Tuesday, August 3, 2021

القبلة

 قال الله عزّ وجلّ: (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (١٤٢) وَكذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (١٤٣) قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (١٤٤) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ۚ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ (١٤٥) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٤٦) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (١٤٧) وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٤٨) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (١٤٩) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥٠) ) {سورة البقرة ١٤٢-١٥٠}


منذ أكثر من ألف سنة والمسلمون في سفر، وكلّهم يتجهون باتجاه واحد، وهو اتجاه الكعبة بغضّ النظر في أيّ بقعة من الأرض كانوا. فإن كانت الأرض كروية فإنّ الاتجاهات تنعدم. أين الشمال وأين الجنوب وأين الشرق وأين الغرب؟ فإن افترضنا أنّك في وسط الكرة شمالا والكعبة في وسط الكرة جنوبا فبأيّ اتجاه ستكون القبلة؟ الشرق أم الغرب؟ إنك ستكون متجها إلى القبلة حيث اتجهت، بل إن اتجهت شمالا أو جنوبا فإنك ستكون مستقبلا القبلة ومستدبرها كذلك. ولا تقل لي أقرب بقعة لك، فإني أقول لك إنك في الوسط والمسافات على حسب الكروية متساوية فماذا ستفعل؟ عليك أن تعلم -أيها القارئ العزيز- بأنك على الأرض الكروية أينما كنت متوجها نحو القبلة، فلابدّ أنك مستدبر إياها كذلك، وذلك لأنك على كرة. 


أيضًا إن قالوا إنك عندما تتجه ناحية القبلة فسيخرج من رأسك مثل الليزر الذي سينحني ليصل إلى الكعبة التي على أرض كروية! وهذا سخافة! وذلك لأنك لو كنت في وسط الأرض شمالا والكعبة بالعكس تماما فإن اتجهت يمينا فستخرج من الكرة الأرضية وإن اتجهت شمالا فستخرج من الكرة الأرضية، وإن اتجهت جنوبا أو شمالا نفس الشيء إلا إن قلت إنّ اتجاه الليزر سينحني مع انحناء الأرض وبالتالي المهم تكون شطر المسجد الحرام بغض النظر عن الانحناء أو عدمه. لكن السؤال القادم أيّ شطر؟ الشطر اليمين أم اليسار؟ الشمالي أم الجنوبي؟ أترى الورطة التي هم فيها؟ لكن إن كانت الأرض مسطحة فالاتجاه دائما واحد ولن تستدبر القبلة البتة في جميع الاتجاهات وفي جميع بقاع الأرض، والحمد لله.


No comments:

Post a Comment