من أروع كتب تطوير النفس باللغة العربية كتاب "جدد حياتك" للشيخ محمد الغزالي رحمه الله الداعية المصري المعروف. يقتبس الشيخ بعض الأفكار من الكتاب المعروف "دع القلق وابدأ الحياة" للكاتب المعروف "ديل كارنيجي" لكن الغزالي رحمه الله صاغ بعض أفكاره بصيغة اسلامية جميلة مختلفة عن صياغة غيره من الكتاب المعاصرين. يقول الغزالي عن كتابه في المقدمة: “فى هذا الكتاب مقارنة بين تعاليم الإسلام كما وصلت إلينا، وبين أصدق ما وصلت إليه حضارة الغرب فى أدب النفس والسلوك فى محاولة للكشف عن روعة التقارب وصدق التطابق”” الكتاب صغير نسبيا ولكن محتواه كبير و رسالة المؤلف من خلال كتابه عظيمة. إذا كنت تعاني من قلق و ضيق و تحتاج إلى جرعة سكينة فعليك بهذا الكتاب.
دائما أقول بأن كتّاب مصر مستواهم مختلف عن بقية كتاب العرب و لكن الغزالي بالنسبة لي هو أفضلهم من ناحية الفكر العام و طبعا أقصد من المعاصرين منهم. له ملاحظات رائعة و أسلوبه في الكتابة ممتع و إن انتقد فعادة ينتقد بحق ولنقده وزن واعتبار. عندما تقرأ كتب الغزالي ثم تقرأ كتب بعض المفكرين المعاصرين ستلاحظ الفرق، هذا إن كان لديك ذائقة بلاغية و حسية و فكر صحيح وإلا قد لا تلاحظ الفرق. هذا الكتاب مناسب للجميع ويناسب غير المسلمين كذلك، تقييمي للكتاب ١٠ من ١٠ و طبعة الكتاب ممتازة. باختصار الكتاب نجم في عالم الكتب.
اقتباسة من الكتاب: "أحب أن ألفت الجاهلين بالإسلام والقاصرين في فقهه إلى الخاصة الأولى في هذا الدين وهى أنه دين الفطرة. فتعاليمه المنوعة في كل شأن من شئون الحياة هي نداء الطبائع السليمة والأفكار الصحيحة وتوجيهاته المبثوثة في أصوله متنفس طلق لما تنشده النفوسمن كمال وتستريح إليه من قرار" و اقتباسة أخرى أيضا من الكتاب: “إن تجديد الحياة لا يعنى إدخال بعض الأعمال الصالحة ٬ أو النيات الحسنة وسط جملة ضخمة من العادات الذميمة والأخلاق السيئة٬ فهذا الخلط لا ينشئ به المرء مستقبلا حميدا ولا مسلكًا مجيدا” و اقتباسة أخرى: “لا أدري لماذا لا يطير العباد إلى ربهم على أجنحة من الشّوق بدل أن يساقوا إليه بسياط من الرّهبة؟إن الجهل بالله وبدينه هو علة هذا الشعور البارد، أو هذا الشعور النافر ،مع أن البشر لم يجدوا أبر بهم ولا أحنى عليهم من الله عز وجل وبره وحنوه غير مشوبين بغرض ما، بل هما من آثار كماله الأعلى وذاته المنزهة.” و اقتباسة أخيرة: “إنّ البعد عن الله لن يثمر إلّا علقما، ومواهب الذكاء والقوة والجمال والمعرفة تتحول كلها إلى نقم ومصائب عندما تعرى عن توفيق الله وتحرم من بركته.”
قالوا عن الكتاب: “تأثر كثيرًا الإمام محمد الغزالي عندما قرأ كتابًا لـ"ديل كارنيجي" بعنوان (دع القلق وابدأ الحياة)، فكانت الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها. ينقل فيه الغزالي التجارب الأمريكية والغربية إلى الجو والحياة الإسلامية. كيف اذهل التقارب في القصص المذكورة في كتاب كارنيجي، وكذلك أقوال كثير من الفلاسفة والمفكرين والمربين والأدباء الإمام الغزالي. حيث أنها قصص لو لم تُذكر شخصياتها ما توقعت إلا أنها لشخصيات إسلامية عظيمة من الرعيل الأول، أقرب ما يكون الحال بأنهم مسلمين وهم لا يعلمون، أو أنهم مسلمين ولكن لا يدينون بالإسلام.!؟ يقص القصص والشواهد من بيئات مختلفة، ثم يسقطها عليك أنت أيها القارئ وكيف تستفيد منها وتستنبط منها كنوز وفوائد تغنيك وتُثريك. من الكتب القليلة - على الأقل في تجربتي البسيطة - التي تعالج قضية (تطوير الذات) من خلال النصوص الشرعية وتسخير العلم الشرعي للنفوذ للنفس البشرية بهدف التطوير والتغيير” و أيضا فيما قيل عن الكتاب: “من الكتب التي فادتني في حياتي وأثرت في نفسي كثيرًا.. لا تمر صفحة في الكتاب دون أن أجد فيها فائدة كبيرة ومعنى عميقا ونورا للعقل والقلب! من عنوانه فقد جدد أشياء كثيرة في حياتي وفي وقت مناسب، لا مشكلة بأن أعيد قراءته مرة ومرتان وثلاث”. رحم الله الشيخ الغزالي و جزاه الله خيرا.
#كتب #٢٠١٥ #تقييم #الغزالي #إسلام #إيمانيات #بالعربي #مصر
No comments:
Post a Comment