يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما***رأوا
رجلاً عن موقفِ الذلِّ أحجما
أرى الناسَ من داناهُمُ هان
عندهم***ومن أكرَمته عزةُ النفسِ أكرِما
ولم أقضِ حَقَّ العلمِ إن
كان كُلَّمَا***بدا طَمَعٌ صَيَّرتُه لي سُلَّما
وما زلتُ مُنحازاً بعرضيَ
جانباً***من الذلِّ أعتدُّ الصيانةَ مَغنما
إذا قيلَ هذا مَنهلٌ قلتُ
قد أرى***ولكنَّ نفسَ الحرِّ تَحتَملَ الظَّمَا
أُنزِّهها عن بَعضِ ما لا
يشينُها***مخافةَ أقوال العدا فيم أو لما
فأصبحُ عن عيبِ اللئيمِ مسلَّما***وقد
رحتُ في نفسِ الكريمِ مُعَظَّما
وإني إذا ما فاتني الأمرُ
لم أبت***أقلِّبُ فكري إثره مُتَنَدِّما
ولكنه إن جاء عَفواً قبلتُه***وإن
مَالَ لم أُتبعهُ هَلاِّ وليتَما
وأقبضُ خَطوي عن حُظوظٍ كثيرةٍ***إذا
لم أَنلها وافرض العرضِ مُكرما
وأكرمُ نفسي أن أُضاحكَ عابساً***وأن
أَتلقَّى بالمديح مُذمَّما
وكم طالبٍ رقي بنعماه لم يَصِل***إليه
وإن كَانَ الرَّئيسَ الُمعظَّما
وكم نعمة كانت على الُحرِّ
نقمَةً***وكم مغنمٍ يَعتَده الحرُّ مَغرَما
ولم أبتذل في خدمة العلمِ
مُهجَتي***لأَخدمَ من لاقيتُ لكن لأُخدما
أأشقى به غَرساً وأجنيه ذِلةً***إذن
فاتباعُ الجهلِ قد كان أَحزَما
ولو أن أهل العلمِ صانوه صانَهُم***ولو
عَظَّمُوه في النفوسِ لَعُظِّما
ولكن أهانوه فهانو ودَنَّسُوا***مُحَيَّاه
بالأطماعِ حتى تَجهَّما
فإن قُلتَ جَدُّ العلم كابٍ
فإنما***كبا حين لم يحرس حماه وأُسلما
وما كلُّ برقٍ لاحَ لي يستفزُّني***ولا
كلُّ من في الأرضِ أرضاه مُنَعَّما
ولكن إذا ما اضطرني الضُّرُّ
لم أَبتِ***أُقلبُ فكري مُنجداً ثم مُتهما
إلى أن أرى ما لا أغَصُّ بذِكره***إذا
قلتُ قد أسدى إليَّ وأنعما
"أبيات تنسب لعدد من العلماء"
No comments:
Post a Comment