ماذا تعرف عن اليقظة؟ أقصد الكلمة الإنجليزية Awareness؟ بنظري الشخصي هذه اليقظة مهمة لبداية كل شيء في حياة الإنسان ذات قيمة، بداية ثورة روحية و عقلية، بداية علاج و بداية معيشة… اليقظة تعرف ما و ماذا أنت؟ لم أنت؟ أين أنت ولماذا هذا المكان؟ و من ثم باليقظة تعرف نقاط القوة عندك و نقاط الضعف، و تعرف الإمكانيات و القوى التي بداخلك و القوى التي تحتيك، باليقظة تعيش اللحظة! باليقظة تخطط للمستقبل و باليقظة تربط الماضي بالحاضر و المستقبل. اليقظة بنظري هبة ربانية و مثل بقية الهبات الربانية، قد تكون نعمة أو نقمة بحسب ما يستعمله الإنسان. قد تتساءلون ما سبب ذلك؟ أقول كيف تحدد الهدف؟ أليس باليقظة بما تريد أن تحصل أو تصل إليه في المستقبل؟ و لتحقيق هدف ما لابد من الإنتقال من المكان الذي أنت فيه إلى المكان الذي تريد أن تصل إليه أو الهدف! أي شيء غير اليقظة تخبرك أين أنت الآن؟ أي شيء غير اليقظة تخبرك بالفاصل بين المكان الذي أنت فيه و الهدف الذي ترغب أن تصل إليه؟ أليس باليقظة تحدد كيف تتقدم و تواصل مسيرك؟
لنفترض أنك وصلت إلى غايتك، فكيف تتلذذ بالنجاح و الهدف الذي حققته أقصد تعيش هذا الفوز و النجاح و لو رمزيا على الأقل؟ أليس باليقظة تعيش اللحظة؟ فكر معي، اغسل صحن طعامك متيقظا مرة و اغسل و أنت مشغول البال مهموم بالماضي أو المستقبل، أيهما ألذ لنفسك؟ الغالب عند الناس بأن غسل الصحون بيقظة يعطي شعورا انسانيا اعظم من أن تغسل و أنت لا تدري... كذلك عند قراءة كتاب ما! اقرأ و أنت تدري ما تقرأ و لماذا تقرأ…الخ و قارن بين آخر يقرأ وهو لا يشعر بأنه يقرأ! حتما ستتفاوت أحجام ثمار كل قراءة! فاليقظة تحتاجها قبل البدء و عند البدء و بعد البدء و عند الإنتهاء و بعد الإنتهاء، فأنت بحاجة إليها في مسيرة حياتك… أمر بهذه الأهمية، ألا تكون هبة ربانية!؟ فاليقظة هي أعظم من العجائب الحسية أو المعجزات ن كان لنا عقل مفكر غوّاص في حقائق الأمور… فأنت بلا يقظة مشتت الحال و كأن كل جزء فيك على جبل في الإتجاهات الأربعة، و اليقظة هي التي تجمع شتاتك و تصيرك إنسانا كاملا بإذن الله، هذه اليقظة التي نغفل عنها و هي اليقظة التي ينبغي أن توقظنا لعبادة رب العالمين لا شريك له….