(قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) {البقرة ٣٣}
هذه الآية دلتني على أنّ في الأرض غيبا، وفي هذا ردّ على أنّ الإنسان المعاصر والمجتمع العلمي أحاط بما في الأرض جميعا، أصلا الإحاطة بما الأرض أمر مستحيل! ما أعمق ما وصل إليه الإنسان تحت الأرض أو البحر؟ بالنسبة للأرض فالمعروف هو بئر كولا العميق في روسيا، وبلغ عمقه اثني عشر كيلومتر، رقم لا يكاد يذكر! هذا ما وصلت إليه أجهزة البشر وتقنياتهم التي يفتخرون بها. وما أعمق نقطة في البحر؟ المعروف لدينا مشروع نيكتون إذ وصلوا تقريبا عشرة كيلومترات تحت البحر فقط! في حين تجد بعض الناس يبني نظريات على أرقام سماوية هائلة! فمثلا قسموا طبقات الأرض إلى ثلاث طبقات، وفصلوها سبعا جميعا. الطبقة الأولى تعتبر القشرة، وهي مقارنة بالطبقات التي تحتها كقشرة البرتقالة بما تحت القشرة من الثمرة التي نأكلها، ويتراوح عمقها إلى مئة كيلومتر! تخيل أكثر ما وصلوا إليه تحت البر والبحر لا يصل ثلاثة عشر كيلومتر! ثمّ لو أردت أن تعرف المسافة التي تبعد بيننا وبين القمر أو الشمس فالأمر أعظم، وطبعا هذه المعلومات تدرس في المدارس.
وإن سألتهم لماذا لا يوجد سجل لأيّ شخص قام بالتجول حول الأرض من الشمال إلى الجنوب أو العكس لا تجد عندهم إجابة. تُرّهات مثل صعوبة حالة الطقس والجو وفقدان التكنولوجيا لا تساعدنا و لا تعطينا إجابة شافية، هذه كلمات ألقيها في أقرب مزبلة إذ أنهم بزعمهم هم أعني المنتصرين لنظرية الأرض الكروية هبطوا على القمر قبل ما لا يقلّ عن خمسين سنة.
عندما عجزت بعض هذه المؤسسات العلمية عن إدراك القريب منها لفت أنظار أتباعها إلى الخيالات والترّهات، وللأسف قوم عندهم هدى من الله وكتاب عظيم لم يتساءلوا و يتبيّنوا. السؤال الذي يجب أن يُطرح على روّاد المجتمع العلمي: إن لم تكتشفوا أسرار الأرض وغيوبها بعد فلماذا تبحثون في السماء؟
هل تساءلت يوما -عزيزي القارئ- عن تلك الأرقام السماوية المهولة التي تحكيها لنا الدوريات العلمية: أهي مبنية على نظريات علمية أم على فرضيات؟ وهل تعرف -عزيزي القارئ- ما الفرق بين النظرية والفرضية والقانون وغيرها من المصطلحات العلمية المنتشرة؟ فإن تبيّن لك أنّ كثيرا منا لم يفقه الفرق بين النظرية والفرضية علميا بل لم يبحث عنها أصلا، عليك أن تسأل: ما الذي يجعلهم يؤمنون بأنّ الأرض كروية، ويجعلونها حقيقة غير قابلة للشكّ؟ وهل الدعاة و الوعّاظ توصلوا إلى مثل نتائج هذه المؤسسات مبنية على بحث واقتناع أم أنه التقليد والإيمان بما تُبثه هذه المؤسسات العلمية عبر القنوات الإعلامية؟ حقا جرّب بنفسك، حاول أن تسأل الناس من حولك لتعرف الوضع المُؤسف الذي نحن فيه.
No comments:
Post a Comment