Monday, August 30, 2021

الروح و النفس

 


كثيرا ما يخلط المسلمين بين الروح و النفس، و يعتقدون أنهما نفس الشيء، و لكن أنا طريقتي أنه ليس هناك شيء يكون نفس الشيء الآخر إن كان هناك اختلاف في الاسم و النطق. إن وجد اختلاف في رسم الكلمة و نطقها لابد أن هناك اختلاف بين المسمى، أو هناك معنى إضافي ليس في معنى الرسم الآخر. و قد قرأت كثيرا عن الروح و النفس، سواء باللغة العربية أم الإنجليزية، وأظن أن كثيرا من المسلمين قرؤوا كتاب الروح لابن قيم الجوزية رحمه الله، حيث ذكر فيه الفرق بين الروح و النفس و فيه ذكر أن الجمهور يعتبرون مسماهما واحد. 


لو تتبعت مواضع ذكر النفس في القرآن، لوجدت أن لها قابلية الخير و الشر، بمعنى أنها قد تكون نفسا طيبة و ممكن أن تكون فاجرة، و ممكن أن تدعو إلى الخير و قد تكون أمارة بالسوء، لنقرأ بعض الآيات:


((كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ))


((وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم))


((ولا أقسم بالنفس اللوامة))


((وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى))


((يا أيتها النفس المطمئنة))


((وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا))


فكما ترى هذه الآيات تثبت أن للنفس قابلية الخير و الشر. و كذلك نجد أن النفس قد تطلق على ذات الإنسان ككل، لنقرأ الآيات التالية:


((يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون))


((أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون))


((وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم))


((وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولـكن كانوا أنفسهم يظلمون))


((وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون))


((وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير))


((ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين))


فكما تلاحظ هذه الآيات المقصود بها الذات.


و لكن لن تجد الروح أبدا في موضع في القرآن الكريم يكون فيه قابلية الشر، أو تأمر بالشر أو شيء من هذا القبيل، و لا حتى المقصود بها الذات، اقرأ الآيات التي فيها ذكر الروح:


((ينزل الملآئكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إلـه إلا أنا فاتقون))


((ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا))


((نزل به الروح الأمين))


((رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق))


((تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة))


((فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا))


((والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين))


((فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين))


((رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق))


((لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون))


فكما ترى ليس فيها شيء سلبي، و ذلك لأن الروح من أمر الله، و تأييد من الله، شيء ليس تحت سيطرة و تأثير الإنسان، بخلاف النفس، فإن للإنسان على النفس من تأثير و من أجل ذلك نجد في القرآن قوله: ((قد أفلح من زكاها)) و لن تجد مثلا الإنسان يزكي روحه، لأن الروح أمر علوي، خارج نطاق التأثير الإنساني بخلاف النفس. و تأمل في الآيات التي نقلتها علاقة الوحي بالروح، و كيف أن الله اختارا بعضا من عباده أوحى إليهم بالروح من أجل ماذا؟ من أجل الإنذار و التذكير و هداية الناس، اقرأ هذه الآيات:


((وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم))


((يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق))


((ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا))


و بهذا الفرق ندرك أنه ليس بصحيح أن نقول خرجت روحه، أو فاضت روحه، بل الأصح أن يُقال خرجت نفسه، فاضت نفسه، زهقت نفسه، و ذلك لأن لها هذه القابلية و لكن الروح فيما يظهر من أمر الله، لا تعتريه هذه الأمور، بل إن الروح من طبيعة أخرى غير طبيعة البشر، و هنا أنا أختلف مع ابن قيم الجوزية اذ اعتبر الفرق بين النفس و الروح فرق صفات لا فرق بالذات، عندي أن الفرق جوهري بالذات، فالنفس شيء و الروح شيء آخر.


و أما من يحسب أني بهذا القول أتيت بجديد فليس بجديد، بل قاله قبلي أناس آخرون، و الحمدلله لقد أثبت ابن القيم ذلك في كتابه إذ قال في كتابه ما يثبت أن هناك من فرّقوا بين الروح و النفس إذ قال: وقالت فرقة أخرى من أهل الحديث والفقه والتصوف الروح غير النفس. و قال في موضع آخر: وقالت طائفة وهم أهل الأثر أن الروح غير النفس والنفس غير الروح


ثم لاحظ الفرق، أن النفس قد تأتي مجتمعة في حين أن الروح دائما مفردة، مثال الأنفس: 


((الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون))


((يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون))


((إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى))


((ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين))


و لكن إن عدت إلى الآيات التي نقلتها و فيها ذكر الروح لن تجد جمعا، مثلا الأرواح هل سألت نفسك لماذا؟ لأن الروح كيان واحد. و الذين قالوا إن الروح تطلق على الملائكة لم يصيبوا، لأنه و إن قلنا أن الروح لقب جبريل عليه السلام، نقول له جبريل عليه السلام كيان منفرد عن الملائكة، و مختلف عنهم في الرتبة و المكانة و الأدلة على ذلك في قوله:


((تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة))


لاحظ كيف أنه فرّق بين الملائكة و الروح بحرف الواو. فالروح شيء و الملائكة شيء آخر مفرد. و هنا أيضا: ((يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا)) لاحظ أنه فرق بين الروح و الملائكة. و هنا أيضا: ((تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر)) فهذه الآيات تدل أن الملائكة شيء و الروح شيء آخر. الملائكة مجموعة من المخلوقات في حين أن الروح واحد. و أدلة على ذلك، قال الله عز و جل: ((نزل به الروح الأمين)) و قال في موضع آخر: ((ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون)) و قال: ((تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولـكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولـكن الله يفعل ما يريد)) فهذه الآيات تدل أن روح القدس له شأن خاص. 


حتى إن قلنا بأن جبريل عليه السلام من جنس الملائكة فإن له مكانة خاصة تميزه عن غيره كما أن الرسول صلى الله عليه و سلم إنسان و لكنه نبي رسول فكذلك جبريل، فإن قلت عندي هل هناك أدلة على ذلك أقول نعم، اقرأ قول الله: ((اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ))


فإن سألتني من هو الروح الذي يقرن ذكره مع الملائكة، كنت فيما مضى عندما كنت يافعا أقول أنه خَلْق عظيم من خلق الله، غير الملائكة و فوق جبريل و ميكال كما في بعض المرويات الموقوفة. و لكني اليوم و بعد دراسة أستطيع أن أقول من هو الروح و روح القدس و من هو الروح الأمين، فأقول، الذي يغلب على ظني إنه جبريل عليه السلام، و السبب هذا الترابط العجيب الذي ستجدونه في هذه الآيات، أولا قوله: ((قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ)) نزّله تعني الآيات، و من هو الذي نزّله بإذن الله؟ إنه جبريل كما هو واضح من سياق الآية. إذن جبريل نزّل على قلب الرسول الآيات، و في هذا الإنزال تصديق لما بين يديه و هدى و بشرى للمؤمنين، هذه واحدة.


دعونا نقرأ ما قاله الله عن روح القدس في سورة النحل: ((قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ)) تأمل جيدا، نزّله روح القدس و عرفت في الآية المذكورة سابقا أن جبريل نزّله بإذن الله، و من أجل ماذا؟ ليثبّت الذين آمنوا و هدى و بشرى للمسلمين، أيضا نجد هنا هدى و بشرى للمسلمين. فإن قلت و لكن كيف التثبيت، أقول لك لما كان القرآن مصدّقا لما بين يديه يكون كذلك مثبّتا للمؤمنين، و هذا مجرّب بل جرّبته شخصيا، عندما أجد شيئا مصدقا بين القرآن و الكتاب الذي أنزل من قبل أجد تثبيتا و زيادة إيمان في قلبي. و قد تطلب مني الدليل من القرآن على ما أقول، سأقول لك اقرأ الآية: (لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ)) و إن تأملت آيات تصديق القرآن لما بين يديه من الكتاب عرفت كيف أن ذلك سبب له تأثير على الإيمان. و في قوله (نزّله روح القدس) و قوله (هدى و بشرى) الكفاية الذي نزّله بإذن ربّه واحد. هذه الثانية


أما الثالثة ففي قوله: ((وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ)) الشاهد الآية: (نزل به الروح الأمين) على ماذا؟ قال (على قلبك) أي قلب الرسول صلى الله عليه و سلم، كما في الدليل الأول الذي استشهدت به و هو قوله: (((قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ)) إذن جبريل نزّله على قلب الرسول و كذلك الروح الأمين و هذه هي الثالثة.


أما الرابعة ففي قوله:  ((إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ)) و واضح من سياق الآيات أن الرسول المقصود في هذه الآية هو جبريل عليه السلام، ثم لاحظ ما أخبرنا الله عنه: (مطاع ثم أمين) و قد عرفت في الدليل الثالث أن الروح الأمين هو نفسه روح القدس هو نفسه جبريل، و هذه الآية زيادة بيان على ما سبق. و أما كونه رسول كريم فقد تقدّم و بيّنت أن الله يصطفي رسلا من الملائكة كما اصطفى من البشر رسلا و ذلك في قوله: ((((اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)) و أيضا نجد في سورة فاطر ((الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) 


فهذه أربعة أدلة قوية بين يديك تثبت أن جبريل هو روح القدس الروح الأمين. 


ثم إنه من عادتي أن أبحث عن ما يسميه بعض أهل التفسير عن الإشارات، فقمت بالبحث عن اسم جبريل في القرآن فوجدته قد تكرر ثلاث مرات، ثم بحثت عن اسم الروح مجردا، يعني من دون روح القدس أو الروح الأمين، فقط الروح و ذلك في سياق الآيات التي تدل على أن الروح كيان خاص مع الملائكة فوجدته أيضا تكرر ثلاث مرات و ذلك في قوله: ((تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)) و في قوله: ((يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا)) و قوله ((تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ)) فكما ترى ثلاث مرات. أما الروح في بقية الآيات مثل قوله (الروح من أمره) فلاختلاف السياق يختلف المعنى. و أيضا بحثت عن روح القدس في العهد القديم أو ما يعرف بالتناخ عند اليهود فوجدته مذكورا ثلاث مرات.


و منذ زمن حبّب إلي النظر في موضوع حساب الجمّل، و اختصارا أنقل في تعريف حساب الجمّل من موقع الويكيبيديا: حِسَاب الجُمَّل هي طريقة لتسجيل صور الأرقام والتواريخ باستخدام الحروف الأبجدية، إذ يعطى كل حرف رقما معينا يدل عليه. فكانوا من تشكيلة هذه الحروف ومجموعها يصلون إلى ما تعنيه من تاريخ مقصود وبالعكس كانوا يستخدمون الأرقام للوصول إلى النصوص. وهو حساب استخدم في اللغات السامية؛ حيث نجده مستعملًا في بلاد الهند قديمًا، وعند اليهود؛ فالأبجدية العبرية تتطابق مع الأبجدية العربية حتى حرف التاء (أبجد، هوز، حطي ،كلمن، سعفص، قرشت) أي تتكون من 22 حرفا وتزيد العربية: ثخذ، ضظغ. واستخدمه المسلمون في تثبيت التاريخ. لكل حرف مدلول رقمي يبدأ بالرقم 1 وينتهي عند الرقم 1000. 


فقمت بحساب جمّل الروح فكانت النتيجة ٢٤٥ و من ثم قمت بحساب جمّل جبريل فوجدته كذلك ٢٤٥. و من العجائب في بحثي لجمّل العبرية، و جدت أن جمّل جبريل هو ٢٤٦ و روح (بمعنى Breath) الله هو أيضا ٢٤٦ و كذلك مُختار أو مُصطفى الله كذلك ٢٤٦. و جمّل العربي لروح القدس هو ٤٠٩ و جمّل العبرية لروح الله كذلك ٤٠٩ هذه المناسبات لا أظنّها عبثا أو مصادفة والله أعلم و هناك الكثير الكثير لكن لو ذكرت شيئا منها لجعلت نفسي موضع تهمة الجنون لصعوبة استيعاب هذه الأمور.


و أما كون المسيح عيسى بن مريم كان مؤيدا بروح القدس فهذا يعرفه عامة الناس، و قد ذُكر ذلك في عدة مواضع في القرآن الكريم، و معروف عند المسلمين أن روح القدس المقصود به جبريل، بل حتى في الأناجيل المعروفة و عند النصارى بشكل عام أن الذي بشّر مريم هو جبريل، و في القرآن نجد التالي: ((اتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا)) و بهذا نكون قد أثبتنا أن جبريل عليه السلام هو روح القدس و هو الروح الأمين.

4 comments:

  1. Replies
    1. شكرا لك أخي سعيد، الله يحفظك

      Delete
  2. أنا خلصت بعد تقاطع التفاسير لما يلي:أن النفس ما هي إلا كقرص صلب..تقوم طوال حياتك بملئه بالمشاعر والذنوب والحسنات والوعي
    وتشكيل هويتك بعدما كنت خاويا..
    تأتي يوم القيامة وتزوّج النفوس سوية..جسدك الذي كان نفسا بريئة مع ما تطورت عليه حتى مماتك..
    يتم إنشاء جسدك مرة أخرى يوم القيامة، وتزوّج بنفسك الت يمت عليها..
    هذا هو أقرب تفسير لتعريف النفس..
    والروح ما هي أرضية هذه النفس للنمو فاما ان تفجر واما ان تتقي

    ReplyDelete