Wednesday, April 20, 2022

في الأرض خليفة

 (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) {البقرة ٣٠}


هذه الآية تدلنا أنّ الإنسان خليفة في الأرض، وليس المقصد من الآية أن يكون خليفة في الكواكب التي في السماء، فلا أدري ما الذي يريد أن يحاوله الإنسان في سباقه لغزو الفضاء واستعماره الكواكب؟ لم يقل الله عزّ وجلّ: إني جاعل في السماوات والأرض خليفة، بل قال: في الأرض خليفة. 


محاولات الإنسان للعيش في الفضاء من التخيلات التي صارت أمنيات. الهدف منك أيها الإنسان أن تكون خليفة هنا في الأرض، وليس على المريخ أو الزهرة أو الكواكب الأخرى، أما من قال إنّ الأرض ربما يطلق على أي شيء غير هذا الذي نعيش عليه، أو كوكب في السماء أو ما شابه ذلك، فقد أبعد النُّجْعَة، وكلامه متهافت جدًّا يدلّ على قلّة فهم واستقراء يعزّ عليّ محاورته وقد كفاني المفسرون العالمون باللغة هذه المشقّة و ذلك لأنه ليس في القرآن و لا في التوراة و لا الأحاديث النبوية و لا في أقوال الصحابة أو أناجيل النصارى أو مرويات التابعين من قال أن الأرض عبارة عن كوكب.


هذه الآية جعلتني أشعر أنّ للأرض أهمية كبيرة، وذلك من ردّ الملائكة الذي يوحي وكأن في ردّها اهتمام خاصّ بالأرض. أعرف جميع الآراء التي قيلت، وكُتبت عن ردّ الملائكة، لكن لم أقرأ بعد ماذا لو أنّ الملائكة أرادت أن تكون خليفة الله على الأرض، أي تعيش على الأرض؟ محتمل، أليس كذلك؟ ربما! لكن لنفترض ذلك، إن استطعنا أن نفترض ذلك السؤال الذي ينبغي أن يُطرح: ما سبب اهتمام الملائكة بالأرض إن كانت هي ذرة في الفضاء تسبح في المجرة؟ المعروف أن الملائكة تعيش في السماوات العلى، ما الذي يجعلها مهتمة بها؟ ألا يشير هذا إلى أنّ للأرض مكانة حتى عند الملائكة، ولا أستطيع أن أتخيّل هذه المكانة للأرض الكروية الحقيرة الحجم مقارنة بالسماء، لكن إن قلنا إنّ الأرض حجمها يقابل ما فوقها من السماوات هنا يصير الأمر مفهوما، وحُقّ بعد هذا لجميع المخلوقات أن تتمنى الخلافة عليها.


No comments:

Post a Comment