Thursday, December 4, 2014

على ساحل القرآن - بسم الله الرحمن الرحيم - الجزء الثاني




السلام عليكم ورحمة الله و بركاته, هذه المشاركة تكملة لما قبلها, وقبل البدأ أحب أن أوضّح أمرا وهو أني عندما أقول: "الحكمة من ذلك" أو "الحكمة في قوله ذلك" إنما أقصد بالحكمة التي فهمتها أنا. ربما ما فهمته أنا يوافق الحكمة الإلهية من الآية أو لا يوافق فالله وحده أعلم بذلك. فإن الله قد يضع في الآية الواحدة ألف ألف حكمة قد تبدو لي شيء منها و قد لا تبدو لي أي شيء. فأتمنى من يقرأ كلامي أن لا ينشر بين الناس أو يفهم من قولي بأن هذه الحكمة التي أرادها الله فأنا في الحقيقة لم أتكبر لأصل إلى هذا الحد من الغرور و لا أجرؤ على ذلك. وعودة إلى الموضوع و تكملة لما بدأته, قد تتساءل أيها القارئ, ما الحكمة من اشتمال البسملة على الأسماء الثلاثة: الله, الرحمن, الرحيم؟

أقول والله أعلم بأن في البسملة أخصّ أسماء الله. فاسم "الله" هو الاسم العلم الجامع لجميع الأسماء الحسنى ولوازمها الكمالية, ومن ثم ذكر الاسم العلم الآخر وهو الرحمن الاسم الدال على جميع أسماء الجلال ولوازمها الكمالية وأخيرا فيه اسم الرحيم الدال على جميع أسماء الجمال ولوازمها الكمالية. فأنت حينما تقول بسم الله كأنك ابتدأت استعانة بالله و لله ومن الله, فإن أردت أن تقاتل عدوا قلت بسم الله لأن اسم الله يدل على اسم "العزيز" و "القوي" و "العظيم" و غيرها من الأسماء, فإن أردت أمرا تحتاج فيه إلى رحمة الله ومغفرته و ما أشبه ذلك قلت بسم الله, فإن اسم الله يدل على اسم "الرحيم" و "التواب"...الخ فاسم الله يدل على جميع الأسماء الأخرى, ففي أي موضع أو وضع كنت فيه حسن أن تبدأ قبل أي شيء ببسم الله. وأما عن الرحمن في البسملة فمثل ما قلت في اسم الله ولكن من تأمل مواضع ذكر اسم الرحمن في القرآن لوجد أنه عادة فيه من أسماء الجلال أو صفات الجلال (إن جاز التعبير). و الفرق بين أسماء الجلال و أسماء الجمال هو أن أسماء وصفات الجلال هي صفات العظمة والتي تبعث في القلب خشية الله وتعظيمه فمن هذه الأسماء "الملك" و "العزيز" و "الجبار" و "المتكبر" و "العظيم" وغيرها من الأسماء. أما أسماء الجمال و صفات الجمال فهي التي تبعث في القلب الرجاء و الأمل و حب الله والرغبة فيه مثل "الرحيم" و "التواب" و "الغفور" و "الرؤوف". لذلك عندما تبدأ بأمر وتريد فيه شيء من معاني أسماء الجلال و العظمة يكون اسم الرحمن هو الاسم الجامع لهذه الأسماء الأخرى, و عندما تريد أن تبدأ بأمر و تريد أن تستحضر معاني الجمال ذكرت في البسملة "الرحيم".

أذكر يوما كنت زائرا لاحدى دوائر حكومة دبي, فجاءت متعاملة هندية تريد إنجاز معاملتها إلا أن الموظف رفض انجاز المعاملة لأن بعض المستندات ناقصة فغضبت المرأة ورفعت يديها وقالت أعوذ بالله منك أعوذ بالملك أعوذ بالعزيز أعوذ بالجبار أعوذ بالمتكبر...الخ" وبينما تذكر هذه الأسماء ضحك الموظف لأنها بدأت وكأنها تخرف و تركها لكني انتظرت أريد أن أعرف ماذا ستفعل, و الغريب أنها ذكرت جميع أسماء الجلال التي أعرفها وتكرر, فذهبت إلى المدير قلت له انجز معاملتها خير من أن يحصل أمر سوء لموظفك! ولا أعلم ماذا حدث بعدها فقد كنت زائرا للدائرة ولم أكن موظفا فيها. لكني الآن و أتذكر هذه الحادثة وأقول لو أنها قالت كما قالت مريم عليها السلام لكفتها: ((قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا)). فأنت عندما تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم أولا استحضرت الاسم الجامع لجميع الأسماء الأخرى وبعدها استحضرت الاسم الجامع لجميع أسماء الجلال وأخيرا استحضرت الاسم الجامع لجميع أسماء الجمال. والحقيقة إن تأملت البسملة وجدت شيئا يسيرا من عظيم رحمة الله بك,  فأنت بدلا من أن تقول بسم الله العزيز الجبار المتكبر القوي الملك أو بسم الله الرحيم التواب الغفور الرؤوف اختصرتها وقلت بسم الله الرحمن الرحيم.

ثم هناك لطيفة أخرى وجدتها في ذكر هذه الأسماء في البسملة (الله, الرحمن, الرحيم) ولكن قبل ذلك أحب أن أقول بأن الشيخ ابن تيمية رحمه الله قد قسّم التوحيد إلى ثلاثة أقسام من أتاها كاملة فقد أتى بالتوحيد المطلوب و هو: "توحيد الألوهية" و "توحيد الربوبية" و "توحيد الأسماء والصفات" وأنا لن أتطرّق إلى مشروعية هذا التقسيم و ما الحكمة من هذا التقسيم وماذا قيل فيه وغير ذلك فإنكم ستجدون ذلك في كتب العقيدة. و لكني أقول بأن اسم الله يدل على الألوهية و اسم الرحمن يدل على الربوبية و اسم الرحيم يدل على "الأسماء و الصفات" (إن جاز التعبير). ولذلك تجد في القرآن عند الحديث في العبادة و ما يتعلق بها من توحيد الله ستجد اسم الله غالبا, وأما ما يتعلق بمعاني الربوبية فإنك غالبا ستجد اسم الرحمن. وأي أمر يتعلق بالتعريف بالله سبحانه وتعالى لخلقه أي من منظورهم ستجد اسم الرحيم أو لوازم هذا الاسم ولكن تفصيل الأخير يطول وذلك لابد من شرح كل آية والبحث فيها و الحقيقة لا أزال أقوم بهذا البحث.

مثال الأول (أقصد الألوهية) : ((وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)) و أيضا قال سبحانه: ((الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)) فهذه كلها أمور تتعلق بالعبادة و أمور خاصة بالألوهية. وأما مثال الثاني: ((تنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)) و ((الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ البَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ)) كلها في الخلق و هي من شؤون الربوبية ألم يقل الله سبحانه في بداية الفاتحة بأن الحمدلله (رب العالمين) !  ومن الآيات أيضا ((قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ)) وانزال القرآن وهدى الدلالة وتربية الخلق من الربوبية. وأما مثال الثالث: ((أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)) و قال سبحانه: ((وَاسْتَغْفِرُوا رَبّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيم وَدُود)) فهذه أخبار و وصف لله سبحانه وتعالى. فكأن في البسملة جمع جميع أصناف أسماء الله, الألوهية و الربوبية و الأسماء و الصفات ولكن لا أقسّم التوحيد ثلاثة أقسام ولكني أصنف أسماء الله إلى أصناف أو كما يقال باللغة الإنجليزية Categorization أو Classification و مثلما قلت سابقا أسماء جلال و أسماء جمال, و هذا من منظور آخر, أمور تتعلق بالألوهية و أمور تتعلق بالربوبية...الخ.

ثم هناك معنى آخر من ذكر الرحمن الرحيم في البسملة. قال الله سبحانه وتعالى في كتابه: ((ويبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام)) و قال في موضع آخر ((تبارك اسم ربك ذي الجلال و الإكرام)) و فيما يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "اللهُمَّ أنتَ السَّلامُ و منكَ السَّلامُ تباركتَ يا ذا الجلالِ و الإكرامِ" و كثير من الصالحين يقرنون الجلال و الإكرام في أدعيتهم. تأمل ما قلته سابقا في معنى اسم الله الرحمن والرحيم لوجدت أن اسم الرحمن يدل على الجلال و الإكرام ضمنيا وخاصة إن ذكر من غير اقتران اسم الرحيم, و لكن إن قرن باسم الرحيم فالله أعلم وكأن اسم الرحمن يتضمن الجلال و الرحيم يتضمن الإكرام. فعندما قال الله سبحانه وتعالى: ((تبارك اسم ربك ذي الجلال و الإكرام)) كأنه جمع جميع أسماء الجلال و الجمال. فاسم الله العلم يحتوي هذه المعاني, و اسم الرحمن العلم يحتوي هذه المعاني. فكأن اسم الرحمن الرحيم أصل للجلال و الإكرام. كما نقول بأن الله أصل لجميع أسماء الله الأخرى.

قال الله سبحانه وتعالى: ((الله لا إله إلا هو الحي القيوم)) و ((وعنت الوجوه للحي القيوم)) وكثير من العلماء ذهبوا إلى أن اسم الله الأعظم هو "الحي القيوم" وذلك لاعتمادهم على فهمهم لرواية ينسبونها للنبي صلى الله عليه وسلم في موضوع اسم الله الأعظم. لن أتطرّق وأفصّل ما هو اسم الله الأعظم ولكن أقول بأن اسم الله يدل على "الحي القيوم" و جزء من معاني اسم الله "الرحمن" فإن الحي القيوم من شؤون الربوبية. فأما الحي فيعني كامل الحياة و هو اسم يحتوي على جميع أسماء الكمال أو الصفات الذاتية (إن جاز التعبير) كالعلم و القدرة و السمع و البصر و ما إلى ذلك. والقيوم هو كامل القيومية الذي قام بنفسه واستغنى عن كل شيء و يقوّم كل شيء ولولا قيوميته لم يبقى شيء في العالم سوى الله. وأيضا اسم الله "الرحيم" يدل على "الحي القيوم" فإن الرحيم كما أنه يدل على رحمته التي شملت كل شيء فإنه يدل على الذات العلية أي يدل على اسم "الحي" و كذلك يدل على اسم "القيوم" فإن كل مخلوق في هذا العالم بحاجة إلى الله و لولا رحمة الله لما أمدّهم بما يحتاجونه لبقائهم. فلولا قيومية الله لم يبقى شيء من العرش إلى الفرش طرفة عين وذلك لأن قوام كل شيء به سبحانه وتعالى. فعندما تقول بسم الله الرحمن الرحيم تتذكر ذو الجلال والإكرام وتستحضر معاني الحي القيوم.

فإن فهمت ذلك فهمت لماذا نُسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا القول: "كلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يبدأُ فيه ببسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ أقطعُ" وإن كان سند هذا الحديث لا تطمئن إليه نفسي إلا أن المعنى صحيح إن شاء الله. بيان ذلك أن الأقطع بمعنى المقطوع, ومن ابتدأ أمرا بغير ذكر الله سواء بالحمدلله أو بسم الله فهو ناقص نوعا ما. وذلك لأنك إن ابتدأت ببسم الله الرحمن الرحيم فكأنك اعترفت واستعنت بالله فوافق لسانك ما كان في قلبك إن كان هذا الذكر (بسم الله) في قلبك. أما إن لم يكن لا في قلبك و لا في لسانك فلا شك بأنه أقطع وهذه من نتائج الغفلة. والعمل قد يكون مقطوعا لا بمعنى أنه لن تستطيع أن تنجزه لكن قد لا تكسب منه أجرا. فإن حصلت على الأجر قد لا تحصل على كمال الأجر فربما كنت ستحصل أضعاف ما حصلت عليه لو ذكرت الله وابتدأت بذلك. وخاصة أن الحسنات تجرّ بعضها بعضا. فإن أنت ابتدأت بذكر الله مثلا وقلت بسم الله تفهم ما تعني هذه الكلمة و أيقنت في قلبك ما فيها من معان عظام لا شك بأنها ستكون كحاجز بينك و بين ارتكاب المعاصي. تخيل أنك خلوت بنفسك وأردت مشاهدة الحرام ثم فتحت جهازك ببسم الله! ما الذي ستشعر به؟ لا شك بأنك ستشعر بالخجل إن كان لك قلب. تريد أن ترتكب هذه المعصية بفضل نعمة الله عليك حيث خلقك و صورك وسواك ثم أعطاك القدرة على استطاعة ما تريد أن تفعله ثم إنك حين تبدأ ببسم الله وكأنك كما ذكرت سابقا تقول هذا العمل لله و أنت تعلم بلا شك بأن الله لا يقبل إلا طيبا فتستحي أكثر و أكثر, ثم أخيرا تستعين على معصيته طلبا معونته! فأنت يا مسكين كمن يطلب من ملك من ملوك الدنيا أن يهيأ له غرفة لكي يقضي شهوته مع محارم الملك. يا ترى ما الذي سيفعل بك الملك؟ لا أكاد أشك بأنه سيقتلك أو يعذبك عذابا شديدا, هذا هو الملك الذي ليس له القدرة المطلقة وعقابه محدود وربما تنجو من عقابه فما بالك بقدرة الله عليك في الدنيا والآخرة!؟ ولله المثل الأعلى, فإن أنت بعد استحضارك لهذه المعاني بقولك (بسم الله الرحمن الرحيم) فانتهيت عن ارتكاب المعصية لرجوت أن تكون كأصحاب الصخرة, الذين حفظنا قصتهم ونحن صغار وهي من القصص المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم وأسرد لك لتعتبر.

"انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعو الله بصالح أعمالكم، فقال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا، فنأى بي في طلب شيء يوما فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج))، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وقال الآخر: اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي فأردتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها))، قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الثالث: ((اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين، فقال: يا عبد الله أَدِّ إلي أجري فقلت له كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فقال: يا عبد الله لا تستهزىء بي، قلت: إني لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا، اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون"

فإن أنت كنت ممّن استحضر بعض معاني عظمة الله ومراقبته و معونته في قولك: (بسم الله الرحمن الرحيم) لرجوت أن تكون كالثاني الذي ترك الفاحشة تحرّجا عندما استحضر مراقبة الله. أما إن لم تنتهي عما تريده من شر بعد استحضارك هذه المعاني و ارتكبت المعاصي والفواحش فكبر على قلبك أربعا فإنه لا قلب لك و أعلم بأنك من شر خلق الله إن لم تتب وتدعو الله أن يرزقك قلبا أو يحيي قلبك! وكأن الإيمان انسلخ منك فلم تخشى الله و لم تستحي منه كما تخشى و تستحي من الناس ويا مسكين لك أن تتخيل ما حالك يوم القيامة وأنت استهنت بالله هذه الاستهانة العظيمة. فإن تفكرّت في ما كتبته فهمت ما معنى "كلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يبدأُ فيه ببسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ أقطعُ". و أقف هنا إلى أن ألقاكم في الجزء الثالث في محاولة لاستخراج و فهم معاني (بسم الله الرحمن الرحيم) أسأل الله أن يعلمني ويوفقني و يهديني ويرشدني ما فيه صلاح في ديني ودنياي وكذلك كل من يقرأ كل هذه الكلمات.

No comments:

Post a Comment