Thursday, May 15, 2014

بصراحة!




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... منذ مدة  قد قللت من مشاركاتي في المواقع الاجتماعية لأسباب كثيرة لا أريد الخوض فيها, لكني قبل أيام تصفحت هذه المواقع من جديد فوجدت الوضع لم يتغير إلى الأفضل بل العكس في سقوط وقبلها كنت أتمنى أن تكون كسقوط المطر, فهي من أجمل البدايات... أنا لا أقصد المواضيع السياسية ولكن أقصد تفكير عوام الناس أنفسهم (وأنا منهم), من يدّعون الحكمة, ومن يدّعون العلم ومن يحبون الصراحة... والصراحة كما تعلمون هي ربما أحب كلمة لدينا ولعلها (أقصد الصراحة) أكثر أمر نستخدمه مع إخواننا وأخواتنا في المجتمع, فقلت في نفسي لما لا أكتب شيئا أجعل الناس يراجعون أنفسهم ويصارحونها... وكما تعلمون جميعا, ما اختلف مظهر المرء عن جوهره, قوله عن فعله, سره عن علانيته  دخل في دائرة النفاق والعياذ بالله، بغض النظر عن نوعية النفاق, سواء نفاق شرعي أو اجتماعي أو غير ذلك. كما أن بلية الإسلام بالمنافقين شديدة, فكذلك بلية عوام العقلاء بالنفاق الاجتماعي شديدة... لا أريد أن أطيل في المقدمات, أحب أن أسأل أسئلة قد تدور في مخيلة كل عاقل عندما يرى مظاهر مختلفة في مجتمعه (أقصد المجتمع الافتراضي).


أولا أحب أن أقول لأخي الكاتب, "بصراحة يعني...." يا أخي عندما تكتب هذه الحكم والخواطر المليئة بالمشاعر الجميلة والرائعة, هل تطبق شيئا منها؟ هل تطبق 50% بل وحتى 10%؟ أخي الكاتب أجب نفسك بصراحة ولا تخادع نفسك, فمخادعة النفس سهلة، ولكن التجرد والصدق في محاسبتها يفضح خداعها... ل تكتب لكي يستفيد غيرك أم أنك تكتب لاستمالة من يتابعك؟ عزيزي الكاتب... تكثر من الكتابات الشاعرية, هل لأن روحك تدفق بهذه المشاعر وتنثرها في الكون متساويا أم أن هناك شهوة خفية؟ شهوة مجاملة النساء لكتاباتك؟ شهوة استمالة قلوبهن؟ عزيزي الكاتب عندما تصور نفسك وأنت تكتب في مقهى, بصراحة يعني... هل فعلا تأتيك هذه الأفكار الرائعة في المقاهي ويسهل عليك القراءة في مقاهي وسط الزحام والضجيج؟ أم هناك سر آخر؟ لا أريدك أن تجيبني ولا أتهم نواياك يا عزيزي, أريدك فقط أن تسأل نفسك هذه الأسئلة الليلة وكما أنك تكون صريحا مع غيرك في كثير من كتاباتك (وأحيانا كثيرا في المواضيع الدينية), كن صريحا مع نفسك ولو مرة...


أخي طالب العلم, عندما تقسم بالله وتعطي غيرك الأيمان المغلظة أنك تهاجم الطرف الآخر غيرة على دين الله, بصراحة يعني... هل غيرة على دين الله أم أنك تحاول أن تبني لنفسك جاها في قلوب فئة معينة من الناس؟ أخي طالب العلم, بصراحة يعني... عندما تقوم فقط بالتركيز على موضوع واحد في الدين وتترك أصول الدين وترى الناس سكارى ثم لا تنكر شيئا وتنكر فقط على شيخ معين, فئة معينة, حكومة معينة, الخ... بصراحة هل تفعلها لوجه الله أم هناك دوافع أخرى؟ مثلا ابتغاء منصب معين في جماعة معينة أو حزب معين, أم أنك تنتظر مدح من شخص مهم فبالتالي تحصل على مدح الناس أجمعين؟ أم طلبا لتقوم القناة الفلانية بمقابلتك؟ بصراحة يعني... عندما تكون في نقاش مع غيرك من المسلمين ثم تقول هذا زمن الرويبضة الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم؟ بصراحة, هل تقصد المسلم الذي كنت تحاوره بأنه انسان تافه؟ وبالتأكيد أنت لست تافها وهنا يتبين لنفسك وللناس أنك خير منه, هل تقولها فعلا لأنك وجدت حقيقة ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم أم أنك تظن في نفسك أنك خير من الطرف الآخر فقط لأنه يخالفك في بعض الأمور الفرعية؟ أخي طالب العلم, بصراحة يعني... هل حقا تتمنى الخير والهداية الربانية لزملائك الدعاة على نفس الخط وتشفق عليهم وتدعو لهم في صلواتك بالليل وأنت تغتابهم في كل مجلس, تلمز نواياهم بين حين وآخر, وتصنفهم فتقول هذا كذا وهذا كذا؟ بصراحة هل تفرح بهدايتهم أم أنك تفرح بظهور أمر كفري منهم فتنشره بين الناس حسدا من عند نفسك؟ أخي طالب العلم, عندما تنتقد الفرق الاسلامية بما يعرف اليوم بالسلفية أو السرورية أو الاخوانية أو الجامية والصوفية وغيرها من هذه الفرق ويسلم منك من يسبون الله ورسوله علنا على مرأى من المسلمين والعرب (فقط اقرأ هذا الوسم #عقلانيون لتعرف ما أقصد) هل تنتقد هذه الفرق ابتغاء وجه الله أم ابتغاء أمور دنيوية لا تساوي عند الله جناح بعوضة! بغض النظر عن الطرف الذي تنتمي إليه...


أخي الناشط الاجتماعي, عندما تقوم باستفزاز حكومة بأكملها وسب رموزها, بصراحة يعني... هل تنكر على هذه الحكومة وأجهزتها طلبا لمرضاة الله وأنك تخشى على أمتك, أم هناك بغض خفي أو حسد لهذه الحكومة وأنت لا تكاد تشعر بالبغض أو الحسد؟ عندما تقوم بنشر مآسي إخوانك, هل حقا تهتم لشؤونهم ويحترق قلبك من أجلهم أم أنك تحاول استثارة مشاعر عوام الناس ضد هذه الحكومة فقط لأنك لا تحبها ولا تتمنى الخير لها؟ عندما تقوم بإعادة تغريد كل ما يمس كيان الحكومة ورموزها ومن ثم لا تبالي بألوف التغريدات لصالح الحكومة, هل فعلا لأنه كلامك صواب لا يحتمل الخطأ وهم مغسولي الدماغ؟ أذكرك أني لا أتهم نواياك إنما أحاول أن أجعلك تسأل نفسك هذه الأسئلة, فما كان لغير الله فهو باطل والباطل كلنا يعرف ما مصيره...


أختي المرأة, عندما تكتبين أو ترددين أقوال العشاق والمحبين وأبيات الغزل, بصراحة يا أختي هل تكتبينها لإظهار محبتك لزوجك, والدك, والدتك, صديقتك أو مجرد قصاصات؟ أما ماذا؟ أختي المرأة, عندما تمتنعين من وضع صورة لك أو حتى مراسلة أحد الشباب وتدعين الحشمة ومن ثم نراك تصورين مع فنان وفي صورة أخرى وتصورين مغنيا في مثل تجمعات ما يسمى اليوم بالـConcert بصراحة يعني... هل تعتقدين أن كل ذلك ليس له علاقة بالحشمة! أختي المحبة التي تكتبين كل كلمات المحبة, عندما تضعين صورتك مع أحد الحكام الكرام, ما الغرض من الصورة؟ أهي فعلا كما تصفين: "يكفيني صورتك" فلم إذا لابد أن تظهرين نفسك في الصورة ثم نشرها في المواقع الاجتماعية؟ هل فعلا حبا في الشيخ أم أنه نوع افتخار على زميلاتك في ما يسمى بالـInstagram بأنك قابلت شخصية مهمة؟ شخصيا عندما أحب انسانا أحرص دائما أن أراه ويراني وأبتسم في وجهه أو ما شابه ذلك, ولا أحمل هاتفي المتحرك وأصوره كل ثانية ودقيقة وهو يتحدث إلي! بصراحة هل الصور هي المهمة أم الشخص نفسه؟ فإن الصور منتشرة في الجرائد أو المجلات, أم يهمك أن تكوني أنت المصورة فتقولي للناس: "شفت الشيخ فلان"! لا أعلم ما السبب لكن أريد أن تسألي نفسك هذه الأسئلة وتصارحي نفسك...


أختي المصورة, بصراحة عندما تصورين يدك وأنت لابسة ساعة الـRolex أو تصورين مقود سيارتك الفاخرة, هل تصورين هذه الأمور اليد أو الأصابع أو غير ذلك, تسترا على نفسك, تحشما, تواضعا, ارسال رسالة معينة الخ؟ أم أنه نوع من حب الظهور! أختي الشابة المندفعة, عندما تظهرين جسدك, وشعرك, ويدك, بطنك و و و و لكن لا تظهرين وجهك, هل هو سبب ديني, أم خوفا من الفضيحة, أو بسبب زوج, أب, أخ, عادات وتقاليد (منقود!) أو أن الوجه ربما يفسد الصورة! الله أعلم أريدك فقط أن تسألي نفسك هذه الأسئلة... أختي الموظفة, ما معنى أن تجلسي على طاولة موظف آخر من جالية هندية أو انجليزي, أو حتى أي من العرب لكن غير الإماراتي؟ ما معنى أن تصلحين حجابك وعباءتك عند مرور إماراتي ولا تصلحينها عند مرور رجال من جنسيات أخرى, بصراحة أهو الحشمة التي حث عليها الإسلام أم هناك باعث آخر خفي علينا؟

و أنت يا نفس عبدالعزيز, عندما تكتبين هذه الكلمات؟ بصراحة يعني... هل تكتبينها لإيقاظ الناس ويبدؤوا بمحاسبة نواياهم, أم أنك تكتبينها لكي تحصلي على بعض الاطراء من الخلق؟ عندما تسألين هذه الأسئلة, بصراحة يعني, هل تحاسبين نفسك كل ليلة وتتساءلي وتبكين على نفسك؟ أم أنك كمن وصفت في مشاركات سابقة لك: "يقولون مالا يفعلون"؟... أنا سألت هذه الأسئلة ليس انتظارا مني لقراءة إجاباتكم, أو تسجلوها في هذه المواقع وإنما كي تقفون لأنفسكم بما يسمى: "وقفة صراحة" وتصارحوا أنفسكم, فنحن وبشكل خاص كثير منا يحب الصراحة مع الكل إلا مع نفسه, فالغرض من هذه المشاركة فقط تشجيعكم على مصارحة النفس, فإن هذه الدنيا قصيرة والله وبالرغم من قصرها فإننا معرضون للهلاك في أية لحظة, بحادث في سيارة, بمرض, بسكتة قلبية, وغيرها (أسأل الله أن يطيل أعمارنا ويحسن أعمالنا ويغفر لنا ذنوبنا) ولا يستحق أن نشرك في نوايانا أحدا غير الله سبحانه وتعالى... أحبتي, عندما نقوم بعمل ما, فليكن الباعث, ابتغاء وجه الله سبحانه وخاصة قد روي أن الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل, وطريق التخلص من هذه التناقضات كلها الاخلاص لله سبحانه وتعالى... ((فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا))

No comments:

Post a Comment