السلام عليكم و رحمة الله و بركاته… أخصص هذه المشاركة لإبداء بعض ملاحظاتي عن حال بعض الناس. (لا أقصد فيها التعميم فإن ظهر من كلامي ذلك فاعذروني قد أكون مخطئا في التعبير)… المهم، لاحظت أن كثيرا منا لا يكون بعيدا إن وصفناه بأنه انسان ببغاوي! إنسان يظهر للناس بأنه مثقف وارتقى درجات في العلم و الثقافة و الفهم إلا أن أفعاله تثبت بأنه لم يتطور بعد، بل إنسان ببغاوي… تجده يُقلد من الجمهور أو “النمط السائد” لا يقلده أو يُقلد من لا يرضاه العوام، و هو في ذلك يظن بأنه مختلف عن الآخرين إلا أنه لم يخترق عالم التقليد بعد. تجد هذا المقلد ينكر كل شيء يحترمه السائد! لماذا؟ لأنه بإنكاره هذا يحقق لنفسه شهرة و قبول عند فئة من المقلدين الذين لا يشعرون بأنهم مُقلدون أقصد أتباع منهج “خالف تعرف”! و طبعا بسبب قلة الثقة بالنفس تجد أكثر المشجعين لهذا المقلد هم أولئك الذين فقدوا الثقة بأنفسهم و الذي لاحظته و قد أكون مخطئا الغالب عند مجتمعاتنا العنصر النسائي، والأسباب معروفة لكن يطول ذكرها.
ألا ترونهم يُصرون على ترقب و تصيد أخطاء العلماء أو الذين يظهر من مظهرهم أنهم متمسكون بمعتقداتهم الدينية؟ ألا تراهم يقعون في التعميم المنكر في انكار التراث و هم لم يقرؤوا تراث عالم واحد فضلا عن قراءة تراث طائفة من المسلمين فضلا عن قراءة تراث الإسلام! و هذا سببه ماذا؟ يحكم على هامة و علم من أعلام المسلمين بأنه كان سببا في تخلف المسلمين أو يحمله أخطاء و ذنوب ومساوئ لأنه فقط قرأ في كتاب ما انكارا و سخرية و استهزاء بهذا العلم!أو استمع لمفكر أو شخصية مشهورة أو شخص أعجب بهيئته و طريقة خطابه فيقلد سخرية من يحب ليسخر من العلماء أو الذين لهم حضور بين المجتمع من الناحية الدينية. أي الذي فعله في واقع الأمر انه استمع لطرف واحد و تجاهل الآخر! هذا الإنسان في الحقيقة لم ينصف بعدم تحقيقه في الأمر!
و إن أنت سألت ما الذي أعجبك في هذا المفكر الذي تُقلده (طبعا سينكر بأنه يقلده لكنه مقلد و هو لا يشعر)؟ الغالب لن يكون علمه لأني كما قلت في مقالات سابقة، كثير من هؤلاء لا يتمتعون بفهم عميق وليس عندهم تحقيق و تخصص في العلوم التي يخوضون فيها! فربما سبب التقليد الأساسي “مظهر” هذا المفكر، وسامته، طوله، أسلوبه في الكلام، فالإنسان يكون متبعا لهواه و هو لا يشعر. لا أطالبك بأن تصدق ما أقوله، كل ما عليك أن تختبر كلامي بالتجربة، انظر من هم أكثر من تبغضه أو تريد أن تنكر عليه و انظر من هو أكثر من تتفق معه؟ الغالب شخص له جمال، فكثير من هؤلاء الرجال تراهم يتفقون مع رجل له جمال أو امرأة و إن كانت لا تحظى بحظ كبير من الجمال! أما النساء فستجدهن يتفقون مع مفكر صاحب جمال أو بنية سوية أو كاتب تعود في كتاباته “التميع” أو شخص يحاول أن يكون “مخلص النساء، مدافع عن حقوق المرأة و حرية المرأة” و هكذا. بل حتى الذين لهم حظ و ارتقوا بعض درجات في رحلة تزكية النفس، تجده فريسة التقليد و هو لا يشعر، لكنه بفضل تزكية نفسه لا يُظهر ذلك لأحد أو لا يفهم ما الذي يحصل له! إنما يجد في نفسه استبشارا إن وافقته امرأة أكثر من استبشاره من موافقته رجل، أو لا يجد في نفسه حزنا و غضبا عندما يقع أحد إخوانه المسلمين أصحاب اللحى في مشكلة أو يكون محل سخرية واستهزاء مثل ما يجده عندما يجد مفكرا له مظهر لا بأس به أو انسان غربي أو امرأة.
بعد قراءة كلامي هذا سيجد كثيرا من ضحايا التقليد أو ضحايا الشهوات الخفية بأن كلامي صحيح أو على الأقل قريب من الصحة، فلهذا ستثور أنفسهم و سيشعرون ببعض الضيق و الغضب من كلامي! و قد لا يشعرون ما سبب هذه النفرة مني! السبب إخواني أن “جهله و غروره و شهوته” أو لنقل باللغة الإنجليزية الـ“Ego” قد صار مكشوفا، و عندما تنكشف هذه الأمور و الصفات المذمومة، يحاول الـEgo بالتمسك بأي شيء آخر أو ستجد من ضحية نفسه الأمارة بالسوء ردة فعل همجية مليئة بالغضب ليعطي نفسه شعورا بالبقاء! و قد يفعل ذلك باتهامي بقبيح الصفات مثل التعالي على الناس أو التكبر أو الغرور و ما إلى ذلك. هذا الذي ذكرت قد يحصل لانسان فاقد الثقة بنفسه و فاقد الثقة بربه سبحانه و تعالى! أما المتواضعون، فلعلهم استفادوا من هذا الذي قلته في معرفة الذات و من ثم تجدهم لا يتكبرون عن محاولة لضبط النفس و تزكيتها. أرجو من الله سبحانه و تعالى أن لا يجعلني ضحية هذه الشهوات الخفية و أن لا يجعلني أضحوكة للعارفين و العقلاء. و إن كنت غارقا فيها فأرجوه سبحانه أن يؤتني من فضله فيخرجني من الذي أنا فيه و يؤتيني من لدنه علما و رشدا. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته…