السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته... كنت أقرأ الكتاب الرائع "مع الله" للمؤلف
محمد الغزالي رحمه الله, وقد نقل في كتابه ثناء الإمام علي بن أبي طالب رضي الله
عنه عن الله الله جل جلاله... الله أعلم إن كانت هذه الكلمات فعلا قالها الإمام
علي أم لا, بغض النظر, فإن الثناء أعجبني, فقلت في نفسي لم أقرأه بنفسي, أحببت أن
يقرأ الناس ثم يقوموا بالثناء على الله هم بدورهم كذلك... لا أريد أن أطيل عليكم
بالمقدمات, وننتقل مباشرة إلى ما نقله الغزالي رحمه الله عن الإمام علي في خطبة له
يثني على الله سبحانه:
"هو
أول كل شىء ووليه ، وكل شئ خاشع له ، وكل شىء قائم به ، وكل شىء ضارع إليه ، وكل شىء
مستكين له . خشعت له الأصوات ، وكلت دونه الصفات ، وضلت دونه الأوهام ، وحارت دونه
الأحلام ، وانحسرت دونه الأبصار . لا يقضى فى الأمور غيره ، ولا يتم شئ منها دونه
. سبحانه ما أجل شأنه ، وأعظم سلطانه ، تسبح له السموات العلا ، ومن فى الأرض السفلى
، له التسبيح والعظمة ، والملك والقدرة ، والحول والقوة ، يقضى بعلم ، ويعفو بحلم
. قوة كل ضعيف ، ومفزع كل ملهوف ، وعز كل ذليل وولى كل نعمة ، وصاحب كل حسنة ، وكاشف
كل كربة ؛ المطلع على كل خفية ، المحصى كل سريرة يعلم ما تُكِنُّ الصدور ، وما تُرخى
عليه الستور ، الرحيم بخلقه ، الرؤوف بعباده ؛ من تكلم منهم سمع كلامه ، ومن سكت منهم
علم ما فى نفسه ، ومن عاش منهم فعليه رزقه ، ومن مات فإليه مصيره ؟
اللهم
لك الحمد عدد ما تحيى وتميت ، وعدد أنفاس خلقك ولفظهم ولحظ أبصارهم وعدد ما تجرى به
الريح ، وتحمله السحاب ، ويختلف به الليل والنهار ، وتشرق عليه الشمس والقمر والنجوم
، حمدا لا ينقضى عدده ولا يفنى مدده . اللهم أنت قبل كل شيء ، وإليك مصير كل شيء ،
وتكون بعد هلاك كل شيء ، وتبقى ويفنى كل شيء ، وأنت وارث كل شيء ، أحاط علمك بكل شيء
، وليس يعجزك شيء ، ولا يتوارى عنك شيء ، ولا يقدر أحد قدرك ، ولا يشكرك أحد حق شكرك
، ولا تهتدى العقول لصفتك ، ولا تبلغ الأوهام حدك . حارت الأبصار دون النظر إليك فلم
ترك عين فتخبر عنك : كيف أنت ؟ وكيف كنت ؟
لا
نعلم اللهم كيف عظمتك غير أنا نعلم أنك حى قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم لم ينته إليك
نظر ، ولم يدركك بصر ، ولا تقدر قدرتك ملك ولا بشر ، أدركت الأبصار وكتبت الآجال ،
وأحصيت الأعمال ، وأخذت بالنواصى والأقدام . لم تخلق الخلق لحاجة ولا وحشة ؛ ملأت كل
شيء عظمة ، فلا يرد ما أردت ، ولا يعطى ما منعت ، ولا ينقص سلطانك من عصاك ، ولا يزيد
فى خلقك من أطاعك . كل سر عندك علمه ، وكل غيب عندك شاهده فلم يستتر عنك شيء ، ولم
يشغلك شيء عن شيء . وقدرتك على ما تقضى ، كقدرتك على ما قضيت . وقدرتك على القوى كقدرتك
على الضعيف ، وقدرتك على الأحياء كقدرتك على الأموات ، فإليك المنتهى وأنت الموعد ،
لا منجى منك إلا إليك . بيدك ناصية كل دابة ، وبإذنك تسقط كل ورقة ولا يعزب عنك مثقال
ذرة"
تم النسخ مع حفظ الحقوق ، بعد اذنك ، تدوينه رائعه
ReplyDelete