السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته, كنت أقرأ احدى مباحث الشيخ بكر بن عبدالله بن زيد رحمه الله
وهي في: "عظم منزلة حفظ اللسان في الإسلام" فقررت أن أنقل لكم بعض
الفوائد مع بعض التصرف لعلنا نستفيد ونعتبر. قال الشيخ رحمه الله: "أعظم الجوارح اختراقاً للحرمات هو ((اللسان)) في
حالتيه: متلفظاً، متكلماً
بمحرم ، أو مكروه ، أو فضول ، وما جرى مجْرى هذه الآفات من: (( حصائد اللسان )) و
(( قوارص الكلام)) بدوافع : التعالي، والخِفَّة، والطَّيْش، والغضب ..
وفي حالته ساكتاً عن حقٍّ ، واجب ، أو مستحب ، بدافع : محرم ، أو
مكروه ، كالمداهنة ، والمجاملة ، والملاينة ، وربما تحت غِطاءِ : غضِّ النظر ؟ والتَّعقُّل
، وإكساب النفس ميزان الثقل ، والتأني ، ومعالجة الأمور . وهكذا من مقاصد توضع في غير
مواضعها ، ونِيَّاتٍ تُبرقع بغير براقعها
. والله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه .
وانظر كيف نهى النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين عن نُسك الجاهلية : ((الصمت طوال اليوم
)) وأُمروا بالذكر ، والحديث بالخير .عن علي – رضي الله عنه – قال : حفظت عن رسول الله:
((لا يُتم بعد احتلام ، ولا صُمات يوم إلى الليل )) رواه أبو داود بسند حسن .وما هذا إلا لتوظيف المسلم لسانه في الخير ناطقاً ، وساكتاً . وليحذر من
ارتكابه ما نهى الله عنه ، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي قال: ((إن الله – تعالى – يغار ، وغيرة الله أن يأتي
المرء ما حرَّم الله عليه)) متفق عليه
.
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – في
كتابه الجواب الكافي: "أما اللفظات : فحفظها بأن لا يخرج لفظة ضائعة ، بأن لا
يتكلم إلا فيما يرجو فيه الربح والزيادة في دينه ، فإذا أراد أن يتكلم بالكلمة نظر:
هل فيها ربح وفائدة أم لا ؟ فإن لم يكن فيها ربح أمسك عنها ، وإن كان فيها ربح نظر:
هل تفوت بها كلمة هي أربح منها؟ فلا يضيعها بهذه ، وإذا أردت أن تستدل على ما في القلب
، فاستدل عليه بحركة اللسان ؛ فإنه يطلعك على ما في القلب ، شاء صاحبه أم أبي ."
قال يحيى بن معاذ: "القلوب كالقدور
تغلي بما فيها ، وألسنتها مغارفها" فانظر إلى الرجل حين يتكلم فإن لسانه يغترف
لك مما في قلبه ، حلو وحامض ، وعذب وأُجاج ، وغير ذلك ، وبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه
، أي كما تطعم بلسانك طعم ما في القدور من الطعام فتدرك العلم بحقيقته ، كذلك تطعم
ما في قلب الرجل من لسانه ، فتذوق ما في قلبه من لسانه كما تذوق ما في القدور بلسانك"
فأسأل الله أن يعيننا على حفظ ألسنتنا
No comments:
Post a Comment