Sunday, August 17, 2014

هل ابليس أول من كفر؟ هل آدم أول البشر؟



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... سأجعل هذه المشاركة للإجابة على سؤال الأخت شمسة في موقع الـask.fm وبما أن السؤال عن موضوع يكثر الحديث عنه بين الناس, وهو سؤال يعتبر نوعا ما معروف في الماضي والحاضر, قررت أن أكتب مشاركة في المدونة. أحذركم بأن المشاركة قد تكون ثقيلة وطويلة للبعض منكم وذلك لتداخل المواضيع وتلازمها. السؤال كالتالي: "عندي سؤال حيرني لعلي أجد الإجابة عندك ويستفيد منها غيري، هل إبليس هو أول من كفر واستكبر؟ وقيل إن الجن سكنوا الأرض قبل الإنس، لذلك قالت الملائكة: ((أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ)) إلى آخر الآية، هل هذا يدل أن الشر كان موجودا حتى قبل استكبار إبليس و عصيانه لله تعالى؟ وشكرا جزيلا على وقتك" قبل الإجابة على السؤال أحب أن أحذر كل من يخاف على عقيدة تبنّاها واطمأن بها أن يحذر وهو يقرأ هذه المشاركة, لأني وكعادتي لي آراء وأفكار مختلفة عن كثير من الناس, وعادة لا تروق هذه الأفكار طلاب العلم والعلماء من الفرق الإسلامية المختلفة, وكل ما ستجدونه في هذه المشاركة أو المدونة, آراء شخصية, وقد أعذر من أنذر!

للإجابة على السؤال أقول, عند غالب الناس فنعم, ابليس هو أول من كفر بالله سبحانه وتعالى وعصى أمره, ولكن هناك بعض من أهل السنة والجماعة في الماضي فكروا بهذا الموضوع وبعد ذلك نشأ خلاف بينهم, هل وجد الكفر قبل ابليس أم لا؟ وهذا الاختلاف كان سببه التفكّر في قول الله سبحانه وتعالى: ((وَكَانَ مِنَ الكافرين)) فقال بعضهم بأن هذا يدل على أنه وجد قبله من كفر حتى يصدق القول بأنه من الكافرين, ويدل على ذلك كلمة "من" للتبعيض، فالحكم عليه بأنه بعض الكافرين يقتضي وجود قوم آخرين من الكافرين حتى يكون هو بعضا لهم, ويدعمون هذا القول بروايات قد تكون من القصص المأخوذة من أهل الكتاب. أما الفريق الآخر فقال بأن الآية السابقة لا تدل على ذلك لأن الآية قد تعني بأنه صار من الذين وافقوه في الكفر بعد ذلك ويقارنون الآية بقوله سبحانه وتعالى: ((المنافقون والمنافقات بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ)) وقالوا: "أضاف بعضهم إلى بعض بسبب الموافقة في الدين فكذا هاهنا لما كان الكفر ظاهرًا من أهل العالم عند نزول هذه الآية صح قوله: ((وكان من الكافرين)). ويروى عن بعض علماء الكلام (العلماء الذين تخصصوا في الكلام عن العقائد): "بأن هذا إضافة لفرد من أفراد الماهية إلى تلك الماهية وصحة هذه الإضافة لا تقتضي وجود تلك الماهية كما أن الحيوان الذي خلقه الله تعالى أولًا يصح أن يقال إنه فرد من أفراد الحيوان لا بمعنى أنه واحد من الحيوانات الموجودة خارج الذهن بل بمعنى أنه فرد من أفراد هذه الماهية وواحد من آحاد هذه الحقيقة، واعلم أنه يتفرع على هذا البحث أن إبليس هل كان أول من كفر بالله، والذي عليه الأكثرون أنه أول من كفر بالله." انتهى قوله. فكما ترون الخلاف قائم بين أهل السنة والجماعة. أما عند النصارى فالخلاف بينهم هل آدم هو أول من عصى أم ابليس؟ بعض منهم يقول آدم وآخرون يقولون بأنه ابليس, ومن قرأ كتبهم لأدرك أن آدم لم يكن أول من ارتكب الذنب, فالتمرد ذنب, وابليس قد تمرد قبل آدم على حسب ما وجدته في "الكتاب المقدس" في قصة تمرده على الرب جل وعلا, ولكنهم للأسف يؤولون ذلك ويبحثون عن مخارج لهذه الفرضية وطبعا لهم اجابات مختلفة لا أريد الإطالة بذكرها.

السؤال السابق يدفعنا إلى أسئلة أخرى مثل: هل كان هناك خلق قبل ابليس؟ هل الجن كانوا مكلفين قبل الإنس أم أن التكليف بدأ بعد خلق آدم عليه السلام؟ هل وقعت حروب ومعارك بين الملائكة والجن كما يزعم أهل الكتاب أم لا ولم وقعت تلك الحروب؟ هل هناك بشر قبل آدم عليه السلام أم هو الأول كما يقول معظم الناس اليوم؟ كل هذه الأسئلة ليس لنا فيها إجابات جازمة, قد يُؤلف بعضهم كتبا للرد على سؤال من هذه الأسئلة إلا أني قرأت معظم أدلة الناس في مختلف كتبهم وأقول بأن الجزم في هذه المواضيع لم يتحقق بعد ولا أظنه ممكنا. أقصد "بالجزم" الإجابة الأكيدة التي لا يمكن لوجود إجابة أخرى. فأهل الكتاب يزعمون بأنه كانت هناك حروب ومعارك قبل خلق آدم عليه السلام, وكذلك بعض المفسرين من المسلمين, ينقلون هذه الروايات في كتبهم وينسبونها للسلف والله أعلم بصحة هذه النسبة. أما الشيعة فلديهم روايات بأسانيد (لا تثبت) يزعمون بأن قبل آدم المذكور في القرآن ألف آدم أو أكثر أو أقل, وقد ذكر مثل ذلك بعض الصوفية وبعضهم رأى في منامه ما يدل على وجود بشر من قبل آدم وهكذا. أحب أن أوضح بأن انتقاد هذه الأقوال والمرويات أو دعم بعض منها سأحتاج إلى عدة مشاركات ولا أظنني سأفعل ذلك قريبا. ولكني سأتحدث على عجل عن موضوع هل آدم هو أول البشر, وهل ابليس هو أول من عصى؟ أما عن قول الملائكة: ((أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ)) فإنه يدل على أنهم عرفوا بعض الأشياء عن الفساد وسفك الدماء, فإما أنهم عرفوا بسبب خبرة سابقة لهم, خبرة عن فساد الجن وسفكهم للدماء من قبل, وإما عن أمور لم تحدث بعد, أمور مستقبلية. فالأمور التي لم تحدث بعد فأيضا أقسام, فإما عرفوا بسبب أن الله أخبرهم بذلك, وإما لقراءتهم ما في اللوح المحفوظ من الأمور المستقبلية, وإما استنتاجا ونظرا سواء بمقارنتهم بالجن أو بأنفسهم أو بطريقة ما. لا يخرج معظم أقوال المفسرين عن الذي ذكرته وأقصد بالمفسرين, معظم مفسرين الإسلام بغض النظر عن الفرق التي ينتمون إليها, سواء أهل السنة والجماعة, أو الشيعة أو الصوفية أو الاباضية...الخ

أما عن رأي الشخصي فأقول والله أعلم, بأن الآية فيها إشارة إلى وجود الفساد و سفك الدماء من قبل حادثة أمر السجود لآدم عليه السلام. بل إني شخصيا أظن (أظن ولا أجزم) بأن جنس البشر قد وُجدوا قبل آدم عليه السلام, وأقول ذلك استنادا على هذه الآية: ((إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ)) فكأنه والله أعلم بأن "البشر" أو على الأقل مفهوم البشر كان معلوما لدى الملائكة. وأيضا قال الله عز و جل في موضع آخر: ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ)) فلم يقل سبحانه وتعالى خالق خلقا من كذا وكذل وسيكون من أمرهم كذا وكذا, بل قال خالق بشرا من صلصال من حَمَإٍ مَّسْنُونٍ, فالبشر, والصلصال...الخ هذه الأمور كانت معروفة لدى الملائكة. مثال ذلك, تقول لرجل أمامك, سأصنع من هذه الزجاجة كرسي لتقعد عليه. أنت أيها المُخاطب تعلم الزجاجة وتعلم الكرسي ولكنك لا تعلم كيف سيصنع من الزجاجة كرسي, وهنا موضع الانبهار وهنا الميزة لهذا الكرسي لأني الكرسي عادة تستخدم في صناعته الأخشاب (على الأقل في الماضي). وأظن بأن البشر كانوا معروفين لدى الملائكة وكذلك الطين. لكن الله ميّزه بميزة معينة الله أعلم بها, سواء ميزة خلقية إضافة إلى الخلق العام, وهذا فهمته من قوله سبحانه وتعالى: ((قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ)) و ميزة أخرى وهو الاصطفاء: ((إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)) ومعنى الاصطفاء في اللغة التفضيل وخيّره على غيره, ولكني شخصيا أرى معنى إضافيا وهو أن الإصطفاء لكي يظهر أفضلية المصطفى فأظن بأن "المصطفى" لابد أن يكون بما يشابهه من المخلوقات, فمثلا أنت لو اخترت قطا بدلا من الكلاب نعم يدل على أنك تميل وتفضل القطط أكثر من الكلاب, ولعل هذا لا يظهر ميزة هذا القط على غيره من القطط بخلاف ما إذا اخترت قطا معينا من بين القطط وفضلته عليهم, فهنا يدل على أن هذا القط فيه شيء ليس في الآخرين من نوعه. وهذا ما فهمته أنا من الآية السابقة, فكان بإمكان الله سبحانه وتعالى أن يقول: "إن الله اصطفى الإنسان واصطفى آدم ونوحا...الخ" ولكنه ذكر آدم, وبما أن آدم قد ذكر, فأظن بأنه كان هناك ما يشبهه من الخلق, إلا أن لآدم ميزة خاصة فلذلك تم اصطفاؤه. أتمنى أن تعودوا لقراءة هذه الفقرة من غير تعجّل لتفهموا ما أقصده, لأني لا أرغب في أن أطيل النفس في موضوع الاصطفاء.

ثم إني تأملت القرآن الكريم, وبحثت في آيات الله سبحانه وتعالى وتكريمه للإنسان, فسبحان الله وجدت بأن الله لم يذكر تكريمه لجنس البشر بشكل عام, إنما قيّد! وهذا لن يعجب الناس, لأنهم سيروني بأني أول من يقول هذا, ولا أعلم أحدا من المفسرين قال ذلك, وعادة الناس أنهم ينفرون من الشيء الجديد الذي يخالف موروثهم... أدعوكم أيها القرّاء إلى التأمل من غير عصبية. بعد قراءتكم لما كتبته في هذه المشاركة, قد تنصدمون لقراءة هذه الآية التي نكررها كثيرا: ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً))  تأملوا قول الله سبحانه وتعالى: ((ولقد كرمنا بني آدم)) وفي الفقرة السابقة ذكرت لكم أن لآدم ميزة خاصة على البشر. وهذه الآية الحقيقة تدعم ما ذهبت إليه, بأن البشر كانوا موجودين قبل آدم عليه السلام, ولكن آدم عليه السلام له ميزة خاصة وتكريم خاص واستنادي كان على الآيات السابقة من خلق الله له بيديه, ومن اصطفائه, وتكريمه لذريته...الخ

والحقيقة أظن أن ما ذكرته سيُفسّر كثيرا من الآيات المستعصية على المفسرين والناس بشكل عام: مثل قول الله سبحانه وتعالى: ((إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)) لن أتحدث عن تفسير الأمانة فإنها بحاجة إلى مشاركة مستقلة, ولكني أريدكم أن تلتفتوا إلى قول الله سبحان وتعالى: ((وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)) كثير من الناس استشكل هذا القول, ولهذا لديهم تأويلات مختلفة, والاشكال ظهر كيف يكون آدم ظلوما جهولا, خاصة بأن السائد عن المسلمين وغير المسلمين بأن أول مخلوق من البشر هو آدم, وبما أنه أوّل من كُلّف فعليه يكون آدم ظلوما جهولا وهذا فيه حرج عندهم. وبعضهم يقول إنما المقصود ذرية آدم, والحقيقة هذا القول عليه ملاحظات عدة لكني سأتجنبها الآن فالموضوع قد تشعب أكثر مما توقعت! أقول بأن الإنسان المقصود هنا في هذه الآية هم الذين كانوا قبل آدم عليه السلام, وينطبق عليهم هذا الوصف الذي وصفه الله سبحانه في كتابه, وهذا أيضا ينطبق مع قول الملائكة: ((أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ)) فمن قول الملائكة نفهم أن فيهم جهلا وظلما. وقد عرفنا من كتاب الله سبحانه وتعالى بأن آدم قد علمه الله, حيث قال سبحانه: ((وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ)) فهنا أثبت لآدم العلم, وفي موضع آخر قال: "إني جاعل في الأرض خليفة" ولابد للخليفة أن يكون له صفات العدل وعدم الظلم وغير ذلك, على الأقل أول خليفة اختاره الله سبحانه وتعالى. وهنا أيضا أمر مثير للانتباه, لماذا قال الله سبحانه وتعالى خليفة؟ هل فعلا كما يكرره الناس ليكون خليفة الله في الأرض؟ أم ربما لكي يكون خليفة للبشر الذين كانوا موجودين في الأرض؟ أستطيع أن أطيل النفس في هذه المواضيع فقد تفكرت فيها كثيرا فيما مضى, ولكني لا أريد أن أشتتكم أكثر مما فعلت.

وعودة إلى سؤال الأخت وابداء رأيي الشخصي في المسألة, هل ابليس هو أول من كفر واستكبر؟ أقول الله أعلم بذلك. قد تستغربون مني هذه الإجابة وخاصة أن مشاركتي توحي بأن البشر كفروا وعصوا قبل ابليس, ولكن الحقيقة لم أقصد ذلك, إنما القصد ربما كان قبل آدم بشر مخلوقين ومكلفين, وربما عصوا وجهلوا وربما كفروا الله أعلم, لا يعني ذلك أنهم سبقوا ابليس في الكفر والعصيان, وذلك لأني لا أعلم عمر ابليس, وليس لي علم بما في نفس ابليس, فإنه ربما من أول أيامه بعدما خلقه الله, والكفر يخالج قلبه, الله أعلم بهذه الأمور. فالقول بأنه ليس أول من عصى فيه تسرع, والقول بأنه أول من عصى أيضا فيه تسرع. هذا والله أعلم, وما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان. 

---
 
ملاحظة: كتبت هذه المشاركة في تاريخ 17/08/2014 والبارحة استمعت إلى احدى محاضرات المفسر الشيخ بسام الجرّار و وجدته قد تكلم في موضوع من كان قبل آدم, و الحقيقة وجدت تفسيره مشابه جدا لما توصلت إليه من نتائج في هذه المشاركة مع اختلافات يسيرة, ولكني وجدت تفسيره خيرا من هذه المشاركة, فلمزيد من الفائدة والعلم أدعوكم إلى الإستماع إلى محاضرات الشيخ بسام الجرّار حفظه الله.


2 comments:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بالإشارة الى الفقرة التالية

    "أما عن رأي الشخصي فأقول والله أعلم, بأن الآية فيها إشارة إلى وجود الفساد و سفك الدماء من قبل حادثة أمر السجود لآدم عليه السلام. بل إني شخصيا أظن (أظن ولا أجزم) بأن جنس البشر قد وُجدوا قبل آدم عليه السلام, وأقول ذلك استنادا على هذه الآية: ((إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ)) فكأنه والله أعلم بأن "البشر" أو على الأقل مفهوم البشر كان معلوما لدى الملائكة. وأيضا قال الله عز و جل في موضع آخر: ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ)) فلم يقل سبحانه وتعالى خالق خلقا من كذا وكذل وسيكون من أمرهم كذا وكذا, بل قال خالق بشرا من صلصال من حَمَإٍ مَّسْنُونٍ, فالبشر, والصلصال...الخ هذه الأمور كانت معروفة لدى الملائكة"

    الحمد الله انك وضحت انه ظن منك

    ولكن بنيت الفقرة التالية على هذا الظن او ما اولته

    اخي عبدالعزيز انت غني عن هذا الظن وهذا التفسير

    لعل من ورائك يأخذه منك كقول وينشره على انه الاصح فتأثم ويصبح علم يتداول فيه وانت لم تورث هذا العلم عن مراجع عن الرسول صلى الله عليه وسلم وان اصبحت من بعدك سنة يتبعها الناس فانك تحمل نفسك مالا تستطيع حمله يوم القيامة

    واذكرك بمعنى كلمة بشر وانت عنها لست بغريب
    بشر البشرة: ظاهر الجلد، والأدمة: باطنه، كذا قال عامة الأدباء، وقال أبو زيد بعكس ذلك (ذكر قوله الأزهري في تهذيبه 11/360، والذي غلطه ثعلب)، وغلطه أبو العباس وغيره، وجمعها: بشر وأبشار، وعبر عن الإنسان بالبشر اعتبارا بظهور جلده من الشعر، بخلاف الحيوانات التي عليها الصوف أو الشعر أو الوبر، واستوى في لفظ البشر الواحد والجمع، وثني فقال تعالى: ﴿أنؤمن لبشرين﴾ [المؤمنون/47

    ولا ارى ان استخدام الكلمة هنا يعني ان الملائكة عاشرت البشر انما تعلم ماهو البشر وذلك من ماعلمت من الله سبحانه وتعالى وارى انه قول غريب انه كان هناك بشر من قبله. وان كنت اخذت هذا القول من غيرك فخيرا لك ان تذكر المصدر. واني لم اجد لهذا التفسير عند ابن كثير فأرى انه خير لك ان لا تخوض في تفسير محدث

    واما عن معنى ( ظَلُومًا جَهُولا ) لم اجد اختلاف كثير وان المفسرين اتفقوا في المعنى وادعوك للعودة الى الموقعين التاليين للاطلاع
    http://quran.ksu.edu.sa/
    و
    http://www.alifta.net


    وارجوا منك العذر وادعوا لك بالتوفيق من الله

    ReplyDelete
  2. أولا أشكرك على أسلوبك المهذب في النصح وغيرتك, فجزاك الله خيرا وأسأل الله صدقا أن يعلي قدرك ويبارك في علمك وعملك وعمرك.

    أما عن كوني لم أرث هذا عن مراجع عن الرسول صلى الله عليه وسلم, فهذا حق وكذلك من فسر القرآن من المعاصرين والسابقين, لم يستمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة ولا أعلم حديثا صحيحا بشأن هذا الموضوع. إنما هي روايات قد يصح منها البعض وقد لا يصح, ولا أرى بأسا أن يجتهد الناس في تدبر آيات الله سبحانه وتعالى وقد أمرنا الله بذلك وبينت ذلك في مشاركات سابقة في المدونة.

    وأما عن قولك: "ولا ارى ان استخدام الكلمة هنا يعني ان الملائكة عاشرت البشر انما تعلم ماهو البشر" وهذا ما قلته أنا يا عزيزي, فقد قلت أنا: (فكأنه والله أعلم بأن "البشر" أو على الأقل مفهوم البشر كان معلوما لدى الملائكة) تأمل قول مفهوم, فالحمدلله اتفقنا في هذا.

    وأما عن القول بوجود البشر قبل آدم, فهذا القول منتشر اليوم, ولكل واحد يستنتج ذلك بناء على أدلة عنده, فبعضهم يستنتج ذلك استنادا على حديث, والبعض على آية, والبعض بسبب العلم وهكذا وأنا توصلت إلى نفس النتيجة ولكني استندت مهما استطعت على آيات الله سبحانه وتعالى وتجنبت الأحاديث (لأن فيها الصحيح والضعيف). وكون قولي هو جديد لم يقل به عالم من قبل, فهذا أمر طبيعي, لأن حاشا للقرآن أن يفهم أسراره كلها في حقبة من الزمن, بل إن هذا الكتاب لعزيز, لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, ولا تنقضي عجائبه, وأفهام الناس تتفاوت, قد تفهم أشياء لا أفهمها, وقد أفهم أشياء لا تفهمها أنت وهكذا. أما إن كان لدينا تفسير نبوي كامل أو تفسير أصحاب النبوي الكامل لقلت نعم, ولكن هيهات هيهات وهذه الروايات المنسوبة للسلف كثير منها ضعيف للأسف. وأدعوك لقراءة المشاركة التي بعد هذه المشاركة لأن لها علاقة, ولعل بعض الأمور تتوضح عندك. هذا والله أعلم, وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه, ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.

    ReplyDelete