Saturday, July 2, 2022

لماذا (الرحمن على العرش استوى) ؟

 هذه المشاركة تكملة للمقال السابق كلمات عن الرحمن:


في هذه المشاركة سأحاول أن أضيف قيمة لك عزيزي المتدبر، أن أذكر شيئا من هذه الفوائد و النظرات في موضوع الاستواء على العرش ما لن تجده عند الآخرين في منشوراتهم المقروءة و المسموعة أو المرئية. و هذه طريقتي، أحب أن أضيف قيمة حقيقية للقارئ غير متوّهمة لمتدبر القرآن مقابل الوقت الذي يقضيه في القراءة. 


بسم الله نبدأ، ذكر الله العرش في مواضع عدة من القرآن، و ذكر الاستواء على العرش في سبعة مواضع. و هي كالتالي:


في سورة الأعراف: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ في سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ استَوى عَلَى العَرشِ) و في سورة يونس: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ في سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ استَوى عَلَى العَرش) و في سورة الرعد: (اللَّـهُ الَّذي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها ثُمَّ استَوى عَلَى العَرش) و في سورة طه: (الرَّحمـنُ عَلَى العَرشِ استَوى) و في سورة الفرقان: (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَـنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا) و في سورة السجدة: (اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) و في سورة الحديد: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش) هذه هي المواضع السبعة التي فيها ذكر الاستواء على العرش. 


أولا لاحظ أنه ذكر الاستواء على العرش يسبقه دائما ذكر خلق السماوات و الأرض. حتى في آية سورة طه و التي فيها: (الرحمن على العرش استوى) إن قرأت الآية التي قبلها ستجد خلق الأرض و السماوات: (نزِيلا مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى) هذه واحدة…


و الثانية، معلوم و لا يخفى على قارئ القرآن، أن الله خلق السماوات و الأرض في ستة أيام. و بعد أن خلق السماوات و الأرض في ستة أيام استوى على العرش، بدلالة (ثم) في الآيات التي تأتي للترتيب و التراخي. إذن بعد أن انتهى من خلق السماوات و الأرض في ستة أيام استوى على العرش، و هذا المعنى الذي يعرفه أهل الكتاب من أنه استوى على العرش في اليوم السابع بالرغم من الترجمات السيئة التي أضلّتهم. في القرآن الكفاية، عندنا هناك ٦ أيام خلق السماوات و الأرض و عندنا (ثم استوى على العرش) و يفهم من ذلك أن هناك ٧ أحداث مهمة جدا للغاية. و سبحان الله تجد ذكر الاستواء على العرش في القرآن سبع مرات و لم يكن هذا مصادفة إنما هذا مقصود و هذه الثانية. 


و الثالثة أريدك أن تنتبه يا عزيزي القارئ، أن الله لم يذكر اسما من أسمائه في القرآن كلّه من أول الفاتحة إلى آخر الناس أنه استوى على العرش، أعني أنّك لن تجد (العزيز استوى على العرش) أو (الحكيم الذي استوى على العرش) بل حتى لا تجد مباشرة (الله استوى على العرش) أو (استوى على العرش الله) و لكنك ستجد اسم وحيد فيه هذه المباشرة و هو اسم “الرحمن”. اقرأ (الرحمن على العرش استوى) و المرة الثانية (ثم استوى على العرش الرحمن فأسأل به خبيرا) و هذا من العجائب حقيقة و انتبه لهذا التفرّد العلماء من أهل التفسير و النظر في القرآن قديما و راحوا يبحثون عن الحكمة أو السر أو العلم وراء هذا التفرّد. 


فقالوا لأن رحمته وسعت كل شيء و أن الرحمن نعت ذات و أن رحمته وسعت كل شيء، و بما أن العرش يسع السماوات و الأرض إذن ناسب أن يختار اسم الرحمن دون أي اسم آخر. و لعل أشهر من انتصر لهذا الرأي هو ابن قيم الجوزية إن لم تخني الذاكرة. و قالوا استخدم الرحمن لتعليم المشركين الذين لم يكونوا يعلمون وما الرحمن و في بعض الأخبار التاريخية أن هناك من اعترض على الرسول صلى الله عليه و سلم استخدامه لاسم الرحمن و أنه يدعو أكثر من إله فمرة يقول الله و مرة يقول الرحمن فأراد أن يعلّمهم أن الله هو نفسه الرحمن. و قالوا أيضا أنه لما أمر الله خلقه أن يحسنوا إلى بعضهم البعض، فاختار الاسم الذي يفهم منه الناس أنه ذو النعم التي لا تحصى و لا تعد و أن هذا هو المرجو من الذين يكونون على العرش أن يصلوا خيرهم إلى الناس أجمعين. و قالوا اختار الرحمن لأن الرحمن يرحم المؤمن و الكافر فناسب أن يختار الرحمن. 


ما ذكرت هي أشهر ما قرأت في هذا الباب و هي كما ترى جيدة لا بأس بها إلا أنّها ليست قوية خاصة إن قرأت ما كتبته في السلاسل السابقة. عن نفسي سأكشف لك عن الفهم الذي وصلت إليه و الذي أراه الأقرب إلى العلوم التي فيها فدونك عزيزي القارئ. 


أولا استواء الرحمن على العرش جاء في موضوعين، في سورة طه و سورة الفرقان و قد ذكرت في سلسلة سابقة علاقة سورة طه بالجن، و الأحرف المقطعة و ما إلى ذلك. و لكن دعنا نتأمل الموضع الذي في سورة الفرقان فلم أتطرّق له من قبل. قال في سورة الفرقان: (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَـنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا) تأمل أولا أن هذا جاء في سورة تنتهي بالـ”ان” هذه الأولى. و ثانيا لاحظ التكملة (فأسأل به خبيرا) و الخبير هو أخص من العليم، بمعنى عنده علم بخفايا و دقائق الأمور و سبحان الله ناسب هذا الاسم أن ينتهي بـ(فأسأل به خبيرا) و ليس هذا فحسب فالقرآن يحكي لنا أنهم كانوا يقولون: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسْجُدُواْ لِلرَّحْمَٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا) يعني الخبير سيعرف.


و بما أنه استخدم الرحمن فهذا قد يستطيع الخبير أن يفهم منه أن الله بعدما خلق السماوات و الأرض استوى على عرشه الذي هو خارج نطاق السماوات و الأرض. ألم يخبرنا الله: (وسع كرسيه السماوات و الأرض) و في الحديث مشهور أن عرش الرحمن يسع السماوات و الأرض، و أنه سقف الجنة، إذن هي خارج نطاق البشرية و أوسع من هذا العالم الذي نحن فيه و بهذا نفهم لماذا الرحمن. لأن الله عز وجل كما أنه رب الناس كذلك هو رب العالمين، ربّ العوالم كلها، سواء هذا العالم الذي نعيش فيه أو عالم الجن و الملائكة أو غيرها مما لا نعلم. وكيف تفهم ذلك لاحظ أولا: (إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِۦ وَيُسَبِّحُونَهُۥ وَلَهُۥ يَسْجُدُونَ) هذا يعني أن هناك مخلوقات عند الله خارج هذا النطاق المحدود الذي نحن فيه. و ثانيا اقرأ هذه الآية: (لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ۚ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا ) إذن هناك ملائكة مقربون، و الثالثة اقرأ هذه الآية: (ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِه…) إلى آخر الآية العظيمة. موضع الشاهد الأول أن هناك من يحملون العرش، و قد سبق أن العرش أوسع نطاقا من السماوات و الأرض أي خارج حدودها، و الشاهد الثاني بما أن هناك ملائكة تحمله إذن هذه الملائكة أيضا خارج نطاق السماوات و الأرض و لابد. و الشاهد الثالث قوله: (و من حوله) إذن هناك حول العرش مخلوقات الله أعلم بها، و هذا يعني أن هذه المخلوقات أيضا خارج نطاق السماوات و الأرض. و الشاهد الرابع قوله: (يؤمنون به) إذن حملة العرش و من حول العرش يؤمنون به و قد سبق أن ذكرت أن الإيمان لا يكون إلا مع شيء غيبي، و بما أن حملة العرش تؤمن و كذلك من حول العرش نفهم من ذلك حتى هذه المخلوقات العظيمة لا تستطيع أن ترى الرحمن سبحانه و تعالى. فإذا فهمت ما كتبته سابقا سترى عظيم ذكر اسم “الرحمن” في أنه على العرش استوى، و هذا ما يثبت نظريتي السابقة اثباتا قويا جدا لمن فقه شيئا يسيرا منها. 


ما الذي أريد أن أقوله و الذي قد لا يعجب البعض؟ أن الله عندما خلق السماوات و الأرض كان في نطاق هذا العالم المخلوق. لا تغضب بسبب تأثرك بكلام الفلاسفة، و لا تنفعل تأثرا بأهل الكلام أنّك كيف تجعل الله هكذا، يعني أنت مجسّم! اصبر علي! الدليل على أن الله خلق السماوات و الأرض في نطاق نفهمه نحن البشر ذكره لخلق السماوات و الأرض في ستة أيام. 


من أجل إرضاء المجتمع العلميّ، كثير من العلماء والمفكرين والدعاة والمثقفين المعاصرين يحاولون تفسير الأيام الستة المذكورة في هذه الآيات على أنّها ليست الأيام التي يعرفها البشر، إنما أيام من أيام الله عزّ وجلّ. فيقولون: لا أحد يعرف ما هذه الأيام إلا هو سبحانه، ولعلّها تتساوى مع مليارات السنين؟ و هذا غير صحيح، بل الأيام هي الأيام المعروفة عند البشر فإن لم يكن كذلك هل كان الله سيوحي إلى نبيه أياما، ويكرّرها في أكثر من موضع من دون أن يفهم الناس أيّ أيام يقصد؟ ثمّ لماذا لا نجد المشركين أو أهل الكتاب أو غيرهم سألوا: ما مقدار تلك الأيام؟ أليس لأنّ الأمر واضح، وأنّ المقصود بالأيام الأيام المعروفة عند البشر؟ ألستم تقولون: إنّ القرآن مُيسر، حتى الفلاح في مزرعته سيفهمه والخباز في مخبزه سيفهمه، ويقرأه بسهولة ويسر. بالله عليكم، لو أنّ الإنسان العاميّ قرأ القرآن، وقرأ الآيات التي فيها خلق السماوات والأرض في ستة أيام ماذا سيفهم من ظاهر الآيات؟ أليست الأيام المعروفة عنده؟ هل تظنون أنّ الناس بشكل عام سيقومون بتحليل أنّ الأيام قد يعني أياما خاصّة أخرى؟ كلا لن يحدث ذلك! ولا أظنّ أنّ أحدكم سيجيب بغير هذا، فإن كان كذلك فلماذا إذن تُحرّفون ظاهر معنى الآية؟ 


لمزيد من التفاصيل عن الستة أيام اقرأ هذه السلسلة:


https://twitter.com/AbdulAziz_Mohd/status/1500138538440228864?s=20&t=_V8NEspUK1tOxDNRK8-fHg


إذن، إن قلنا أن هذه الأيام هي الأيام المعلومة لدى البشر و هو كذلك، نقول لهم إن الله عز و جل بعد أن خلق السماوات و الأرض في ستة أيام، استوى على العرش الذي هو خارج نطاق هذا العالم و بالتالي ناسب أن يكون “الرحمن” هو الاسم الذي اختاره مباشرة للاستواء على العرش. 


و لهذا من قرأ في الديانات و الفلسفات القديمة سيجد أقوالا مشهورة سأذكر بعضا منها.


الأولى و هي مشهورة عند الربوبيين، أن الله خلق السماوات و الأرض و هذا الوجود ثم تركهم و شأنهم و لا يبالي بهم (سبحانه و تعالى) و لا يتدخل في شؤونهم، بمعنى أنه لا ينزل الكتب و لا يرسل الرسل و لا يأتي بالآيات من مثل فلق البحر و ما إلى ذلك. 


و من الفلسفات القديمة أن الله بعد أن خلق العالم السماوات و الأرض و بما أنه الله الخالق إذن صار جزء من العالم، بمعنى أن الله و الكون الذي نعرفه أتحدوا و صارا شيئا واحدا (سبحانه و تعالى)، و بنيت على هذه الفكرة كثير من الأفكار الهندوسية و البوذية الصينية و بعض الفلسفات القديمة و الأفكار الكلامية. 


و منها أن الله بعد أن خلق العالم انشغل بأعماله الخاصة (سبحانه و تعالى) التي لا تخص البشر. هذه تجدها في بعض الأساطير. 


هذه الأفكار مهمة جدا، لماذا هي مهمة؟ لأنها تبين لنا إحدى تلبيسات إبليس، طريقة إبليس في الإغواء هي تلبيس الحق بالباطل، يعطيك جزء من الحق و فيه باطل عظيم، أو جزء عظيم من الحق غير أن فيه باطل مهلك و هكذا. لا يأتيك مرة واحدة بكل الباطل لأن الباطل المحض سيرفضه الناس مباشرة، و لكن إن خلط حقا مع باطل أي لبّس عليهم الأمر لأنه إبليس فإذن قد يقبله الناس. 


الآن تعالوا لندرس هذه الأفكار و نرى ما فيها، الفكرة الأولى أن الله خلق السماوات و الأرض ثم تركهم هذه الفكرة غير صحيحة، الصحيح أن الله خلق السماوات و الأرض ثم استوى على العرش أي استوى على عرش هو خارج نطاق العالم الذي نعرفه. غير أنه يبالي بخلقه و أنزل الكتب و ما إلى ذلك. أصحاب هذه الفكرة انتبهوا لأمر صحيح و هو أن الله استوى على عرش هو خارج حدود السماوات و الأرض و لكنهم ضلوا في الجزئية الثانية و هي أنهم قالوا أنه لا يبالي. فهنا خلطوا حقا و باطلا و ما كان كذلك فالنتيجة العامة للفكرة تكون باطلا. 


الفكرة الثانية أن الله خلق السماوات و الأرض ثم صار جزء من هذا العالم، هؤلاء عكس الذين قبلهم، أخطؤؤا في الجزئية الثانية، إذ الله لم يتحول إلى جزء من هذا الوجود بل هو محيط بهذا العالم و خارج نطاقه باستوائه على العرش. و لأنه الرحمن الذي استوى على العرش، فله علاقة بكل شيء في هذا الوجود، هناك رحم (صلى) بينه و بين المخلوقات كلها، التي نراها و التي لا نراها. > (الذي أعطى كل شيء خلقه (قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِىٓ أَعْطَىٰ كُلَّ شَىْءٍ خَلْقَهُۥ ثُمَّ هَدَىٰ) سبحان الله أن تأتي هذه الآية في سورة طه بالتحديد لمن العجب. و الدليل الآخر (و هو معكم أينما كنتم) إذن هذه الفئة من الناس انتبهت لمعنى من معاني اسمه الرحمن لكنها ضلّت بتلبيس إبليس عليهم.


الفكرة الثالثة أن الله انشغل بأعماله الخاصة، هذا لا يستقيم إن قلنا إن الله له أعمال غير أعمال البشر لا يستطيع أن يكون مهيمنا عليها لأنه إن انشغل بأمر ما قد ينشغل عن البشرية و عالمها. و هذا خطأ و باطل، و لكنهم قد انتبهوا إلى حقيقة أن الله قد يكون في شأن غير شأن هذا العالم الذي نحن فيه، بدلالة الآية العجيبة من سورة الرحمن: (يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) إذن ليس فقط يسأله من في الأرض بل حتى في السماوات، سبحان الله أن تأتي هذه الآية العظيمة في هذه السورة بالتحديد أعني سورة الرحمن من الأدلة القوية جدا على نظريتي. و ليس هذا فحسب، بل في السورة نفسها نجد التالي: > (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ) خلط أصحاب الفكرة الباطلة فإنهم لم يفرقوا بين الانشغال و الانظار و الموعد. لأنهم لو علموا ذلك و فهموا معنى اسم الرحمن سيعلمون أنه من لوازم هذا الاسم أن يكون عليما بكل شيء مهيمنا على كل شيء. 


إذن كما ترى تلك الأفكار الباطلة لعل بعض أصحابها انتبهوا لأمر صحيح غير أنّهم خلطوا بذلك الفهم الصحيح فهم باطل سقيم فكانت النتيجة كما هي. و القارئ في تلك الديانات و الفلسفات و الأساطير سيدرك قيمة ما كتبته هنا. 


من الذي سبق نجد أن أنسب اسم للاستواء على العرش بالمعنى الظاهر من الاستواء على العرش هو اسمالرحمنللأدلة المذكورة. و الله هو الهادي إلى الحق و صراط مستقيم و إليه المصير.

No comments:

Post a Comment