Saturday, September 6, 2014

مرويات أبو هريرة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... في مشاركات سابقة دعوت طلاب العلم والعلماء لتفعيل علم الجرح والتعديل على جميع الطبقات ويدخل في هذا الصحابة (على حسب تعريف أهل الحديث للصحابة) أما على حسب ما اخترته أنا في تعريف: "من هو الصحابي؟" فربما ليس هناك داع إلى تفعيل الجرح والتعديل عليهم. وقد ذكرت في مشاركتي إني لاحظت ظواهر غريبة في الحديث, فمثلا تفرّد أبو هريرة برواية الغيبيات بشكل ملحوظ مقارنة مع باقي الصحابة (لا شك بأن هناك روايات تنسب إليهم فيها غيبيات لكن كثير منها فيها خلل سواء من السند أو المتن). سأثبت لكم في هذه المشاركة الكلام الذي ذكرته سابقا.

قررت أن أقوم ببحث مختصر عن كتاب بلوغ المرام... والسبب في ذلك, أردت أن أعرف كم عدد أحاديث الأحكام التي رواها أبو هريرة, وذلك لأن لقائل أن يقول: ما المشكلة إن كان أحاديث أبو هريرة كثير منها في الغيبيات وكثير منها في الأحكام, لماذا تأخذ الأحكام ولا تأخذ الغيبيات, فلذلك قررت أن أقوم بهذا البحث البسيط. وطبعا هناك من سيقول بأنه تخصص, وهذا غير مقبول خاصة بالكم الهائل الذي رواه أبو هريرة من الأحاديث كثير منها يدخل في العقائد أو ما لا يسع المسلم أن يجهله (كما يدعيه المعاصرون) وبعضهم يكفر من لا يؤمن بم في هذه الأحاديث من عقائد وقد ذكرت ردا في مشاركة سابقة لمن يقول بأنه تخصص.

نسختي من الكتاب هي بتحقيق: "يوسف علي بديوي" طبعة دار ابن كثير (دمشق – بيروت). عدد الأحاديث في الكتاب مع المكرر 1596 حديث. ثم تتبعت أحاديث أبو هريرة في الكتاب فوجدت بأن لديه حوالي 185 حديث. وهذا يعني بأن مرويات أبي هريرة في الكتاب لا يتعدى حاجز الـ11% وهذا بحد ذاته أمر غريب وخاصة بأنه أكثر صحابي له مرويات وكما كان يقول عن نفسه بأن المهاجرين والأنصار كانوا ينشغلون عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يلازمه. ثم بحثت مواضيع أحاديث أبو هريرة في الكتاب, فوجدت بأن 65 من هذه الأحاديث هي أحاديث غيبية أو غير قابلة للإدراك بالحس. وهذا يعني بأن مرويات أبي هريرة في الغيبيات أخذت نسبة 35% من جميع مروياته. وهذا لا يعتبر قليلا وخاصة إن عرفنا أن عدد أحاديث الأحكام من غير الغيبيات هو 120. ومن هذا الـ120 رواية, أخذت التالي:

·        اعتبرت الروايات المكررة (حيث تجد أحيانا بأن حديثا واحدا قد يتكرر 3 مرات)
·        اعتبرت الروايات الضعيفة (وجدت كثيرا من الأحاديث الضعيفة في الاحكام ولكني اعتبرتها)
·        اعتبرت الروايات التي هي عبارة عن جزء من حديث أطول. (مثال حديث تجنب ضرب الوجه) فإن الحديث بأكمله فيه ذكر بأن الله خلق آدم على صورته (وهذا يحوله إلى حديث غيبي) ولكني بالرغم من ذلك اعتبرته من الأحكام فقط تنزلا.
·        اعتبرت الروايات التي فيها شبهة بأنه غيبي.
·        اعتبرت الروايات التي تخالف المرويات في الباب الواحد.

فباعتبار كل هذه النقاط المذكورة, تبين لي بأن أحاديث أبو هريرة في الأحكام لا يتجاوز نسبة الـ7% من كتاب بلوغ المرام. وفي الحقيقة بعد التحقيق والبحث في هذه المرويات لا أكاد أشك بأن أحاديث أبو هريرة في الأحكام لن يتجاوز نسبة الـ3% من الكتاب. فهذه المعلومات قد لا تبدو مهمة لكم, لكنها مهمة جدا للباحث. علينا بجدية أن ندرس أسانيد مروياته من جديد ولابد من التأني قبل نسبة مروياته إلى النبي صلى الله عليه وسلم. خاصة بأن معظم أحاديثه الغيبية فيها شبهات قد تصل إلى أكثر من 50 شبهة كما بينت في بحثي في موضوع نزول عيسى بن مريم. وهنا أنا لا أتهم أبو هريرة, إنما أولا أتهم الرواة عنه, فإن ثبت بأن كل الأسانيد سليمة من الطعن أو الخلل عندها نقارن مرويات أبو هريرة بغيره من الصحابة  كما يفعل المحدثون بمرويات محدث مع من هو أوثق منه. أي بالأحرى, تفعيل الجرح والتعديل عليه, وذلك بذكر من طعن فيه من الصحابة أو أنكر عليه كعمر بن الخطاب رضي الله عنه وعثمان وعلي وغيرهم من الصحابة والتابعين. وهذا ليس فيه إساءة إلى أبو هريرة إن شاء الله, لأن في هذا العمل دفاعا عن النبي صلى الله عليه وسلم, و أخيرا أختم هذه المشاركة بأمثلة لأحاديث أبو هريرة التي أسميها بالغيبيات لكي تعرفوا ما هي طبيعة الأحاديث التي أقصدها. وكثير من هذه الأحاديث بالرغم من صحتها لدي ملاحظات لكن ليس هذا موضع نشرها...

((إذا وقع الذبابُ في شرابِ أحدِكم فلْيغمسْه ، ثم لْينزعْه ؛ فإنَّ في إحدى جناحَيْه داءٌ ، و في الآخرِ شفاءٌ))

((إذا استيقظ أحدُكم من منامِه فليستنثرْ ثلاثَ مراتٍ . فإن الشيطانَ يبيتُ على خياشيمِه))

((إذا تشهد أحدُكم فليستعذْ باللهِ من أربعٍ . يقولُ : اللهم ! إني أعوذُ بك من عذابِ جهنمَ . ومن عذابِ القبرِ . ومن فتنةِ المحيا والمماتِ . ومن شرِّ فتنةِ المسيحِ الدجالِ))

((من سبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ وحمدَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ وكبَّرَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ فتلكَ تسعةٌ وتسعونَ وقالَ تمامَ المائةِ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ غُفِرت خطاياهُ وإن كانت مثلَ زَبَدِ البحرِ)) 

((من اغتسل ، ثمَّ أتَى الجمعةَ ، فصلَّى ما قُدِّر له . ثمَّ أنصت حتَّى يفرَغَ من خطبتِه . ثمَّ يصلِّي معه ، غُفر له ما بينه وبين الجمعةِ الأخرَى ، وفضلُ ثلاثةِ أيَّامٍ))

((مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا ، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ ، ومَن قامَ ليلةَ القَدرِ إيمانًا واحتِسابًا ، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ))

((والذي نفسي بيدِه ، ليُوشِكن أن ينزلَ فيكم ابنُ مريمَ حكمًا عدلًا ، فيكسرَ الصليبَ ، ويقتلَ الخنزيرَ ، ويضعَ الجزيةَ ، ويَفيضَ المالُ حتى لا يقبلَه أحدٌ ، حتى تكونَ السجدةُ الواحدةُ خيرًا من الدنيا وما فيها . ثم يقولُ أبو هريرةَ : واقرؤوا إن شئتم : {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا } .))

((مَنِ اتَّخَذ كلبًا ، إلا كلبَ ماشيةٍ أو صيدٍ أو زرعٍ ، انتَقَص من أجرِه كلَّ يومٍ قِيراطٌ .))

((إنَّ للهِ تسعًا وتسعين اسمًا مئةً غيرَ واحدٍ من أحصاها دخل الجنَّةَ))

((كلمتانِ حبيبتانِ إلى الرحمنِ ، خفيفتانِ على الِّلسانِ ، ثقيلتانِ في الميزانِ : سبحان اللهِ وبحمدِه ، سبحان اللهِ العظيمِ))

4 comments:

  1. أخي الغالي
    حديث الذبابة
    أكتشف العلم الحديث صحة ما ذكر في الحديث
    ما هي أساسيات الغيبية التي بنيت فهمك عليها

    ReplyDelete
  2. أخي محمد المرزوقي المحترم.

    أما عن حديث الذبابة فهو في وقته كان من الغيب, الذي أقصده بالغيبيات الذي لا يمكن للبشر التوصل إليه في وقته, وبحاجة إلى وحي. فحديث الذبابة على فرض صحته فإنه لا يمكن في زمن الرسول معرفة هذا إلا تعليم من الله سبحانه ووحي, ولكن قد يكون في المستقبل يكتشف ولن يكون من الغيب. مثله مثل قضية نزول المسيح أو خروج الدجال, وقتها من الغيب, ولكن عند حصول هذا الشيء في الحاضر او او في المستقبل, عند من سيعايشون هذه الأمور لن يكون من الغيب. ثم هذا الاكتشاف العلمي على حسب علمي فيه خلاف, فبعضهم من يقول بالصحة ومنهم من يقول العكس. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    ReplyDelete
  3. العلم الحديث لم يكتشف مسألة الذبابة ولا الدبابة. بل على على جسم الذبابة ملايين من الجراثيم. واحد ارواة ان لم اخطئ هو متفرد فيه فيه وليس له غير هذا الحديث.

    ReplyDelete
    Replies
    1. للعلم, جميع الروايات التي اقتبستها في هذه المشاركة هي من مرويات أبو هريرة

      Delete