Thursday, September 25, 2014

عيوب وطرق علاجها




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... قرأت الكثير من الكتب, وقرأت لكثير من علماء المسلمين, إلا أن من أكثر الذين استفدت من كتاباتهم وكان لهم تأثير بالغ في نفسي هو الإمام ابن حزم الأندلسي رحمه الله ولهذا تجدونني أستشهد بكلامه في ما أكتبه من مقالات. وهذه المرة أنقل لكم كلمات للإمام ابن حزم من كتابه الأكثر من رائع: "كتاب الأخلاق والسير" لعلكم تستفيدون منها كما استفدت أنا من قبل. ذكر ابن حزم في الكتاب بعض عيوبه وكيف عالجها و وجدت بأن كثيرا منا يعاني من العيوب التي ستقرؤونها, و ربما طريقة علاجه تنفعكم كما نفعته ونفع غيره من الناس. لا أريد أن أطيل عليكم بالمقدمات, أترككم مع كلامه, قال ابن حزم رحمه الله:

"كانت في عيوب فلم أزل بالرياضة وإطلاعي على ما قالت الأنبياء صلوات الله عليهم والأفاضل من الحكماء المتأخرين والمتقدمين في الأخلاق وفي آداب النفس أعاني مداواتها حتى أعان الله عز وجل على أكثر ذلك بتوفيقه ومنه. وتمام العدل ورياضة النفس والتصرف بأزمة الحقائق هو الإقرار بها ليتعظ بذلك متعظ يوماً إن شاء الله .فمنها كلف في الرضاء وإفراط في الغضب فلم أزل أداوي ذلك حتى وقفت عند ترك إظهار الغضب جملة بالكلام والفعل والتخبط وامتنعت مما لا يحل من الانتصار وتحملت من ذلك ثقلاً شديداً وصبرت على مضض مؤلم كان ربما أمرضني وأعجزني ذلك في الرضا وكأني سامحت نفسي في ذلك لأنها تمثلت أن ترك ذلك لؤم. ومنها دعابة غالبة فالذي قدرت عليه فيها إمساكي عما يغضب الممازح وسامحت نفسي فيها إذ رأيت تركها من الانغلاق ومضاهياً للكبر. ومنها عجب شديد فناظر عقلي نفسي بما يعرفه من عيوبها حتى ذهب كله ولم يبق له والحمد لله أثر بل كلفت نفسي إحتقار قدرها جملة واستعمال التواضع.

ومنها حركات كانت تولدها غرارة الصبا وضعف الإغضاء فقصرت نفسي على تركها فذهبت. ومنها محبة في بعد الصيت والغلبة فالذي وقفت عليه من معاناة هذا الداء الإمساك فيه عما لا يحل في الديانة والله المستعان على الباقي مع أن ظهور النفس الغضبية إذا كانت منقادة للناطقة فضل وخلق محمود. ومنها إفراط في الأنفة بغضت إلي إنكاح الحرم جملة بكل وجه وصعبت ذلك في طبيعتي وكأني توقفت عن مغالبة هذا الإفراط الذي أعرف قبحه لعوارض اعترضت علي والله المستعان .ومنها عيبان قد سترهما الله تعالى وأعان على مقاومتهما وأعان بلطفه عليهما فذهب أحدهما ألبتة ولله الحمد وكأن السعادة كانت موكلة بي فإذا لاح منه طالع قصدت طمسه وطاولني الثاني منهما فكان إذا ثارت منه مدوده نبضت عروقه فيكاد يظهر ثم يسر الله تعالى قدعه بضروب من لطفه تعالى حتى أخلد .ومنها حقد مفرط قدرت بعون الله تعالى على طيه وستره وغلبته على إظهار جميع نتائجه وأما قطعه ألبتة فلم أقدر عليه وأعجزني معه أن أصادق من عاداني عداوة صحيحة أبداً .

No comments:

Post a Comment