السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, إليكم مشاركة جديدة
في سلسلة: "تصحيح مفاهيم". كثيرا ما أجد نفسي أكرر ما أقوله في مشاركاتي
أو نقاشاتي السابقة وأستمع إلى تكرار ما يقوله الطرف الآخر متمسكا بما قاله العلماء
من قبله. وهذا أمر محمود للعامة ولكن لا يليق بطالب الحق, فإن الحق غير محصور في إنسان
أو فئة من الناس. هؤلاء الذي يحصرون الحق في شيء واحد إنما يظهر عليهم بأنهم يريدون
أن يعطوا شيئا من خصائص الله لغيره وإن كانت نواياهم صادقة وخالصة لوجه الله, كما تجد
كثيرا من النصارى والمشركين يحبون الله ويبتغون وجهه لكن الوسيلة غير صحيحة. أما ما
قصدته من خصائص الله, فالله هو الحق الذي لا يقرب الباطل إليه بحال من الأحوال وفي
الحديث: "الشر ليس إليك" والباطل نوع من النقص والوهم فلذلك الله
هو الحق, فتجد كثير من العلماء يقولون: "قال الحق" وتجد كثيرا منهم يسمي
ابنه: "عبدالحق" فقول إن عالما من العلماء أو جماعة من العلماء لا يقولون
إلا الحق وقولهم هو الفصل نوع تمرد على الله سبحانه وتعالى ولا يفهم هذا من لا يعرف
من الله إلا لفظ اسمه من غير تعمق في معاني أسمائه.
سأحاول في هذا المقال أن أبين لكم ضعف ما يذهب إليه
كثير من العلماء والناس من بعدهم تبع في أمور متعلقة بالفرق بين القرآن والسنة, وتفسير
بعض الآيات وأمور لها علاقة بالموضوع. أحب أن أنوّه بأن هذا مجرد اجتهاد شخصي يحتمل
الخطأ وقد بنيته على ما قرأته من كلام من سبقوني في هذا المجال إضافة إلى فهم شخصي.
بعض طلاب العلم من غير فحص للحديث وبثقة عمياء لما حكم عليه علماء الحديث بالصحة يسارعون
إلى نسبة الروايات إلى الرسول صلى الله عليه وسلم و طبعا ما كان من الرسول صلى الله
عليه وسلم فهو من الله, و من أنكر ما قاله الرسول فقد أنكر قول الله سبحانه وبناء على
هذا الفهم يقومون بتكفير وتضليل ألوف البشر بقولهم: "إنا نحكم عليهم ما حكم الله
عليهم على لسان رسوله" و ربما تجد في نهاية الأمر أن الحديث الذي بنوا عليه
اعتقادهم ضعيف سندا وإن علموا بالضعف فربما قالوا: "إنما أخطأ العلماء وإنا لهم
تبع" والغريب أنك تجدهم يدعون إلى: "طلب العلم" وأقول ذلك عن تجربة
شخصية عشتها عندما كنت ضحية الجهل! (ولا أزال جاهلا وسأبقى جاهلا ولا ينتفي الجهل
عن ابن آدم ما عاش ولكن جهل عن جهل يختلف). سأعطيكم مثالا لأوضح الفرق بين تواتر القرآن
وتواتر الحديث بنقلي لكم كلام علي العلي حفظه الله:
"لو
أجتمع لديك عدد من الصحابة رضوان الله عليهم وسألتهم عن اسم زوجة الرسول الكريم عليه
الصلاة والسلام الأولى لقالوا جميعاً "خديجة" رضي الله عنها ، وكذلك لو سألتهم
عن سورة الاخلاص لقرؤوها جميعاً، وإذا قرأت عليهم جميع آيات القرآن ستجد أتفاق على
معرفة تلك الآيات حتى لو لم يكونوا يحفظون كامل القرآن لأنها من نفس المشكاة، وإذا
حاولت أن تضيف آية واحدة من عندك ستجد من يقول لك أنه لم يسمع بها أو أنها ليست من
نفس المشكاة لذلك تحدى الله سبحانه أن يأتي أحد بأية مثل القرآن. وكذلك لو سألتهم كم
عدد ركعات الفجر لقالوا ركعتين والظهر والعصر والعشاء أربع ركعات والمغرب ثلاث ركعات،
ولو سألتهم عن كيفية الطواف حول الكعبة سيقولون لك أنه عكس عقارب الساعة "علماً
بعدم وجود ساعة في ذلك الوقت ولكن لتوضيح الفكرة" كل هذه الأمور تعتبر تواتر لأنها
متواتره من جميع الأشخاص المعنيين، ولكن في المقابل لو قلت لهم عن أي حديث عن الرسول
سواء كان صحيح أم موضوع فستكون الإجابة أن البعض لم يسمع به أو لا يعرف عنه شيئا، ومن
هنا يتبين لنا أن الحديث حتى لو كان صحيح فلن يسمع به جميع الصحابة وهذا يدل على انعدام
وجود التواتر في الأحاديث وهذا الرأي على خلاف رأي أهل التراث." وبالرغم من أن
لي بعض التعليقات على كلامه إلا أن هذا ليس موضعه ولكن في مجمله
فكلامه نوعا ما صحيح بل أظنه أصح من قول كثير ممن ينتسبون إلى العلم.
ما أكثر ما أكرر قولي بأن أركان الإسلام وأصول الإسلام
التي قد تكون سببا لدخول الجنة أو النار موجودة في القرآن, فإن لم يجد العامي أي حديث
والتزم بما في القرآن لكفاه ذلك إن شاء الله. لكن يأتيك متعجّل فيقول لكن القرآن يأمرك
بأن تصلي كذا وكذا وتقول كذا وكذا وتضع يدك أو ترفعها بدليل أنه قال: ((وَمَا آتَاكُمُ
الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)) فإن أنكرت ذلك تكون
قد ضللت ضلالا بعيدا وقد تكون كفرت والعياذ بالله. في علم الحديث نجد كلمات مثل: السنة و الحديث و الخبر و الأثر فبعض العلماء يزعم بأن
كل هذه الكلمات ذات دلالة واحدة ولكن اللغة ترفض ذلك ثم إن العامة ليسوا مطالبين بفهم
ألغاز بعض العلماء, والمسألة بين أهل اللسان العرب وأهل الحديث وهذا مما فهمته من قول
الأستاذ أمين رحمه الله. الآية التي يوردها كثير من العلماء وكثير من العامة غالبا
يقلدون من سبقوهم من العلماء وكأنهم ليسوا مأمورين بتدبر القرآن! الآية لا علاقة لها
بموضوع قبول السنة (أقصد الأحاديث ولا أقصد حجية السنة). أما عن موضوع الآية الأولى، وهي من سورة الحشر،
هي ضرورة الالتزام التام بأحكام الحصول على المال، وسبب نزول الآية في فيئ بني النضير،
ولكن إن تنزلت وقلت بأن خصوص السبب لا يمنع من عموم الأمر فعموم الأمر هو الالتزام
بأمر الرسول ونهيه.
إن كثيرا من الأحاديث أصلا ليس فيها أمر أو نهي, هي
مجرد أخبار. ومن ثم "فالأخبار هي من منظومة المعتقدات (الإيمانيات) والمعتقدات
تحتاج إلى دليلها وبرهانها وحجتها ، وليس مجرد وجود خبر عنها. وذلك لأن الخبر حقيقة
موضوعية تستند للدليل وليس للنص، ومن هنا فالآية لا علاقة لها بقبول الحديث والأخبار،
بل في الحقيقة أظن أن قبول مثل هذه الأخبار وهي ظنية الثبوت أمر بحاجة إلى نظرة جدية
(والأمر فيه خلاف بين العلماء) فقد ورد في أكثر من آية ذم الظن في قضايا المعتقدات
أو الإيمانيات إن صح التعبير. وقد علمتم أن الله سبحانه وتعالى قال: ((مَا لَهُمْ
بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ)) و قال ((إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا
الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ)) وقال ((إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا
الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ)) وآيات أخرى معروفة. أما الآية الثانية
فيستدلون بآية سورة النجم: ((وما ينطق عن الهوى*إن هو إلا وحي يوحى*علمه شديد القوى))
فيقولون هذا دليل على قبول الأخبار والحديث مطلقا! الآية تصرح أن المنطوق عينه وحي
من الله ، والمسلمون كلهم مجمعون على أن القرآن
(لفظا أو منطوقا ومعنى من الله) بخلاف السنة. الآيات بالنسبة لي شخصيا واضحة
بأن المقصود القرآن الكريم بخلاف كثير من المفسرين, فالذي علَّمه, هو شديد القوى (أي
جبريل عليه السلام على الأرجح) فيكون المقصود والله أعلم القرآن الكريم, و هذا واضح
لمن تأمل ولكن قاتل الله التقليد بلا علم.
أما ما أذهب إليه في نقاشاتي مع طلبة العلم, أن القرآن
أمرنا باتباع السنة (أي السنة العملية – طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم) وهي التي
غالبا نعرفها ونجدها من غير حاجة إلى كتب الحديث فقد قال الله عز و جل: ((وَأَنْزَلْنَا
إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ))
و ((وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا
فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) فالسنة كما قلت لكثير من الإخوان
وظيفتها البيان, والبيان يكون لشيء عام أو مجمل أو مطلق، ولا يكون لأخبار، لان الأخبار
بحاجة إلى تفصيل، وليس إلى بيان، والتفصيل جاء به القرآن الكريم قال تعالى: ((الر
كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)). فلذلك من تمسك بالخبر: "من قال لا إله إلا
الله دخل الجنة" (مجرد القول), أقول له لم تفقه! اقرأ ما قاله الله سبحانه في
كتابه في هذا الباب (دخول الجنة) لتعلم إن كان هذا يكفي أو لا! هذا الخبر قد يتحول
إلى معتقد عند المسلمين, وكما بينت في مشاركات سابقة, المعتقد بحاجة إلى تواتر مثل
تواتر القرآن, أي يكون قطعي اللفظ والدلالة لا غموض أو شبهة فيها. والأصل في هذا الباب
موجود وهو الركن الأول من الإسلام, ولكن يأتيك أحدهم فيقول للجنة درجات وأنت تريد الفردوس
الأعلى فأقول إن القرآن كفيل إذا اتبعته أن تصل إلى الفردوس الأعلى (مع اتباع السنة
العملية) بإذن الله, ألم يقل الله سبحانه وتعالى: ((أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا
أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً
وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ))
أمَّا كيفية عمل ما يحبه الله ويرضاه فهو من اختصاص
السنة مثل كيفية الصلوات الخمس و أوقاتها و الزكاة بمقدارها والصيام والحج وهذه الأمور
محفوظة بإذن الله ولهذه الأمور تفاصيل وعندي رأي شخصي لم أعرضه إلى الآن وربما
سأعرضه بالتدريج لكي لا يتسرع الناس في تكفيري وهم إلى الآن لم يستطيعوا فهم أمور
أسهل وأقل عمقا. أما هل تضع يدك على اليمنى أو ترسلها أو تنزل على ركبتيك أو يديك
هذا الخلاف لن ينتهي مادامت هذه الأحاديث التفصيلية موجودة وقد تكون رحمة وقد تكون
عذابا فالله وحده أعلم. أما الادعاء بأنك لن تصل إلى مرضات الله إلا إذا عرفت هذه التفاصيل
فهذا فيه تقليل من شأن القرآن و الله سبحانه وتعالى قد قال في كتابه: ((قَدْ فَصَّلْنَا
الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)) لقوم يعلمون, وعندما يقول الله عز و جل لقوم يعلمون
فرق كبير عندما نحن نصف الناس بالعلماء. فالله سبحانه بيّن أن في كتابه تفصيل للذين
يعلمون و قال في آية أخرى: ((قَدْ فَصَّلْنَا
الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ)) فمن أراد أن يكون فقيها فيكفيه القرآن, أما من
يتبع تفاصيل المسائل الدقيقة ثم يحفظها أو يحفظ طرق الحديث ثم يحصل على لقب إمام أو
عالم الزمان ومن ثم لا يسمح لأي إنسان بمخالفته فهذا هو الجاهل بعينه!
الذي أريد أن أقوله هو أن السنة محكومة بالقرآن بخلاف
ما يقوله كثير من طلاب العلم والعلماء، فهي متعلقة بالمطالب العملية لا غير و محصورة
(أقصد بالسنة ولا أقصد بكل ما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم على حسب تعريف العلماء) بأنها بيان لمجمل أو عام أو مطلق (كعدد الركعات
أما أوقات الصلاة فأصلها موجود) وأنها تُطاع وإنها مبنية على آيات طاعة عامة، هي طاعة
الله، فطاعة الرسول في حالة تبعية لطاعة الله وهي بيان لمجملات على الناحية العملية
أما الاعتقادية أمر مختلف. ثم إن الناحية العملية متواتر عمليا مثل (الصلوات الخمس,
الصيام, والزكاة والحج...الخ) فإن لم يكن للمسلمين كتاب واحد من كتب الحديث لاستطاعوا
أن يُصلوا الصلوات الخمس في أوقاتها وأن يصوموا ويحجوا...الخ أما تفاصيل هذه الأمور
فنعم بحاجة إلى أحاديث ولكن هذه التفاصيل لا يقال حكمها إن خالفتها بأنك من أصحاب السعير,
فهي مختلفة في نفسها ومن ثم كثير منها غير متواتر ومثل ذلك يقال في الأخبار, سواء الأخبار
الماضية أو المستقبلية. وبهذا نجد كثيرا من العلماء يُلزمون العامة بأمور لم تثبت بالتواتر
وقد علمنا أن ما فرضه الرسول كما فرضه الله, وما يفرضه الله سبحانه قطعا بحاجة إلى
تواتر مثل القرآن فلا ينسب إلى الله سبحانه شيئا لم يثبت تواترا (فهنا نجد بعض العلماء
يناقضون أنفسهم في بعض قواعدهم المسلمة) والله المستعان. ويحسن أن أضيف ما قاله الدكتور نعمان جغيم عن
نقل السنة:
"الواقع
أنه يوجد فرق واضح بين نقل القرآن الكريم ونقل السنّة النبوية. فنقل القرآن الكريم
يختلف عن نقل السنّة بصفة عامة؛ لأن القرآن الكريم مُتَعَبَّدٌ بتلاوته، وقد رغّب الله
عزّ وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ترغيبا عظيما في تلاوته آناء الليل وأطراف النهار
وحفظه، وحرص النبي صلى الله عليه وسلم من بدء الوحي على تدوينه وحفظه، وهذا ما دعا
المسلمين إلى نقله بالتواتر حفظا وكتابة. أما السنّة النبويّة فإنه لما لم يكن مُتعبَّدا
بتلاوتها قلَّت الدواعي إلى حفظها وتواتر نقلها. وهي وإن ورد عنه صلى الله عليه وسلم
الترغيب في تبليغها، لم يرد عنه الترغيب في الاعتناء بكتابتها، بل ربما نهى عن كتابتها
في بعض الأحيان مخافة الاختلاط بالقرآن الكريم. ومعلوم أن ما وردت به السنّة النبوية
من أحكام تتعلق بما يحتاج إليه الناس في حياتهم اليومية من عبادات وشعائر قد اعتنى
به المسلمون وتناقلوه بالتواتر العملي، أما ما لم يكن من ذلك الباب فلم تتوجّه إلى
نقله عناية عامّة المسلمين، فلم يُنقل بالتواتر، بل بالآحاد"
أخيرا, من كان متأدبا مع الرسول صلى الله عليه وسلم
لم ينسب إليه ما لم يتيقن أنه من الرسول صلى الله عليه وسلم والعلماء اختلفوا متى يحصل
اليقين فهم توسعوا في هذا الباب فنسبوا إليه ما ليس متواتر تواترا قطعيا بل ولا حتى
عزيزا ثم يلزمون غيرهم بتصديقها تصديقا جازما ويقطعون بها! ولهم في ذلك تأويلات وأسباب
منها أن الرواة لا يخطؤون أو لا يكذبون فقط لأن إماما من أئمة الجرح والتعديل زعم
بأنه ثقة, والغريب تراهم لا يقبلون أحداث تاريخية في أمر المسيح بن مريم وقد زعم بصحة
الخبر أو قبوله إن لم يكن سند أكثر من بليون من البشر فهل يعقل من كل هؤلاء الذين سطروا
التاريخ كلهم كذبة وغير صادقون؟ فإذا لن يثبت الثقة بشيء واحد في هذا العالم من الماضي,
ولكن اتباع الأهواء, فيسهل عليهم جدا أن ينسبوا حديث آحاد في أمور فيها جنة ونار إلى
الرسول ويلزمون الآخرين بها ومن ثم يترفعون عن قبول أخبار الغرب وهي متواترة تاريخيا
قبل أن تكون متواترة بالكتاب بالألوف فقط لأنهم لا يملكون آلة العلم من الجرح والتعديل
وأن فلان ثقة وفلان غير ثقة! وكذلك يفعلون مع الأحاديث المنسوبة للرسول صلى الله عليه
وسلم التي لا توافق مذاهبهم والله المستعان. كل فرقة من المسلمين ترد على الفرقة الأخرى
بأن رواة أحاديثكم كذبة, فترى الشيعة يذمون كثيرا من الطبقة الأولى من الصحابة عند
أهل السنة, وترى أتباع بني أمية يذمون أهل بيت الرسول و ترى أهل السنة يذمون الأشاعرة
والجهمية والمعتزلة وترى المعتزلة يذمون رجال الطرفين وترى النصارى يذمون مصداقية المسلمين
وترى اليهود يذمون النصارى وكل بما لديهم فرحون, ولكن مفتاح الوصول إلى الحقيقة العقل
الصحيح وليس العقل الببغاوي المقلد لعقول الآخرين من غير برهان وعلم. والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته...