Monday, September 28, 2020

إبراهم و إبراهيم

 

هل سألت نفسك يوما ما سبب اختلاف رسم اسم إبراهيم في القرآن؟  إذ أننا نجد في سورة البقرة اسم إبراهيم من دون الياء و ذلك في السورة كلها، في حين أن رسم الإسم في باقي السور هي المعروفة لدينا جميعا و هي إبراهيم بالياء بعد الهاء. هذا الأمر حقيقة كان يحيّرني كثيرا و أتساءل لماذا هذا الاختلاف؟ لابد من وجود سر لكني لم أهتد إلى ذلك. طبعا عند أولئك الذين يعتبرون أن القرآن مكتوب بيد أكثر من إنسان فيمكنهم أن يقولوا أن أحدهم كتب إبراهيم و أحدهم كتب إبراهم بدون الياء و بالتأكيد هذا الاختلاف في الرسم قد يدخل شبهات في القلب. و لكن بالنسبة لي هذا لم يكن خيارا و ذلك لأني أعتبر رسم القرآن من الأمور التوقيفية، أي لا يدخلها الاجتهاد البشري. فإن كان كذلك فلابد من أمر لم أفهمه و دلالة ما غابت عني.


و هكذا لسنوات ظلّ هذا السؤال يحيرني إلى أن قرأت التوراة، و الحمدلله الذي هداني لذلك فوجدت اجابتي فيها، إذ أنك تجد في التوراة أن اسم إبراهيم كان ابراهم ثم صار ابراهام. و ذلك في سفر التكوين و إليكم النص المقصود: فَلاَ يُدْعَى اسْمُكَ بَعْدُ أَبْرَامَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِبْرَاهِيمَ، لأَنِّي أَجْعَلُكَ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ. فكما ترون تم تغير إسم إبراهيم بل أيضا مذكور سبب التغيير، (لأني أجعلك أبا لجمهور من الأمم). فاسم إبراهيم تغير من إبراهم إلى إبراهيم و لهذا فإن في سورة البقرة تكتب إبراهيم من دون الياء للدلالة على أن إسمه تغيّر. 


و هكذا إن وجدت أي كلمة في القرآن تكتب في آية برسم و في آية أخرى برسم مختلف فاعلم أن وراء ذلك دلالة و ليس ما يتوهمه الناس من اختلاف كتّاب الوحي.


No comments:

Post a Comment