Wednesday, March 9, 2022

عمر الشمس

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. يقولون إن الشمس نشأت  قبل حوالي ٤.٦ مليار سنة و يزعمون أن ما بقي من عمر الشمس حوالي ٥ مليار سنة. و هذا يعني أن الشمس قضت تقريبا نصف عمرها المفترض. للأسف كثير من الناس يأخذون هذه المعلومات من دون أن يحللوا فيها أو يفهمون لوازمها. ماذا يعني أن عمر الشمس تقريبا ١٠ مليار سنة، في حين أن الأرض نشأت قبل ٤.٥ مليار سنة و مضى من عمر الشمس ما ذكرت!؟ يعني ذلك أن الشمس استنفدت نصف مخزونها من الطاقة، بمعنى نصف الهيدروجين الموجود في لب الشمس قد اُستبدلت بالهيليوم. و هذا التغيير العظيم في التركيب الكيميائي ينبغي أن يغير بنية النواة و بتغير بنية النواة يجب أن تتغير الهيئة و الهيكل العام للشمس أيضا بحيث تكون الشمس اليوم أكثر سطوعا مما كانت عليه قبل ٤.٦ مليار سنة.


ما لا يخفى علينا أن تغيير في الشمس له عواقب وخيمة، على الأقل هذا ما نعرفه و نحن نسمع لأهل الاعجاز و رسل المجتمعات العلمية المعاصرة. مشهور عند المجتمعات العلمية أن التقلبات الصغيرة في سطوع الشمس سيكون لها عواقب مدمرة على مناخ الأرض. من المفترض أن يؤدي التغيير بنسبة تقريبا ٤٥٪ في لمعان الشمس إلى تغيرات مناخية دراماتيكية.


أليسوا هم القائلين وفقا لنظرية التطور أنه منذ حوالي أربعة مليارات سنة نشأت الحياة على الأرض، و هم يقولون لكي تنشأ الحياة لابد أن تكون درجة الحرارة قريبة من درجة الحرارة اليوم، أليس كذلك؟ ولكن إن كان الأمر كذلك فإن الزيادة اللاحقة في لمعان الشمس ستجعل الأرض شديدة الحرارة بحيث لا تصلح الحياة فيها. 


فإن قال قائل إن الأرض كانت أكثر برودة مما هي عليه اليوم وأن حرارتها ترتفع ببطء مع مرور الوقت سأقول كلامك يعارض ما يعرفه علماء الجيولوجيا إذ بملاحظة لسجل الصخور أن متوسط ​​درجة حرارة الأرض لم يتغير كثيرا بعد مضي ٤.٥ مليار سنة! و ليس فقط علماء الجيولوجيا من هم بحاجة إلى متوسطات حرارة متقاربة بل حتى علماء الأحياء يحتاجون إلى متوسط ​​درجة حرارة ثابتة لتفسير نشأة الحياة وتطورها. 


و هذا الأمر في حقيقته يسبب تحديات على عدة مستويات و في مختلف التخصصات، تحديات في تفسير أمور لها علاقة بالكونيات و تحديات لتفسير مكونات و هيئة المريخ مقارنة بالأرض و الزهرة و تحديات بالنسبة لتطور الغلاف الجوي، و تحديات جيولوجية بشكل عام و تحديات في الأحياء و الكيمياء…الخ و هذه هي العادة في هذه العلوم، ما أن يأتون بتفسير إلا تجد هذا التفسير يتناغم من جهة أو يقدم حلولا من جهة إلا أنه يهدم من جهة أخرى مسببا الفوضى في مجالات عدة و هذا أمر متوقّع و السبب > ((وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَٰفًا كَثِيرًا))


يُقال إن الغلاف الجوي بادئ الأمر احتوى على كمية أكبر من غازات الاحتباس الحراري مثل الميثان مما هو عليه اليوم. كان من الممكن أن ينتج عن هذا متوسط ​​درجات حرارة قريبة من تلك الموجودة اليوم و مع زيادة سطوع الشمس تدريجيا من المفترض أن يكون الغلاف الجوي للأرض قد تطور معها بحيث تقل كمية الغازات الدفيئة Greenhouse Gases ببطء لتعويض زيادة سطوع الشمس.

No comments:

Post a Comment