعروف الخليلي في تفسيره جواهر التفسير، وهو من المعاصرين، فقال: "وقد أخبر الله في هذه الآية - وفي كثير من الآي - أنّ السماوات سبع، ولا محيص لنا عن التسليم لما أخبر به العليم الخبير، غير أنّ من شأن الإِنسان حبّ الاطلاع، واكتناه ما لم يصل إليه علمه، فلذا أطلق المفسرون لأفكارهم العنان في البحث عن المراد بالسماوات السبع، وقد هاموا في ذلك، وكثير منهم عول على أكاذيب أهل الكتاب، فجاءت كتب التفسير مشحونة بما يجب أن ينزه كلام الله عن تبيانه به، خصوصا بعد اتضاح الدلائل وقيام الشواهد على كذب تلك الروايات التي عوّلوا عليها، والمرتبطون منهم بعلم الفلك - في القديم والحديث - فسروا السماوات السبع بما وصلوا إليه من علم الهيئة الكونية، ويا للأسف فإنهم ضيّعوا مدلولها بما لا يتفق مع مراد الله سبحانه من بيان آياته للناس في عظائم مخلوقاته، فنجد المتقدمين منهم زعموا أنّ المراد بالسماء الأولى القمر، وبالثانية عطارد، وبالثالثة الزهرة، وبالرابعة الشمس، وبالخامسة المريخ، وبالسادسة المشتري، وبالسابعة زحل، ويفهم من ذلك أنهم يعنون أنّ السماوات هي المجموعة الشمسية، ومن حيث إنّ بعض هذه المجموعة لم يكن منكشفا لهم، وما عرفوه منها لم يصل إلى هذا العدد ضموا إليها القمر - وهو تابع للأرض - وضموا إليها الشمس نفسها لتكون سبعا، وممن نحا هذا المنحى الفخر الرازي، وقد أطال في الاستدلال لهذا القول بما كان معروفا عند علماء الهيأة في عصره. 


ونجد المتأخرين يوافقون أسلافهم في تفسير السماوات بالمجموعة الشمسية السيارة غير أنهم يخالفونهم في عد الشمس والقمر منها، أما القمر فمن حيث كونه تابعا للأرض وليس مستقلا، وأما الشمس فلأجل كونها المركز الذي تدور حوله المجموعة، وعوّضوا عنهما السيارين المكتشفين من بعد؛ وهما أورانوس ونبتون، وعدوا اكتشافهما بعد اثني عشر قرنا من نزول القرآن من معالم إعجازه حيث عد السماوات سبعا، ولاحظ بعضهم وصف السماء الدنيا في القرآن بأنها مزينة بمصابيح، وذلك في قوله تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) [الملك: ٥]، ومثله قوله: (إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِزِينَةٍ ٱلْكَوَاكِبِ) [الصافات: ٦]، فحمل ذلك على المجموعة التابعة لأقرب سيار من الأرض - وهو عطارد - وهذا يعني أنّ السماوات هي هذه السيارات مع مجاميعها التابعة لها، والمتقدمون والمتأخرون متفقون على إخراج الأرض من هذا العدد، وذلك لأنّ المخاطبين مستقرون عليها، ومنها ينظرون إلى بقية السيارات.  


وذهب بعضهم إلى أنّ المراد بالسماوات السبع السبعة الأفلاك، ورُد بأنها خطوط فرضية تجري فيها السيارات، وليست لها حقيقة قائمة.  وأرى هذه الأقوال كلها ليست في شيء من الصواب، وإنما أجنح إلى التعويل في معرفة السماوات على مدلول لفظها اللغوي، وما تحقق اكتشافه بالوسائل العلمية." انتهى كلام الخليلي.


كما ترى عزيزي القارئ فإن بعض العلماء الأفاضل لم يتحرروا من داء التقليد، فلهذا تجد الأول قال كلاما ينقصه التحقيق فردّ عليه الأخير بكلام مُتهافت غير محقّق ومن ثمّ استدل ضدّه بشيء لا يستقيم أن يكون دليلا معتبرًا، والله المستعان، ونعوذ بالله من التقليد دون بذل الجهد في التحقيق.


قال الطاهر ابن عاشور: "وقد عد الله تعالى في هذه الآية وغيرها السماوات سبعاً وهو أعلم بها وبالمراد منها إلا أنّ الظاهر الذي دلت عليه القواعد العلمية أنّ المراد من السماوات الأجرام العلوية العظيمة وهي الكواكب السيارة المنتظمة مع الأرض في النظام الشمسيّ ويدلّ لذلك أمور أحدها أنّ السماوات ذكرت في غالب مواضع القرآن مع ذكر الأرض وذكر خلقها هنا مع ذكر خلق الأرض فدلّ على أنها عوالم كالعالم الأرضي وهذا ثابت للسيارات. ثانيها أنها ذكرت مع الأرض من حيث إنها أدلة على بديع صنع الله تعالى، فناسب أن يكون تفسيرها تلك الأجرام المشاهدة للناس المعروفة للأمم الدال نظام سيرها وباهر نورها على عظمة خالقها. ثالثها أنها وصفت بالسبع، وقد كان علماء الهيئة يعرفون السيارات السبع من عهد الكلدان، وتعاقب علماء الهيئة من ذلك العهد إلى العهد الذي نزل فيه القرآن، فما اختلفوا في أنها سبع. رابعها أنّ هاته السيارات هي الكواكب المنضبط سيرها بنظام مرتبط مع نظام سير الشمس والأرض، ولذلك يعبر عنها علماء الهيئة المتأخرون بالنظام الشمسي، فناسب أن تكون هي التي قرن خلقها بخلق الأرض. وبعضهم يفسر السماوات بالأفلاك وهو تفسير لا يصحّ لأنّ الأفلاك هي الطرق التي تسلكها الكواكب السيارة في الفضاء، وهي خطوط فرضية لا ذوات لها في الخارج.


هذا وقد ذكر الله تعالى السماوات سبعاً هنا وفي غير آية، وقد ذكر العرش والكرسي بما يدلّ على أنهما محيطان بالسماوات، وجعل السماوات كلّها في مقابلة الأرض، وذلك يؤيّد ما ذهب إليه علماء الهيئة من عد الكواكب السيارة تسعة، وهذه أسماؤها على الترتيب في بعدها من الأرض نِبْتون، أُورَانوس، زُحَل، المشتري، المريخ، الشمس، الزهرة، عطارد، بلكان. والأرض في اصطلاحهم كوكب سيار، وفي اصطلاح القرآن لم تعد معها لأنها التي منها تنظر الكواكب وعُد عوضاً عنها القمر، وهو من توابع الأرض فعده معها عوض عن عد الأرض تقريباً لأفهام السامعين. وأما الثوابت فهي عند علماء الهيئة شموس سابحة في شاسع الأبعاد عن الأرض وفي ذلك شكوك. ولعلّ الله لم يجعلها سماوات ذات نظام كنظام السيارات السبع، فلم يعدها في السماوات أو أنّ الله إنما عد لنا السماوات التي هي مرتبطة بنظام أرضنا. انتهى كلام الطاهر ابن عاشور.


قال ابن عربي الصوفيّ المشهور في تفسيره: "فعدّلهنّ سبع سموات بحسب ما تراه العامّة، إذ الثامن والتاسع هو الكرسيّ والعرش الظاهران."


هكذا نرى أنّ المفسرين اختلفوا في تفسير السماوات السبع، فإن سألتني: ما رأيي في هذه المسألة، أو ما توصّلت إليه أخيرًا أقول: عندي عدّة أفكار، لكن حتى الآن لست متأكدا إن كانت هي الحقيقة أم لا. الذي يظهر لي أنّ السماوات السبع هي طبقات بعضها فوق بعض أو طرائق وعلاماتها أو آياتها يُعرف اليوم بالكواكب السبعة المعروفة التي كان يعرفها البشر منذ قديم الزمن حتى اليوم. وهذه الكواكب السبعة تتحرّك في مسارات وطرائق ومستويات، وهي علامات دالة على السماوات. 


لكي أوضّح ذلك حاول أن ترسم ما اصطلح على تسميته العامة قوس قزح بألوانها السبعة فوق الأرض، وضع في كلّ لون كوكبًا من هذه الكواكب لتدلّ على الألوان و لتُفرّق كل سماء عن الأخرى وهذا يمكن أن يكون هو النموذج الحقيقي للسماوات السبع. والدليل أنّ الناس زمن نزول القرآن كانوا يعرفون جيدا ما السماوات السبع. فإن نوحا عليه السلام قد ذكّر قومه بِنعم الرحمن الرحيم و ذكّرهم أنّه سبحانه خلق سبع سماوات. 


تعال نقرأ هذه النعم التي ذكّر بها نوح قومه وهي مُسجّلة في سورة نوح: (مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (١٣) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (١٤) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (١٥) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (١٦) وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (١٧) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (١٨) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (١٩) لِّتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا) و نجد في سورة المؤمنون هذه الآية العظيمة: (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٨٦) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ) بمعنى أن الناس يومها كانوا يعرفون معنى السماوات السبع. 


ما أهمّية ما ذكرته وما الذي أريد أن أشير إليه؟ الإشارة عزيزي القارئ أنّ الإنسان على الأرض زمن نوح عليه السلام و زمن نزول الكتاب المبارك على النبي الكريم كان يعرف السماوات السبع، لكن الإنسان اليوم عندنا لا يكاد يعرف ما السماء الدنيا! وذلك لأنه اتبع مخرجات المجتمع العلميّ، فاختلطت عليه الأمور. و يُمكن أن يُقال أن السماوات السبع هي سبع سماوات طباقة إلا أنها متجاورة، بمعنى أنّها في نفس المستوى، فكما أن الأرض قطع متجاورة فكذلك السماوات هي قطع متجاورة في السماء، بمعنى أنّها جزء من السماء السقف كما أن القارات هي قطع متجاورة إلا أنّها جزء من الأرض. و هناك بعض الآيات التي يمكن أن يُستدل بها على الرأي الأول أو الثاني و عن نفسي استقر رأيي على الأول و الله العليم الحكيم هو أعلم (و قل ربّ زدني علمًا).


No comments:

Post a Comment