Wednesday, April 20, 2022

ليقولن الله

 (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) {سورة العنكبوت ٦١}


هذه الآية تدلّ أنّ الناس في عهد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كانوا يعرفون من خلق السماوات، ويعرفون معنى السماوات. وإلا لو لم تكن السماوات معروفة لاستغربوا ذلك واستنكروا، فإن كان ذلك كذلك، أحبّ أن أسألك رفيقي القارئ: هل كان في زمنهم التقنية المتقدّمة ليعرفوا كم تبعد الشمس والقمر والكواكب السبعة المعروفة، وينظروا إلى ما بعد المجرات؟ أم أنّ نظرهم كان محدودا؟ فإن كان محدودا فكيف عرفوا السماوات؟ ألا يدل ما سبق على أنهم كانوا يرونها ويعرفونها جيدا، 


و في سورة النمل آية تثبت ذلك: (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ) {سورة النمل  ٦٠} أمر السماوات كان معلوما عند البشر، وهذا ما أثبته القرآن مرارا: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) {سورة لقمان ٢٥} وقال عزّ وجلّ: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) {سورة الزمر ٣٨} (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) {سورة الزخرف ٩} و قال سبحانه: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) {سورة الجاثية ١٣} و هذه المُسخرات كانت معروفة و مُعترف بها وإلا لما قيل ذلك تمننا عليهم، أليس كذلك؟ 


No comments:

Post a Comment