Monday, January 9, 2012

كل من يحب الإمارات إلا و فيه شبه من "زايد"



كنت مترددا في طرح هذه المشاركة لكن قلت بما أن الخاطرة في بالي فلم لا أنشرها. عدة مرات في عملي أو زياراتي للمستشفيات أو غير ذلك يقول بعضهم: "فيك شبه من زايد" والله أعلم سبب قولهم ذلك و لن أبحث عن الأسباب فإن مثل هذه الأمور لا تعنيني إلا أني عادة أجيب بـ"جزاك الله خيرا" فإنه شبّهني برجل لم نعلم عنه سوى الخير. لكن كوني أعرف عدة أشخاص فعلا يشبهون الشيخ زايد خَلقيا قلت لابد أن أوضح بعض الأمور لهم. قبل بضعة أيام تكرر الموقف مع أحد كبار السن و بعد أن قلت له جزاك الله خيرا فقلت له يا عم: "كل من يحب الإمارات إلا و فيه شبه من زايد".


قد تتساؤلون كيف يكون كل إماراتي شبيها زايد؟ لا تستغربوا هذه المقولة مني فإنها مقولة صحيحة! نعم كل إماراتي يحب الإمارات إلا و فيه شبه من زايد, و أقصد بالشبه الشبه الأخلاقي, فإنه لا يشك اثنان في أن زايد كان يحب هذا الوطن و بذل الغالي و النفيس من أجل هذا الوطن. زايد رحمه الله لم يدّخر جهدا في خدمة هذا الوطن و السعي في تطوره و تماسك أطرافه. فمن كان من أبناء الإمارات يجد في نفسه حبا لهذا الوطن و أنه يبذل جهده لخدمة الوطن و يسعى في تطويره و حماية حمى الوطن فهذا فيه شبه من زايد, و هذه نقطة.

أما النقطة الثانية هو أنه ليس كل من كان يشبه شخصا كريما يصبح كريما, فليس كل عبد لبس لباس الأحرار صار حرا, و ليست كل صفرة تعتبر ذهبا. أنا أدعو إخواني و أخواتي أن لا يكون هدفنا هو فقط أن نشبه زايد في صورته أو تكرار كلامه و لكن في أخلاقه و كرمه و خدمته للوطن و أبناء هذا الوطن. بما أن من يحب شخصا تجده يحاول أن يتشبه به و ذلك بلبس نفس اللباس و تقليد نبرة الصوت و طريقة الكلام أو المشية وكثيرون هم الذين حاولوا أن يتشبهوا بزايد أو غيره من الشيوخ الكرام في صورهم, أقول إن هذا لا يغني شيئا, فالشبه الصوري شيء و الشبه الأخلاقي شيء آخر. فإننا لا نفتخر بزايد لمظهره الخارجي, و لا نفتخر بزايد بطوله أو مشيته أو طريقة كلامه, بل نفتخر لأنه اجتمع فيه أخلاق الكرام و قل أن تجتمع في رجل واحد. فاعلم عزيزي هو إن كان وجهك غني الشبه بزايد و كان مشيتك و نبرة صوتك مثل زايد فإنك لا تعني شيئا إن كنت مفلسا من مشابهة صفات زايد و أفعاله.

عرفنا عن زايد أنه كان بسيطا متواضعا و كان يحب هذا الشعب فأحبوه, كان يسعى في نشر الخير و يكف الشر عن الناس و أنه يتبسّم في وجوه الأغنياء و الفقراء بلا تفريق بينهما. عرفنا عن زايد أنه كان يسعى مع اللهفان و يساعد الضعيف و يقضي حاجة المحتاج و يصلح بين الناس و كان طيب الكلام مجتنبا القبيح منه. عرفنا زايد أنه شخص يحتسب الأجر من الله في أعماله, ألم يقل أنه أُعطي المال ليصرفه على المحتاجين؟ أين الذين يكنزون أموالهم و لا حظ فيها لفقير أو محتاج؟ أما سمعتم عن زايد أنه كان يأمر بالسعي في الخير و كان ينهي عن الفساد بشتى الوسائل؟ عرفنا عن زايد أنه يعود المريض و يجيب الدعوة و يمشي إلى المساجد و أنه يفي بالعهود و يؤدي الأمانة و ينصر المظلوم و يكرم العلماء و لم يكن يحقر المعروف. إن كانت فيك مثل هذه الأخلاق فإن فيك شبها, أما إن كنت تشبه زايد في صورته و لا تتحلى بالأخلاق التي تحلى بها زايد فإنك أبعد الناس شبها عن زايد. و أخيرا أقول أن من تشبه بزايد فإنه تشبه بالرجال الكرام, من اتبع آثار زايد و مشى على خطاه فإنه متبع خطى رجل مؤمن مصلح أجمعت الإمارات على حبه. و اعلم بأنك إن تشبهت بالكرام فإنك لا تتشبه بزايد فقط بل أيضا بمن سبقوه من الفضلاء. و من جمع أخلاقا حميدة فكان كريما في خلقه, رحيما على عباد الله فقد تشبّه بمن كان "خلقه القرآن" فداه أبي و أمي...


4 comments:

  1. This is the best post that you have written so far. I praise all who follows his lead because he follows Prophet Mohammed's lead. We are where we are because of him, we owe him EVERYTHING!
    الله يرحمة برحمته و يسكنه فسيح جناته

    ReplyDelete
  2. I am so glad you liked the post, I agree with what you said, just if we understand whats the source of this great man's actions we would come to a closer understanding on how to be similar to him.

    Thanks for your comment

    ReplyDelete
  3. الله يرحمه و يسكنه فسيح جناته.
    أنا أوافقك الرأي فإن التشبه تكون بالأخلاق و ليس بالمظاهر. و أنا من أشد المعجبين بمقالاتك المفيدة و الممتعة. أسأل الله أن يوفقك في حياتك. :)

    ReplyDelete
  4. أشكرك أخوي عمر و الحمدلله يجبك ما أكتب. شكرا لك أخوي و يسعدني متباعتك لي

    ReplyDelete