Wednesday, March 23, 2022

عمر و جيولوجيا المريخ

 


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. تكلمت في مقال سابق عن عمر الشمس و مشكلة تحديدهم لعمرها مع بعض النماذج المتبناة اليوم في الكونيات. و تكملة على ما ذكرت هناك أضع بين أيديكم هذا المقال لكن هذه المرة عن المريخ. 


يُقال بأن درجة حرارة المريخ شديدة البرودة بحيث لا تسمح بوجود الماء على سطحه. لذلك في الماضي السحيق فإن درجة حرارة الغلاف الجوي للمريخ ينبغي لها أن تكون أكثر برودة لأن الشمس كانت أكثر برودة في تلك الفترة. 


و ما ذكرت فيه تحدٍ، و ذلك لأنهم يقولون إن كميات كبيرة من الماء السائل كانت فوق سطحه في الماضي و السبب في هذا الافتراض جيولوجيا المريخ أو ملامح التآكل تلك التي يرونها بعدساتهم و لكن كيف يستقيم ذلك و الشمس حينها كانت أقل لمعانا أو Fainter مما هي عليه اليوم و هذا يعني أنه ينبغي للمريخ أن يكون أكثر برودة من اليوم و هذا يسبب تهديدا للنموذج المعتمد اليوم. 


فإن المريخ اليوم بعيد جدا عن الشمس لدرجة أن الماء كما يُقال تجمد وحينها أي قبل مليارات السنين كانت البيئة الإشعاعية أسوأ بالنسبة للمريخ مقارنة باليوم. إذ أن الشمس كانت تسطع بثبات مع مرور الوقت و كانت الشمس قبل أكثر من أربعة مليار سنة تبعث الضياء و الحرارة أقل مما تبعثها اليوم.


و بما أنّهم شعروا بعظيم المشكلة التي تواجه نماذجهم و نموذج مركزية الشمس بالتحديد، اضطروا بتقديم فرضيات لتشكّل جيولوجيا المريخ بغير الماء لكنها فشّلت، أو لنقل لم تسلم أي منها من انتقادات قوية موجّهة ضدّها. 


و عندما لم ينجحوا في ذلك قام البعض منهم بالتشويش، أعني بذلك بافتراضات وجود غازات دفيئة أنتجت تأثير الاحتباس الحرار مما حافظت على المياه في ذلك الوقت. 


و لكن هذا لا يحل الإشكال، إذ أن الغلاف الجوي للمريخ يُقال أنها يحتوي على ثاني أكسيد الكربون و أول أكسيد الكربون و بخار الماء فكيف تصمد؟ هذه الغازات كانت ستتكثف خارجها بسرعة كبيرة مما يعني أنه ستكون هناك حاجة ماسة إلى المزيد من ثاني أكسيد الكربون لتسخين الغلاف الجوي لتعويض مشكلة التكثيف، لكن من أين كانت ستأتي ثاني أكسيد الكربون الإضافي. بمجرد وضعنا في الاعتبار عمر الأرض حسب فرضياتهم تدرك أنّ هناك مشكلة سيكون لها أثر كأثر دفع قطعة الدومينو الأولى و تليها مجموعة كبيرة من قطع الدومينو مصطفة، ما الذي سيحدث؟ هذا ما سيحدث إن اعتبرنا جميع نظرياتهم من دون أن نتنازل عن واحدة منها. 


على أية حال، فإنه عند ضغوط عالية من ثاني أكسيد الكربون و انبعاث حراري شمسي منخفض سيشكل ثاني أكسيد الكربون سحبا من الجليد ثاني أكسيد الكربون لكن عملية تشكيل السحب تلك ستؤدي في الحد من الاحتباس الحراري. ثم إن ذلك سيؤدي لتأثير ثاني أكسيد الكربون على الأرض بانعكاس ضوء الشمس عن طريق الغطاء السحابي و بالتالي عندما يكون الضغط الجوي في ازدياد و زيادة انبعاث و تناثر ضوء الشمس مرة أخرى في الفضاء مما سيؤدي إلى تبريد المناخ بشكل أكبر و هذا لن يحل الإشكال أبدا بل يزيد الطين بلة على عدة مستويات. 


فإن قيل أن المريخ كان في مدار أقرب إلى الشمس و لكن هذا سيخر عليهم السقف من فوق هذه النماذج المرقعة بعضها بعضا، إذ أنّه سيسبب إشكالات كبيرة بخصوص استقرار مدارات الكواكب و ليس هذا فحسب بل إنه سيجلب تحديات و مفارقات في تحولات قطب الأرض و الأصعب من ذلك، كيف تمكنت الأرض و المريخ) من استعادة سرعة دورانهما حول محورهما؟ التحول المفاجئ في اتجاه محور الأرض أو المريخ يعني تباطؤ سرعة الدوران النهاري للأرض ، ولن يكون هناك طريقة لاستعادة الأرض أو المريخ نفس السرعة للدوران النهاري كما كان من قبل.


فكما ترى و كما قلت سابقا، كلما يحاولون بناء بناءٍ جديدة يهدمون من حيث لا يعلمون. و هذا بخلاف القرآن الكريم، كلما كثرت عليه الشبهات على عليها جميعا و قلّبت تلك الشبهات إلى أدلة و علامات تزيد من طمأنينة المؤمن و استقرار عقل العاقل من غير تشويش و لا تغفيل من أي جهة، ذلك بأن الله هو الحق و أنّه كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، لا يضعف و لا يتحرّك ولا يتبدّل إذ هو كتاب مبارك يُحقّ الحق و يبطل الباطل فيدمغه. و الله هو الهادي إلى الحق و صراط مستقيم و إليه المنتهى

No comments:

Post a Comment