(أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا) {سورة المرسلات ٢٥}
هل سألت نفسك يوما ما معنى كفاتا؟ المراد من الآية واضح، لكن لا بأس أن نتوقف قليلا و نقرأ ما قال الناس في معنى كفاتا؟ في اللغة كما قال ابن جرير الطبري: "(كِفاتاً) يقول: وعاء تقول: هذا كفت هذا وكفيته، إذا كان وعاءه." وقال الزمخشري: ”الكفات من كفت الشيء إذا ضمه وجمعه وهو اسم ما يكفت، كقولهم الضمام والجماع لما يضم ويجمع، يقال هذا الباب جماع الأبواب“. وقال ابن عاشور: "وكِفَات اسم للشيء الذي يُكْفَت فيه، أي يُجمع ويُضَمّ فيه، فهو اسم جاء على صيغة الفِعال من كَفَت، إذا جَمَع، ومنه سُمي الوعاء كفاتاً، كما سمي ما يعي الشيء وِعَاء، وما يَضُم الشيء الضِمام".
مفهوم كون الأرض وعاء للأموات لكن كيف تكون الأرض الكروية وعاء للأحياء؟ إن فهمت أن الأرض مسطّحة وأطرافها أعلى من الخلق فهذا يوضح لنا أنّ الأرض كالوعاء وهي تجمعنا وتضمنا وتكفتنا من الخروج أحياء و أمواتا، و في الآية ما قد يُفهم المتدبّر لكتاب الله مثل الذي ذكرت، و هذا الفهم يستقيم تماما مع قوله عزّ وجلّ: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ)
No comments:
Post a Comment