السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... عادتي لا أحب أن أكتب مقالات وأذكر
فيها أسماء المشايخ والدعاة (كما يسميهم البعض), ولكني في هذه المشاركة سأضطر
لأذكر بعض الأسماء, لا للنكاية فيهم أو شيء من هذا القبيل, إنما للنصح والمحبة في
الله, ولأني على ثقة بأن من سأنصحه يتقبل هذا النصح, وهو الأستاذ الباحث الإسلامي
حسن فرحان المالكي. (بما أن الأستاذ حسن يفضل أن يُنادى بالأستاذ حسن بدلا من
الشيخ حسن فسأفعل ذلك في هذه المشاركة). أنا من الذين يتابعون الأستاذ حسن, لأن له
أبحاث علمية في التخصصات التي أحبها مثل تفسير القرآن و علم الحديث وما شابه ذلك. وأنا
كطالب علم أحب الوصول إلى الحق وأن أتعلم وأخذ الحكمة أنا وجدتها. بخلاف كثير من
الناس, عن نفسي, أحسب الأستاذ حسن من الذين يغارون على هذا الدين ويحبون كتاب الله
ولا أزكي على الله أحد, وهذا ما يلتمسه كل من يقرأ كلمات الأستاذ في نصرة كتاب الله
سبحانه وتعالى. وبما أن الأستاذ حسن هو من المعاصرين الذين يدعون إلى التمسك بكتاب الله وتدبر آياته, فبالتالي يكون قدوة
لغيره, فالذين يتابعونه يريدون أن يروا قدوة لهم, ولكن ما إن خالف هذا الذي يدعو
إلى كتاب الله, كتاب الله, أصاب من يتبعونه بالحزن أو الخيبة أو ما شابه ذلك وقد
أصابني الحزن ولا أقول الخيبة, لأنه جلّ من لا يخطئ. التمست اليوم تصرفا لا يليق
بالأستاذ حسن, وكلمات أحزنتني قالها الشيخ حسن ضد الشيخ المغامسي, حفظهم الله
جميعا. وذلك بعد أن انتقده واتهمه بأمور فقط لأنه استمع إلى مقطع لأحد المشايخ
يلعن ويحرض على الجهاد وما شابه ذلك, والمقطع في الواقع ليست للشيخ المغامسي إنما
لغيره. ولا أشك بأن الأستاذ حسن قالها خيبة وحزنا لما ظن أن المغامسي قال كذا
وكذا, مثل ما أنا الآن أشعر بالحزن لتصرف الأستاذ حسن.
قال الأستاذ حسن بعد سماعه للمقطع هذه الكلمات: "هؤلاء عقلاؤنا فكيف بالمجانين؟
المغامسي يلعن كل من دعم عزل مرسي والإخوان ويدعو للجهاد في كل مكان! في سوريا ومصر
ومالي, الشيخ المغامسي خلوق خاشع صاحب عبادة وتأله وإخبات الخ لكن من أين أتاه هذا
الغلو ؟ أتاه من قبل العلم لا من القلب من المعلومات عن هذا وهذا. المعلومات الخاطئة
لها أثر كبير في تشكيل شخصية المسلم فقد يكون المسلم بطبعه عاقلاً معتدلاً لكن المعلومات
الخاطئة تدفعه للغلو تديناً بجهل. أول المعلومات التي يجب على المغامسي تصحيحها هو
معلوماته عن معاوية وحبه له كنت أعرف أن هذا الحب لمعاوية سيلحقه يوماً ما رغم فضل
الشيخ وخشوعه. لا تطمئن لمثقف أو داعية أو شيخ يغلو في حب معاوية سيلحقه هذا الحب ويعاقبه
سيمنحه الإعجاب بالواقع التاريخي سيستلهم سيرة دعاة النار. انظروا الى الشيخ المغامسي
في فضله وخشوعه الخ من كان يظن أنه سيلعن طول الدنيا وعرضها ويدعو لهذا الجهاد غير
المشروع؟ إنها الثقافة =المعلومات. إن لم يثبت المقطع للمغامسي فالحمد لله فهذا الرجل
لا يليق به هذا التهور ونحن نجله عن هذا التصحيحات تقول هو آخر يسمى السحيياني لذلك
أعتذر"
قد تقولون ما الذي أحزنني في كلمات الأستاذ حسن, أقول تعجله وعدم تبينه,
فما إن استمع إلى المقطع وبدأ بنشر عدد من التغريدات, ونشر معلومات خاطئة عن الشيخ
المغامسي حفظه الله. الأستاذ حسن بدأ كلامه بشيء فيه نوع من الاستفزاز, واتهمه
باللعن واتهمه بأنه يدعو إلى الجهاد بغير علم, واتهمه بالغلو...الخ فعل بالشيخ
المغامسي كما يفعل الناس به. ما الذي تظنونه سيحدث بعد تغريدات الأستاذ حسن؟
سينشرون الناس كلام الأستاذ حسن من غير تثبت أيضا, وسيقومون باتهام المغامسي
بأشياء لم يقلها, وطبعا هناك من بعض الناس الذين ينتسبون إلى العلم, ليس لهم هم
سوى الطعن في المشايخ الذين لهم قبول بين الناس فينشرون هذه الكلمات ولن يتوقفوا
عند هذا الحد, بل إنما سيبحثون عن كل أخطاء المغامسي, أخطاء قد أخطأها قبل عشرات
السنين ويعيدون نشرها... سينعتونه بالصوفي والمخرف والتقول على الله بغير علم وطبعا
يضيفون إلى ذلك السخرية منه, فإما أن ينعتونه بالقصاص أو قلة العلم وأنه فقط واعظ
وغير ذلك ولم يعلموا هؤلاء أن رأس العلم خشية الله سبحانه وتعالى. للأسف قد حصل
ذلك بالفعل والشيخ المغامسي بريء.
قال الله سبحانه وتعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ
فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى
مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين)) أنا متأكد بأن الأستاذ حسن يعرف تفسير هذه الآية
ولوازمها, بل في الحقيقة عند مقارنة فهمي لآيات الله سبحانه وتعالى بفهم الأستاذ
حسن, فكأني كقطرة ماء أمام بحر وما عليكم سوى أن تقرؤوا كتبه لتدركوا ذلك. وقال
الله سبحانه وتعالى: ((لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ
بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ)) كنت أتمنى أن يفعل
الأستاذ حسن ذلك, فالشيخ المغامسي أحسبه من المؤمنين ولا أزكي على الله أحدا, وأظن
أن الأستاذ حسن أيضا يظن خيرا بالمغامسي وهذا ما يلتمسه القارئ من كلمات الأستاذ,
فكان الأولى إذا أن نتبع تعاليم الله سبحانه وتعالى في الظن بالمؤمن خيرا.
لنفترض أن كل ما يقوله الأستاذ حسن في الخليفة الأموي معاوية صحيح, أقول
فرضا. ولنفترض أن المغامسي يحب معاوية حبا عظيما, لنفترض فقط. ولنفترض أن المغامسي
لم يقرأ أبحاث الأستاذ حسن في معاوية ولم يدرك أخطاء معاوية كما يدعيه الأستاذ
حسن, لنفترض فقط. فهل هذا يعني, أن هذا الحب الذي هو نابع من قلب المغامسي نتيجة
العلم بأن معاوية هو أحد الصحابة, وعلى حسب الأصول السلفية فالصحابة كلهم عدول وقد
رضي الله عنهم...الخ فأحب المغامسي معاوية من أجل ذلك, من أجل صحبته للنبي صلى
الله عليه وسلم, لماذا إذا يظن الأستاذ حسن بأن هذا العلم والحب لمعاوية سيعاقبه!؟
(أقصد إن جهل المغامسي ما علمه الأستاذ حسن عن معاوية).
الحقيقة أظن والله أعلم, هذا فيه سوء ظن بالله سبحانه وتعالى, وكأن الله
سبحانه وتعالى سيعاقب من يحب إنسانا فقط لأن هذا الإنسان أحب (فلانا من الناس) لغلبة
ظنه أن النبي صلى الله عليه وسلم يحبه. ألا يظن الأستاذ حسن بأن غاندي ومانديلا في
الجنة؟ لماذا يا ترى يظن هذا الظن؟ لانتفاء العلم عندهم, أقصد بأنهم لم يعلموا
الإسلام الحقيقي أو ما شابه ذلك, فالأستاذ حسن أعذرهم لأنهم يجهلون حقيقة الاسلام أو
ما شابه ذلك ولهم أعمال صالحة فيغلب على ظنه بأنهم في الجنة وأنا هنا لست أريد أن أصدر الأحكام من يغلب على ظني في الجنة ومن لا يغلب, فالأمر كله لله سبحانه وتعالى. فلماذا لم يتسع قلبه ليظن بأن
الله لن يعاقب من يحب معاوية فقط من أجل غلبة ظنه بأن النبي صلى الله عليه وسلم
يحبه؟ بل إن الأستاذ حسن وصف المغامسي بالخشوع, وأنا كذلك أظنه من المؤمنين الخاشعين
ولا أزكي على الله أحد, وهذا يعني إن هو علم الحق فسيعود إلى الحق ويتبعه إن شاء
الله نتيجة الخشوع والخشية, فلماذا هذا التسرع؟
لا أنتظر إجابات من الأستاذ حسن, لأنه اعتذر للمغامسي, ولكن في واقع الأمر,
الأضرار الذي ينتجه تسرعنا في اتهام الأشخاص كثيرة, نعم هناك فائدة للاعتذار, ولكن
مقارنة بأضرار هذا التسرع, فهذا الاعتذار يكاد لا يكون له قيمة. وهذا لا يرضاه أحد
منا على نفسه, أقصد بأنن نُتهم ويقال فينا ما لم نقله, ثم عندما نثبت لهم بأننا لم
نقل ما نشروه عنا, اعتذروا! هل سيعجبنا ذلك؟ بالتأكيد لا. ألسنا نريد اتباع تعاليم الله
سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم؟ ألا ينبغي أن نحب لإخواننا المؤمنين
الخير كما نحبه لأنفسنا؟ هذه المشاركة مجرد نصيحة وتذكير للناس ومن بينهم الأستاذ
حسن. وأخيرا أقول, والله إني لا أقول هذه الكلمات تشفيا وكرها للأستاذ حسن أو شيء
من هذا القبيل, بل إني أحبه في الله, وهذه المحبة تقتضي مني النصح ولو كان هو خيرا
وأفضل مني, ولأني مؤمن بأن الأستاذ حسن سيقبل النصيحة, لأن هذا ما تعلمه من القرآن
الكريم. وكتبت هذه النصيحة في المدونة, لأني أعلم بأن كلماتي ربما لن يقرأها إن
كتبتها في تويتر, وذلك لسيل الشتائم التي يتلقاها الأستاذ حسن يوميا والله
المستعان, هذا والله أعلم وأستغفر الله لي ولأخي الأستاذ حسن وللشيخ المغامسي
وللمسلمين والمسلمات.
No comments:
Post a Comment