Monday, March 14, 2022

اجتماع الجسيمات

 


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، هذه مشاركة جديدة أعود فيها إلى الانفجار العظيم، على فرضية حدوثها، هناك أسئلة يجب أن نقف عندها، منها الطريقة التي يمكن أن تتشكل بها ذرة هيدروجين واحدة؟ فضلا عن أي غيم/سحاب/ضباب مكون من غازات! 


أولا بالنسبة للجزيئات المتسارعة في الخارج. كيف اتحدّت الجزيئات؟ يبدو هذا السؤال غريبا، لكن تفكّر لحظة، عندما تندفع الجزيئات أو الجسيمات للخارج من الانفجار المركزي فمن المفترض أنها تتباعد عن بعضها البعض و تستمر في التباعد أكثر فأكثر


و من المفترض في نموذج الانفجار العظيم الأولي، أن الفضاء الخارجي ليس فيه احتكاك و هذا يعني أنه لن يكون هناك طريقة للتأثير على هذه الجسيمات لنقل على سبيل المثال إبطاؤها. 


إذ أن الانفجار العظيم حدث في مساحة فارغة خالية من جميع المواد إلى أن امتلأ الكون بالمادة بعد هذا الانفجار العظيم التي تسارعت و تدفقت إلى الخارج. فإن كان الأمر كذلك، إذن لن تكون هناك طريقة يمكن أن تتباطأ بها الجسيمات التي ذكرتها بادئ الأمر. بل عليها، أعني الجسيمات، أن تحافظ على نفس السرعة و الاتجاه إلى الأبد. لأنها جسيمات تتحرك للخارج عبر مساحة فارغة، و بما أنه لا توجد طريقة لتغيير اتجاهها فمن باب أولى أنها لن تتمكن من الاجتماع ببعضها و الدوران حول بعضها البعض. خاصة أنها تتحرّك بسرعات عالية جدا جرّاء الانفجار و هذا يعني أن كل مسافة سيفصلها عن بعضها البعض. 


 و بما أنه لا توجد طريقة لتغيير اتجاه و سرعة جسيم واحد فضلا عن مجموعة من الجسيمات، ستستمر الجسيمات للتسارع الخارجي و لن تتباطأ أو تغير من اتجاهها، ماذا يعني هذا؟ يعني ذلك أن الجسيمات لن تتشكل في ذرات أو تتجمع في غيمة/سحابة/ضبابة غازية بل هي بحاجة إلى زخمٍ زاوي و على فرض وجوده سيكون هناك عدة اشكاليات على مجالات أخرى أعرض عن ذكرها. 


السؤال كيف يمكن أن تنشأ الهياكل الذرية؟ ذرات الهيدروجين و الهيليوم لها هياكل ذرية معقدة. كيف تحوّلت تلك الجسيمات التي هي مندفعة للخارج و تنفصل باستمرار عن بعضها البعض أن تغير في واقعها الذي يكاد يكون جبريا للتأثير على نفسها بنفسها و من ثم ترتيب نفسها و بالتالي أن تصير إلى هياكل ذرية معقّدة؟ تخيّل تمكّنت هذه الجسيمات بطريقة أشبه أن تكون سحرية، بالتأثير على سرعتها و حركتها و اتجاهها و كوّنت أخيرا السحب الغازية أو الغيوم الكونية. سبحان الله! 


على حسب كلامهم فإن جزيئات الغاز (أعني الهيدروجين و الهيليوم أو إحداهما) في الفضاء الخارجي مفصولة عن بعضها البعض بشكل كبير. الغازات الموجودة في الفضاء الخارجي لها كثافة قليلة، نادرة جدا في الوجود (و هم يحتاجون ذلك كي لا يقعوا في ورطات أخرى مثل الثقب الأسود و ما إلى ذلك) فإن كان كذلك كان ينبغي أن تكون الذرات أكثر تباعدا، فإذن كيف تكتّل الهيدروجين أو الهليوم في الفضاء الخارجي معا؟ 


الغازات في الفضاء الخارجي لا ينبغي لها أن تتكتّل و هذا هو الواقع الذي نشهده في الأرض من كون الغاز بطبيعته ينفصل لا يجتمع. و على أية حال، فإن الغاز في الفضاء الخارجي لا ينبغي له أن يتكتل و بالتالي لن يستطيع الغاز تكوين جاذبية متبادلة كافية لتوحيده و هذا يعني أنه لن يكون بمقدوره تشكيل نفسه ليصير نجما. 


لنفترض أنها بقدرة خارقة للعادة استطاعت الغازات تكوين النجوم، بمجرد تكوين النجمة، كان ينبغي أن تمتص الغاز بداخلها عن طريق الجاذبية. التحديات كثيرة، و الضربات حقيقة موجعة، إلا أن الناس يستمسكون بمثل هذه النظريات و لا يفكّرون حتى في مراجعتها تماما كطفلة عنيدة متمسكة بدمية مهشّمة لا رأس و لا يد و ملابس قد تكون بالية. كما تحاول الطفلة أحيانا معالجة دميتها فتسبب في تلف جديد، كذلك القوم، يقومون بترقيعات جديدة تعالج جانبا منمنظومة الهايدرا أو الأخطبوطإلا أنها تُفسد في جوانب أخرى. والله هو الأول و الآخر و الهادي إلى صراط مستقيم، و إليه المنتهى.


No comments:

Post a Comment