Sunday, November 29, 2015

كتاب - براءة القرآن من تشابه التفاسير


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته… من الكتب التي قرأتها كتاب "براءة القرآن من تشابه التفاسير" للمؤلف اليمني إسماعيل عبدالحافظ. يستهدف المؤلف في كتابه تحرير فكر العقيدة من الشوائب العالقة في التفاسير المتداولة لكتاب الله الكريم. ولكن في الحقيقة بعد قراءتي للكتاب لم أجده نجح في تحرير الفكر, إنما قدم تفسيرا جديدا لبعض المصطلحات الإسلامية المتدوالة سواء في القرآن أو كتب الفقه ومن هذه المصطلحات: "التلاوة, الترتيل, قراءة القرآن, الآيات المحكمات, الآيات المتشابهات, الناسخ و المنسوخ" و غيرها من المصطلحات. للعلم الكتاب متوفر على الشبكة العنكبوتية و يمكنكم أن تقوموا بالتحميل بالانتقال إلى هذه الصفحة

بعض ما جاء به قرأته في كتب من سبقوه ككتب محمد شحرور أو كتابات إيهاب محمد عبده فبالرغم من أن الكاتب كرر أكثر من مرة بأنه أتى بشيء لم يسبقه أحد إلا أن هناك من سبقه و لكن لعله لم يطلع على كتب القوم. لكن للإنصاف, فالمؤلف جاء ببعض المعاني و التفاسير الجديدة لبعض المصطلحات, و له أحيانا ملاحظات جيدة. للعلم بما أن توجهه نوعا ما يشبه توجه الحداثيون فالكتاب منع نشره في اليمن فيما أعلم ولا أدري إن كان ممنوعا إلى اليوم. الكتاب صغير و طبعة الكتاب ليست جيدة و هي من "مركز الحضارة العربية" و فيها أخطاء لغوية واخراج الكتاب بسيط جدا و الذي قدم للكتاب قد هوّل قيمته... تقييمي للكتاب 4 من 10. على كل أحب أن أشكر المؤلف لمحاولته في استخراج معاني جديدة من آيات الله, وأسأل الله أن يوفقه و أن يهديه إلى الصراط المستقيم.




#تقييم #كتاب #2014 #قرآن #إسلاميات #قرآن #تفسير #فكر


كتاب - جدد حياتك



من أروع كتب تطوير النفس باللغة العربية كتاب "جدد حياتك" للشيخ محمد الغزالي رحمه الله الداعية المصري المعروف. يقتبس الشيخ بعض الأفكار من الكتاب المعروف "دع القلق وابدأ الحياة" للكاتب المعروف "ديل كارنيجي" لكن الغزالي رحمه الله صاغ بعض أفكاره بصيغة اسلامية جميلة مختلفة عن صياغة غيره من الكتاب المعاصرين. يقول الغزالي عن كتابه في المقدمة: “فى هذا الكتاب مقارنة بين تعاليم الإسلام كما وصلت إلينا، وبين أصدق ما وصلت إليه حضارة الغرب فى أدب النفس والسلوك فى محاولة للكشف عن روعة التقارب وصدق التطابق”” الكتاب صغير نسبيا ولكن محتواه كبير و رسالة المؤلف من خلال كتابه عظيمة. إذا كنت تعاني من قلق و ضيق و تحتاج إلى جرعة سكينة فعليك بهذا الكتاب.

دائما أقول بأن كتّاب مصر مستواهم مختلف عن بقية كتاب العرب و لكن الغزالي بالنسبة لي هو أفضلهم من ناحية الفكر العام و طبعا أقصد من المعاصرين منهم. له ملاحظات رائعة و أسلوبه في الكتابة ممتع و إن انتقد فعادة ينتقد بحق ولنقده وزن واعتبار. عندما تقرأ كتب الغزالي ثم تقرأ كتب بعض المفكرين المعاصرين ستلاحظ الفرق، هذا إن كان لديك ذائقة بلاغية و حسية و فكر صحيح وإلا قد لا تلاحظ الفرق. هذا الكتاب مناسب للجميع ويناسب غير المسلمين كذلك، تقييمي للكتاب ١٠ من ١٠ و طبعة الكتاب ممتازة. باختصار الكتاب نجم في عالم الكتب. 

اقتباسة من الكتاب: "أحب أن ألفت الجاهلين بالإسلام والقاصرين في فقهه إلى الخاصة الأولى في هذا الدين وهى أنه دين الفطرة. فتعاليمه المنوعة في كل شأن من شئون الحياة هي نداء الطبائع السليمة والأفكار الصحيحة وتوجيهاته المبثوثة في أصوله متنفس طلق لما تنشده النفوسمن كمال وتستريح إليه من قرار" و اقتباسة أخرى أيضا من الكتاب: “إن تجديد الحياة لا يعنى إدخال بعض الأعمال الصالحة ٬ أو النيات الحسنة وسط جملة ضخمة من العادات الذميمة والأخلاق السيئة٬ فهذا الخلط لا ينشئ به المرء مستقبلا حميدا ولا مسلكًا مجيدا” و اقتباسة أخرى: “لا أدري لماذا لا يطير العباد إلى ربهم على أجنحة من الشّوق بدل أن يساقوا إليه بسياط من الرّهبة؟إن الجهل بالله وبدينه هو علة هذا الشعور البارد، أو هذا الشعور النافر ،مع أن البشر لم يجدوا أبر بهم ولا أحنى عليهم من الله عز وجل وبره وحنوه غير مشوبين بغرض ما، بل هما من آثار كماله الأعلى وذاته المنزهة.” و اقتباسة أخيرة: “إنّ البعد عن الله لن يثمر إلّا علقما، ومواهب الذكاء والقوة والجمال والمعرفة تتحول كلها إلى نقم ومصائب عندما تعرى عن توفيق الله وتحرم من بركته.”

قالوا عن الكتاب:  “تأثر كثيرًا الإمام محمد الغزالي عندما قرأ كتابًا لـ"ديل كارنيجي" بعنوان (دع القلق وابدأ الحياة)، فكانت الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها. ينقل فيه الغزالي التجارب الأمريكية والغربية إلى الجو والحياة الإسلامية. كيف اذهل التقارب في القصص المذكورة في كتاب كارنيجي، وكذلك أقوال كثير من الفلاسفة والمفكرين والمربين والأدباء الإمام الغزالي. حيث أنها قصص لو لم تُذكر شخصياتها ما توقعت إلا أنها لشخصيات إسلامية عظيمة من الرعيل الأول، أقرب ما يكون الحال بأنهم مسلمين وهم لا يعلمون، أو أنهم مسلمين ولكن لا يدينون بالإسلام.!؟ يقص القصص والشواهد من بيئات مختلفة، ثم يسقطها عليك أنت أيها القارئ وكيف تستفيد منها وتستنبط منها كنوز وفوائد تغنيك وتُثريك. من الكتب القليلة - على الأقل في تجربتي البسيطة - التي تعالج قضية (تطوير الذات) من خلال النصوص الشرعية وتسخير العلم الشرعي للنفوذ للنفس البشرية بهدف التطوير والتغيير و أيضا فيما قيل عن الكتاب: “من الكتب التي فادتني في حياتي وأثرت في نفسي كثيرًا.. لا تمر صفحة في الكتاب دون أن أجد فيها فائدة كبيرة ومعنى عميقا ونورا للعقل والقلب! من عنوانه فقد جدد أشياء كثيرة في حياتي وفي وقت مناسب، لا مشكلة بأن أعيد قراءته مرة ومرتان وثلاث”. رحم الله الشيخ الغزالي و جزاه الله خيرا.





#كتب #٢٠١٥ #تقييم #الغزالي #إسلام #إيمانيات #بالعربي #مصر

Saturday, November 28, 2015

كتاب - المهمة غير المستحيلة


كتاب المهمة غير المستحيلة هو الكتاب الأول من السلسلة الرائعةكيمياء الصلاةللمؤلف المبدع و الرائع الدكتور أحمد خيري العمري. سابقا قرأت كتاب البوصلة القرآنية للمؤلف نفسه و أعجبت بأسلوبه في الكتابة، و قررت أن أقرأ كتابا جديدا للرجل فوقعت على هذا الكتاب الذي فعلا أعتبره كتاب رائع و مفيد لكل مسلم. الكتاب يتحدث عن الصلاة، لكن بمفاهيم جديدة تجعل من الصلاة أعمق أثرا على نفس المسلم و سلوكه و حياته بشكل عام. الكتاب صغير جدا يمكنك أن تنتهي منه في ساعتين أو ثلاثة أو أقل. أسلوب الكاتب هو نفسه الأسلوب المميز في إيصال الفكرة و تحليل هذه المواضيع المهمة. تقييمي للكتاب ٨ من ١٠. للعلم الكتاب عبارة عن الجزء الأول من السلسلة. و الكتاب متوفر في مكتبة كينوكونيا في دبي مول!

مقولة جميلة في الكتاب: "“إقامة الصلاة، بهذا المعنى، هي إقامة دورة تدريبية تستغرق عمرك بأكمله، منذ أن تبلغ سن الحلم. إنها دورة تدريبية تلتزم بحضورها خمس مرات كل يوم. تقصيرك في الحضور سيؤثر حتما في أدائك خارجها. حضورك فقط لمجرد الحضور، ليُشطب اسمك من سجلات الغائبين، سيؤثر أيضا في أدائك لها .” و اقتباسة أخرى من الكتاب: ""أنصح أي قارئ أوحى له عنوان السلسلة أن فيه (وصفة ما) للخشوع، أن يوفر ثمنه لأي شيء آخر. فليس في الكتاب ما يفيده في الخشوع بهذا المعنى المباشر. هذا إن كان هناك على الإطلاق، وصفة جاهزة يمكن أن تخدم هذا الغرض أصلاً." #كتب #قراءة #تقييم #٢٠١٥ #علم #إيمانيات #روحانيات




تقييم الأديان

تريد أن تُقيم مدى صلاحية ديانة أو توجه فكري؟ كل ما عليك أن تقارن بين المعظّمين و المعبودين عندهم لتعرف الفرق. فمثلا إن كنت تريد أن تُقيم مدى صلاحية اليهودية فعليك أن تعرف عقيدة الإله عند اليهود و تعرف من هو ”يهوا" و ما صفاته. و إن أردت أن تعرف مدى صلاحية النصرانية عليك أن تعرف عقيدتهم في الإله و أن تعرف "الرب الأب" و صفاته، و إذا أردت أن تعرف مثلا مدى صلاحية القومية العربية أو الإنجليزية أو الليبرالية عليك أن تعرف ما الذي يُعظّمون و من هو المعظم عندهم! لنقل مثلا الإنسان و هكذا. و إذا أردت أن تعرف مدى صلاحية الإسلام عليك أن تعرف عقيدة الإله في الإسلام و أن تعرف "الله" و صفاته و هكذا. الباحث المنصف و الذي  يحترم عقله يعرف أي من هؤلاء هو الأجدر و أكثر صلاحية للبشرية. 

أيهما خير مثلا! إله يصطفي طائفة من الناس و يحب أن يعبده فقط طائفة من الناس خير أم رب العالمين الذي لا فرق عنده بين عربي و لا عجمي إلا بالتقوى!؟ إله لا يغفر إلا بقبول وسيط بينه و بين عباده و يُضحي بإبنه الوحيد ليغفر الذنب  أم إله يغفر الذنب مادام الناس يستغفرون و يتوبون!؟ أيهما خير، مجموعة بشر لكل منهم فكر يوافق هواه ولا يتعدى حدود عقله أم تعاليم من مصدر واحد و هذا المصدر لا يتغير و يتأثر بتغير الأحوال والعواطف من ناحية الأصول أما الفروع فجعلها شورى واجتهاد بينهم! والله إن المنصف الذي له قلب سليم و عقل لا يسفه نفسه، لعرف الفرق بين جميع هذه المذاهب الفكرية و الإسلام. الواقع أن مشكلة البعض ليست مشكلة عقلية، إنما مشكلتهم مشكلة أخلاقية... فقبل أن تبحث و تنتقد وما إلى ذلك، طهر قلبك أيها الباحث و اصدق النية لصلاح نفسك و البشرية عندها ابحث في العقليات ثم احكم على هذه المذاهب وإلا فالصمت من ذهب.


Friday, November 13, 2015

عجائب خلق الإنسان



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته… كثيرا ما أقرأ في عجائب خلق الإنسان، و عجائب خلق الله عامة، فهذه المواضيع في الحقيقة تؤثر علي بشكل إيجابي فقلت لما أختص بالفوائد لنفسي و أنا أقرأ، لما لا أنشره للناس. فكان ذلك سبب هذه المشاركة. فإليكم بعض العجائب في خلق الإنسان. "لقد أبدع الله سبحانه معاشر المسلمين الآدمي في صورة عجيبة وخلقة بديعة يعلم بعقله ويعي ببصيرته ويتكلم بلسانه فاليدان لاستخدام الأشياء والرجلان للسعي والعينان لمشاهدة الدنيا والمعدة للهضم والكبد لطبخ الغذاء والطحال للفكرة والامعاء للفضول والفرج لاقامة النسل والذكر آلة لذلك فتبارك الله أحسن الخالقين والرأس أشرف الأعضاء ويقال الرأس صومعة الحواس ومضاده من القلب وخلقه بأعضاء مفردة ومزدوجة فالمفرد مذكر في اللغة والمزدوج مؤنث فجعل الرأس مفردا للاكتفاء به فلو جعل له رأسين لكان زيادة من غير فائدة وخلق اليدين مزدوجة لحاجة كل واحدة الى اعانة الأخرى كما قال الصادق رضي الله عنه خلق الله في شبر من الانسان أربع جواهر وهم العينان وماؤهما مالح ولولاه لذابتا لأنهما شحمة والأذن وماؤها مرّ ولولاه لما امتنعت الهوام من دخولها والمنخر وفيه حموضة الاسترواح والاستنشاق والفم وماؤها عذب الاستطعام.

فسبحان من أنطقه بلحم وأبصره بشحم وأسمعه بعظم وأعجب من هذا تصور في الرحم في ظلمات ثلاث ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة حيث لا تراه عين ولا تناله يد فيخرج سويا فلو خلق له لسانين لكانا ثقيلين عليه من غير حاجة فلو تكلم بأحدهما كان الآخر معطلا وان تكلم بكلام واحد كان أحدهما لغوا وان تكلم على خلافه لم يدر السامع على أي القولين يقول فتبارك من جعل لمنافذ البول والغائط اشراجا يضبطها لكي لا يجري جريا دائما فيفسد عليه عيشته وفي حسن التدبير أن يكون الخلاء في أستر موضع من الدار فكذا المنفذ المهيأ للخلاء في جسد الانسان في أستر موضع وجعل الريق يجري دائما الى الحلق فلا يجف فلو جف الحلق واللهاة والفم لهلك الانسان فتفكروا معشر العقلاء وتأمل يا صدر المعالي وعلم الرؤساء في الحفظ والفهم فلو عدم الآدمي الحفظ والفهم لا ختل عيشه فلم يحفظ ماله وما عليه وما أخذ وما أعطى وما يتذكر من أحسن اليه ممن أساء وتفكر في النسيان وعظم نعمة الله فيه فلولاه لما سلا أحد عن مصيبته ولا انقضت له حسرة ولا مات له حقد.

ثم تفكر في الحياء خص به الآدمي دون سائر الأشياء فلولاه لم يقر الضيف ولم يقع الوفاء بالعدات ولم تقض الحوائج ولم يتخير الجميل ولم يتجنب القبيح وتفكر في كتمان الأجل فلو علم الآدمي مدة حياته وكمية عمره لتنغص عيشه فلو عرف مقداره وكان قصيرا لم يهنأ بعيش مع ترقب الموت بل كان بمنزلة من قد فني ماله وأشرف على الهلاك ولو كان طويل العمر وثق بالعمر فانهمك في اللذات على أنه يبلغ شهوته ثم يتوب وهذا مذهب لا يرضاه الله تعالى من العباد ثم تأمل آخرا في الأشياء المعدة في العالم فالتراب للبناء والحديد للصناعات والخشب للسفن والنحاس للأواني والذهب والفضة للمعاملة والجوهر للذخر والحبوب للغذاء والثمار للتفكه واللحوم للمأكل والطيب للتلذذ والأدوية للتصحح والدواب للحمولة والحطب للوقود والحشيش للدواب والمسك والعنبر للشم فلم يقدر المحصي أن يحصي هذا الجنس ولو صنفنا كتابا في هذا الجنس لما استقصينا أفراده والله تعالى أعلم.